أشارت صحيفة "الشرق الأوسط" إلى أن فرضت الانتخابات النيابية المقررة في السادس من أيار المقبل، واقعاً جديداً على الأحزاب السياسية، التي وجدت نفسها أمام حسابات مختلفة عن الدورات السابقة، بحيث بات الركون إلى شخصيات ذات حيثية شعبية أمراً مستحباً، ما فتح الباب أمام استقطاب بعض الشخصيات من خارج الاصطفافات السياسية للأحزاب، وهو ما ينطبق على تيار المستقبل، الذي اتخذ رئيسه سعد الحريري (رئيس الحكومة اللبنانية)، قراراً وصف بـ"الجريء"، عبر ترشيحه أسماء كانت منذ الـ2005 تقف في معسكر قوى الثامن من آذار وتقاتل في صفوفها.
ويبدو أن هذه التحولات تبقى خاضعة لإرادة ورغبة الطرفين، وفق تقدير عضو المكتب السياسي في تيار المستقبل النائب السابق مصطفى علوش، الذي أوضح لـصحيفة "الشرق الأوسط، أن هؤلاء "هم من عرضوا أنفسهم وعبّروا عن رغبتهم بالسير بالخط السياسي لتيار المستقبل، وربما وجدوا أنفسهم أنهم كانوا مخطئين في خياراتهم السابقة، أو أنهم يبحثون عن موقع لم يجدوه سابقاً ووجدوه الآن في المستقبل، وبالتالي لا أحد يستطيع أن يحكم على نوايا الناس".
وأقرّ علوش بأن البعريني والقرعاوي "لهما دورهما وحيثيتهما الشعبية في منطقتي عكار والبقاع الغربي، ومن المؤكد أن الحسابات الانتخابية لا علاقة لها بالمبادئ، بقدر ما لها علاقة بالأرقام". ورأى أن "كل زعيم أو حزب سياسي ما عدا الأحزاب العقائدية مثل «حزب الله»، لها حساباتها وتريد عبر ضمّ هذه الشخصية أو التحالف مع شخصيات أخرى، أن تكسب أصواتاً جديدة"، لافتاً إلى أن "القاعدة الحزبية ربما تعبّر عن استيائها، لكنها تعود وتسامح على هذه الخيارات، والذي لا يسامح يمكنه أن يخرج". وأشار علوش إلى أن "لعبة الانتخابات تبقى لعبة المصلحة أكثر مما هي لعبة المبادئ السياسية، وكل الأحزاب تخوضها على أساس تكبير حجم كتلتها النيابية".
وعمّا إذا كانت ثمة ضمانات لدى الحريري بالتزام المرشحين الآتين من خارج "المستقبل" ومعسكر قوى "14 آذار" بسياسة التيار بعد الانتخابات، أوضح علوش أن "لا أحد يضمن مسبقاً نوايا الناس، والتاريخ علّمنا أن هناك أشخاصاً ناصعي البياض، لكن عند التجربة كانوا عنيدين لدرجة أنهم لا يخضعون لإرادة قيادتهم، وهناك آخرون التزموا بما تعهدوا به وقاتلوا إلى آخر الطريق".