في خبر مفاجىء ظهر عبر موقع تويتر اعلن الرئيس الاميركي دونالد ترامب اقالة وزير الخارجية ريكس تيلرسون فجأة رغم ان اشاعات منذ 5 اشهر تتحدث عبر مقالات صحافية وغيرها على ان الرئيس الاميركي ترامب هو على خلاف دائم مع وزير خارجيته تيلرسون. 
وقد قرر الرئيس الاميركي ترامب اقالة ريكس تيلرسون واستبداله بمدير المخابرات المركزية مايك بومبيو الذي حلت محله نائبته السيدة جينا هاستر، وقد بدأ الخلاف بين الرئيس ترامب ووزير خارجيته بعد شهر من وصول الرئيس ترامب للرئاسة، ذلك ان صهر الرئيس الاميركي كوشنير زوج ابنته ايفانكا كان يلعب شبه دور وزير خارجية الولايات المتحدة وأقام علاقة مع ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان ومع ولي عهد امارة ابو ظبي الشيخ محمد بن زايد، واللذين لديهما اعظم ثروة في العالم. ونسج معهما وبالتنسيق مع الصهيونية العالمية خطة صفقة القرن. كما قرروا العديد من الامور في شأن مصر والعالم العربي والسياسة مع اوروبا وغيرها، وكان وزير الخارجية الاميركي تيلرسون غير مطّلع بما يقوم به صهر الرئيس الاميركي ترامب كوشنير.
اعترض وزير خارجية اميركا تيلرسون لدى الرئيس ترامب على تحركات ونشاطات وقرارات صهر الرئيس الاميركي ترامب كوشنير، وابلغ تيلرسون ترامب اما ان يكون هو وزير خارجية اميركا او يكون صهره كوشنير، فقام ترامب بابعاد صهره كوشنير وابنته ايفانكا عن البيت الابيض الى شقة ضخمة في واشنطن، واستمر صهر الرئيس ترامب كوشنير بالتعاطي في السياسة الخارجية، فزاد اعتراض وزير خارجية اميركا تيلرسون فقرر الرئيس الاميركي ترامب منعا لحصول انفجار ازمة في ادارته بعد وصوله بـ 4 اشهر عبر استقالة تيلرسون ابعاد صهره كوشنير من واشنطن الى نيويورك والطلب اليه عدم التدخل في الشؤون الخارجية.
وفي الاساس فان الرئيس الاميركي ترامب يختلف كليا بعقليته عن عقلية وزير خارجيته تيلرسون، ذلك ان الرئيس الاميركي ترامب الاتي من اعمال شركات المقاولات وبناء الفنادق التقى مع وزير خارجيته الاميركي تيلرسون الذي هو اهم رجل اعمال في مجال الاتفاقات الدولية خاصة اتفاقيات النفط الدولية، وهو قاد عمليات واتفاقات تمت تحت اشرافه بلغت طوال 25 سنة اكثر من 81 مليار دولار. لكن الرئيس ترامب لم يكن يعرف شخصيا وزير خارجيته تيلرسون، بل قام باستشارة وزير خارجية اميركا الاسبق جيمس بيكر، والذي هو احد اهم رئيس مكتب محاماة في نيويورك، وكان وزير خارجية اميركية لامع جدا، ومكتب وزير الخارجية الاميركي الاسبق جيمس بيكر كان يتولى كل شؤون وقضايا الرئيس الاميركي ترامب في اعماله، دون تدخل وزير الخارجية الاميركي السابق جيمس بيكر كونه لديه مكتب من حوالى 140 محامياً من اكبر محاميي الولايات المتحدة.
 

