سأفترضُ الآن أن بشار الأسد وحلفاءه تمنكوا نهائياً من القضاء على كل المناطق الثائرة، وتمكنوا من تهجير أهل الغوطة الشرقية، وسأفترض أيضاً أن السيد بوتين الذي سيربح الانتخابات حتماً، سيبقى في سورية لمدة خمسين عاماً!

 

 

ونصر الأسد وحلفائه، إذا تحقق، وإذا بقيت الأمم المتحدة على عجزها وشللها التام تجاه كارثة القرن السورية، فهل سيدفع هذا الحال واشنطن ومعها الغرب إلى التساؤل الجدي عما إذا كانت هذه الأنظمة المارقة ستشجع بقية الأنظمة المارقة في العالم، وعلى رأسها نظام كوريا الشمالية، على متابعة السير في طريق التعنت والتسلح وتحدي الغرب؟

 

 

ألا يؤسس هذا الافتراض السيء (والذي يسير حتى الآن نحو التحقق) إلى التأسيس لحرب باردة جدية يقودها بوتين وخامنئي والأسد ضد كل العالم الغربي، وطبعاً ضد كل المؤسسات الدولية الأممية المعنية بعدم فلتان العالم بهذا الشكل الذي يريده الأسد وحلفاؤه!

 

 

من يتابع التطورات العسكرية على الأرض في الغوطة الشرقية، لا سيما بعد القرار الدولي 2401 والذي ولد ميتاً، يشعر بأن كامل الغرب ومعه واشنطن سعداء بما يحدث!

 

 

عطفاً على الافتراض الذي تصورناه: إذا انتصر الأسد (لا سمح الله) وحانت اللحظة التالية لكي يتعامل الأسد مع العالم أجمع، فهل يمكن مثلاً أن يبدأ بإعمار سورية منفرداً بمعونة حلفائه، وهل ستقبل واشنطن بالانسحاب من كل قواعدها العسكرية في سورية لصالح تمكين الأسد من كامل الجغرافية السورية؟

 

 

سؤال مستقبل سورية السياسي هل سيكون مؤجلاً إلى أن تصحو الإدارة الأميركية الحالية وترى بعين الشعب السوري المذبوح حجم الخراب والقتل والفضيحة التي تلف العالم أجمع؟

 

 

باختصار، إذا لم تتحرك واشنطن عسكرياً ضد الأسد فإن الأسد وحلفاءه سينتصرون عسكرياً على الشعب السوري، وآنئذ ستكون سورية السياسية مثل كتلة السرطان في قلب هذا العالم.

 

 

كأي سوري كاره للسياسة وعاشق للحياة والسلام والحرية، أرى أن ما يحصل يؤسس لحروب مقبلة ومروعة في سورية، وصمت واشنطن مرعب ومروع تماماً مثل كلور الأسد!

 

 

وإذا بقي الأسد، فلتحفر الأمم المتحدة ومعها كل مؤسساتها قبراً لنفسها وتقرأ على روحها الفاتحة، ولينعم العالم بالخراب.