أطلقت المحكمة العسكرية بقرار من قاضي التحقيق العسكري الأول القاضي رياض أبو غيدا يوم أمس الثلاثاء، سراح الممثل المسرحي اللبناني زياد عيتاني، وبرأته من شبهة التعامل مع إسرائيل، بعد أن أمضى حوالي مئة وعشرة أيام موقوفاً في السجن منذ 24- تشرين الثاني- 2017.
وتم إخلاء سبيل عيتاني من دون كفالة مالية، تأكيداً لبراءته، خصوصًا بعد خضوعه للتحقيق نحو أسبوعين بقرار من النيابة العامة التمييزية بعدما أوقفته ثلاثة أشهر تعرض خلالها "للتعذيب والضرب"، كما صرح للصحافيين فور خروجه أمس.
واللافت أن قضية عيتاني أخذت حيزًا هامًا لدى اللبنانيين الذين تفاعلوا مع هذه القضية منذ لحظة إعتقاله؛ فمنهم من ندد بعمالة عيتاني، ومنهم من وقف إلى جانبه مُطالبًا إنتظار ما ستكشفه التحقيقات...
وها هو اليوم زياد عيتاني يخرج بريئًا من تهمته، فكيف تفاعل اللبنانيون مع خبر إطلاق سراحه؟
"شو ناطرين؟ يلا قوموا لاقوني عطريق الجديدة جيبوا الحلو من عند الصفصوف والداعوق ونمر الوادي، والعصير من عند السلام الصعيدي، يلا اشتقتلكم"؛ هكذا غرّد الممثل زياد عيتاني عبر حسابه على تويتر بعد إطلاق سراحه، و بالزغاريد إستقبله سكان طريق الجديدة وحملوه على الأكتاف إحتفالاً ببرائته.
وكان اللقاء بين عيتاني وابنته مؤثراً جداً، وكذلك والدته ومبادرته إلى تقبيل يديها ومعانقتها، وحضر مهنئاً وزير الداخلية نهاد المشنوق الذي كان عيتاني خصه بالشكر منوهاً بدوره في كشف الحقيقة.
وكان عيتاني قد التقى أيضًا في بيت الوسط برئيس الحكومة سعد الحريري الذي شدد على «إحقاق الحق».
وامتد الإحتفال ببراءة عيتاني ساعات، واستقبل خلالها الألوف من المهنئين الذين أجمعوا على براءته، وبارك الكثيرون من اللبنانيين والإعلاميين والفنانيين لعيتاني على براءته.
وفي المقابل، استغرب الكثير من إطلاق سراح عيتاني، ومن قرار المحكمة، فهم على حد قولهم لم يصدقوا قرار المحكمة، وطالبوا بالكشف عن تفاصيل القضية لكي يفهم الرأي العام ما حصل مع العيتاني بغض النظر عن فبركة الملف أو صحّته، وتساءلوا "ماذا سيحصل مع المقدم في قوى الأمن الداخلي سوزان الحاج المتهمة بفبركة ملف عيتاني؟".
والبعض الآخر رفض براءة عيتاني من العمالة، وأعرب عن قلة ثقته بأجهزة الدولة نظرًا للغموض الذي رافق الملف، في وقت اعتبر فيه الكثيرون أن عيتاني مظلوم وكان ضحية لعبة مفبركة.