 

 

 جيمس بيكر نصح ترامب بتيلرسون


لكن نشأت صداقة بينه وبين وزير الخارجية الاميركي الاسبق جيمس بيكر وطلب الرئيس الاميركي ترامب رأي جيمس بيكر في تعيين اسم لوزير الخارجية في عهده الجديد، فنصحه وزير الخارجية الاميركي الاسبق جيمس بيكر بريكس تيلرسون الذي يعرفه جيدا كوزير خارجية لاميركا، ويأتي الرئيس الاميركي ترامب من مدرسة مختلفة كليا عن مدرسة تيلرسون، فالرئيس الاميركي ترامب معتاد على اخذ قرارات سريعة وعشوائية وبيع عقارات وشراء عقارات وخوض غمار رفع الاسعار العقارية او هبوطها، وشراء فنادق متعسرة ثم النهوض بها.
اما وزير خارجيته ريكس تيلرسون فكان رجل اعمال من الطراز الاول له اجازاته في الادارة وفي القانون وفي العلوم السياسية واختصاصات كثيرة وتابع اهم الدراسات التي صدرت عن جامعة هارفرد الاميركية الشهيرة. ولذلك كان الخلاف كبيرا منذ الاساس بين الرئيس الاميركي ترامب ووزير خارجيته ريكس تيلرسون. 
 

 اول خلاف بين ترامب ووزير خارجيته


وظهر اول خلاف عندما اعلن الرئيس الاميركي ترامب ان اسوأ اتفاق تعاقدته الولايات المتحدة هو عقد اتفاق مع ايران في شأن الاتفاق النووي بين الدول الست وهي الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن زائد المانيا مع ايران بعد 7 سنوات من المفاوضات تم فيها الاتفاق على تخفيض تخصيب اليورانيوم في ايران من 21 في المئة الى 3 في المئة اي منع ايران من الحصول على اي سلاح نووي. وكان وزير خارجية اميركيا مقتنع بهذا الاتفاق على انه اتفاق يضمن السلم في منطقة اسيا ويضبط ايران عن منع صنع قنبلة نووية.
اما ترامب فقال سأوقع الاتفاق للمرة الاخيرة وانه اسوأ اتفاق تم عقده.
وهنا تدخل رئيس اركان الجيوش الاميركية وقال بعد اجتماعه مع وزير خارجية اميركا تيلرسون في الخارجية الاميركية، ان الرئيس ترامب يقول ان الاتفاق النووي مع ايران هو سيىء واسوأ اتفاق عقدته واشنطن عالميا. لكنني اقول بالاتفاق مع وزير خارجية تيلرسون، ان الاتفاق قد يكون سيىء، لكن اذا قرر ترامب الغاءه عليه تحضير البديل منذ الان، والجيش الاميركي ليس عنده بديل عن الاتفاق النووي سوى حرباً شاملة مع ايران ونحن حتى الان لم ننته من حرب افغانستان ولم ننته من الحرب مع ايران، والحرب مع ايران يعني حرب اسيوية تشمل الخليج والبحر الابيض المتوسط واسيا وهذا غير ممكن.
 

 خلاف صهر الرئيس وتيلرسون


قام صهر ترامب كوشنير بابلاغ الرئيس الاميركي ترامب عن انتقاد تيلرسون وزير خارجيته بقول الرئيس الاميركي بالغاء الاتفاق النووي مع ايران وانه اسوأ اتفاق وابلغه ان رئيس اركان الجيوش الاميركية صرح موافقا على رأي وزير خارجية اميركا وزاد ان الرئيس الاميركي ترامب يريد الغاء الاتفاق مع ايران لكن ليس عنده بديل.
ويجب تحضير البديل وفق رئيس اركان الجيوش الاميركية، واذا لم يكن هنالك من بديل فان حرب الولايات المتحدة مع ايران والحرب مع افغانستان والعراق لم تنته ومفاعيلها ستؤدي الى حرب شاملة كبرى اسيوية تشمل البحر الابيض المتوسط واسيا وتغرق اميركا في حرب لا نهاية لها في دولة مساحتها مليون و600 الف كلم هي ايران.
تيلرسون كان يميل الى التصديق على ان ايران تمتثل للاتفاق النووي، فيما اصر الرئيس ترامب على ان الاتفاق النووي مع ايران هو واحد من اسوأ الاسوأ بالنسبة الى الاتفاقات التي اجرتها الولايات المتحدة. هذه نقطة هامة من نقاط الخلاف بين الرئيس الاميركي ترامب وبين وزير خارجيته تيلرسون. 
وعندما اندلعت ازمة كوريا الشمالية قال الرئيس الاميركي ترامب ان الازمة لا تعالج الا بالنار والغضب ووصف زعيم كوريا الشمالية برجل الصواريخ الصغير اما وزير الخارجية الاميركي تيلرسون فقال يجب العمل على الخطة الديبلوماسية لضبط كوريا الشمالية التي اصبحت دولة نووية، وان الحلول تأتي ديبلوماسيا وافضل من حل النار والغضب الذي اعلنه الرئيس الاميركي ترامب.
ظهر ذلك على شاشات التلفزيون «فوكس نيوز» و«سي. ان. ان.» و«ان. بي. سي». وقد ظهر هذا التباين امام الرأي العام الاميركي بشكل واضح حيث ان هنالك صراع بين الرئيس الاميركي ووزير خارجيته. 
ثم لاحقا صرح الرئيس الاميركي ترامب بأنه على خلاف كبير مع وزير خارجيته تيلرسون، وعندما تم سؤال وزير الخارجية عما قاله الرئيس الاميركي ترامب بأن هنالك خلافا كبيرا بينه وبين وزير خارجيته تيلرسون اجاب وزير الخارجية الاميركي تيلرسون ان الرئيس الاميركي ترامب يتحدث عن نفسه، اما بالنسبة لي فليس هنالك من خلاف. 
ثم بلغ توتر العلاقات بين الرجلين عندما امتنع وزير الخارجية الاميركي تيلرسون عن عقد اي اجتماع بحضور مدير المخابرات الاميركية  بومبيو الذي كان يقدم ملخص امني للوضع العالمي وسياسة الولايات المتحدة بحضور وزير الخارجية الاميركي تيلرسون ووزير الدفاع الاميركي ماتيس ومستشار الامن القومي الجنرال ماكس ماستر وذلك في اجتماع البيت الابيض الشبه يومي، ذلك ان وزير الخارجية الاميركي تيلرسون لم يكن يعجبه الملخص الامني الذي يقدمه رئيس المخابرات الاميركية  بومبيو الى الرئيس الاميركي ترامب بحضورهم، وكان يعتبر ذلك تحريض من مدير المخابرات الاميركية  بومبيو الى الرئيس الاميركي ترامب للتصعيد والتحريض عالميا.
 

 خلافات على ملفات عدة  بين ترامب وتيلرسون


ثم انتقل الخلاف الى عدة ملفات، ففي حين اعلن الرئيس الاميركي ترامب تأييده للسعودية ودولة الامارات وابو ظبي والبحرين لقرارهم وضع الحصار على دولة قطر، اعلن وزير الخارجية الاميركية تيلرسون ان الازمة القطرية خطيرة على الامن الاميركي في الخليج وانه يجب رفع الحصار ودعوة الدول الاربعة ومعهم مصر الى واشنطن وايجاد حل، او ان يقوم هو شخصيا وزير الخارجية الاميركي في زيارة البلدان الخليجية ومصر وايجاد حل ديبلوماسي، لكن الرئيس ترامب رفض ودعم بكل ثقله السعودية والامارات ومصر والبحرين في حصارهم ضد قطر. 
وحصل هذا الامر نتيجة تدخل كوشنير الذي كان متواصلا دائما مع الامير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي ومع الشيخ محمد بن زايد ولي عهد دولة ابو ظبي والامارات. 
 

 تيلرسون: قيم اميركا أهم شيء عندي


وفي تصريح لشبكة فوكس نيوز تم سؤال تيلرسون عن طريقة عمله وسبب خلافه مع الرئيس الاميركي ترامب، فقال تيلرسون ان قيم الولايات المتحدة وقيم اميركا هي اهم شيء عندي، لكن الرئيس الاميركي ترامب يعتبر ان برنامجه السياسي هو اهم من قيم اميركا، وهنا اشتعل الرئيس الاميركي ترامب الذي اتصل هاتفيا بتيلرسون ولم يعرف احد مضمون الحديث باستثناء صحيفة لوس انجلوس تايمز التي قالت ان تيلرسون اغلق الهاتف في وجه الرئيس الاميركي ترامب بعدما وصفه بأنه معتوه، ولم ينف البيت الابيض هذا الخبر ولم ينف وزير خارجية اميركا تيلرسون ايضا هذا الخبر.
وكان الرئيس الاميركي ترامب يعتقد ان وزير الخارجية يجب ان يكون ينتمي في شكل غير مسبوق الى تفكير الرئيس الاميركي ترامب بسبب تفكير تيلرسون المنفصل عن تفكير البيت الابيض. 
ثم حضر تيلرسون مقابلة صحافية مع تلفزيون فوكس نيوز، فأعلن موقفه انه ضد حصار قطر، واعلن انه ضد الغاء الاتفاق النووي مع ايران، الذي يريد الرئيس الاميركي ترامب الغاءه، وقال ان الرئيس الاميركي ترامب يخلط بين وعوده في الحملة الانتخابية للوصول الى رئاسة اميركا وبين السياسة الواقعية التي يجب ان تنتهجها الولايات المتحدة.
وازاء تصاعد الخلاف بين الرئيس الاميركي ترامب ووزير الخارجية تيلرسون، قام وزير الخارجية تيلرسون بوقف تعيين وملء الوظائف السياسية الرئيسية في وزارة الخارجية، فاتصل الرئيس ترامب بتيلرسون وطلب منه المجيء الى البيت الابيض، وحضر وسأله الرئيس الاميركي ترامب لماذا لا تملأ الوظائف السياسية الرئيسية في وزارة الخارجية، فأجابه بالقول اعتقد انني لن استمر طويلا في وزارة الخارجية الاميركية والذي سيأتي من بعدي عليه ملء الوظائف في الخارجية الاميركية.
وعندها طلب منه الرئيس ترامب ان لا يخطط للمغادرة وان يخدم معه في الادارة الاميركية لكن تيلرسون لم يقتنع بالموضوع.
وعبر ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان وولي عهد دولة الامارات، سواء محمد بن سلمان ام محمد بن زايد اللذين كانا يدفعان اموالا طائلة لصهر الرئيس ترامب عبر شركة تم تأسيسها في جزيرة سيشيل وكشفت المخابرات الاميركية لهذا الامر لكن مدير المخابرات الاميركية  بومبيو كان يخفي الامر عن الرئيس ترامب او انه كان يطلعه وكان الرئيس الاميركي ترامب موافقا لكنه كان يعلن انه لا يعرف شيئاً عن هذا الموضوع.
ووقف تيلرسون ضد حصار قطر، ثم انتقل الى موضوع مصر والى الموضوع الفلسطيني فاستقبل في وزارة الخارجية جماعة تسمي نفسها الفصائل الاسلامية للدفاع عن المقدسات الاسلامية، وجرى البحث في اعلان الرئيس الاميركي ترامب ان القدس عاصمة اسرائيل، وابلغ الوفد الاسلامي وزير خارجية اميركا تيلرسون ان توتراً كبيراً حصل بين الفلسطينيين وقوات الاحتلال الاسرائيلي بعد اعلان الرئيس ترامب القدس عاصمة اسرائيل.
وبعد الاجتماع ابلغ تيلرسون انه مع الحرية الدينية للمسلمين كي يصلوا في المسجد الاقصى في شكل مستمر وان على اسرائيل عدم انكار الحرية الدينية في القدس سواء المسيحية ام الاسلامية ام اليهودية، وهذه الديانات الثلاث تحترمها الديانات الابراهيمية الثلاث.
ثم حصل اجتماع في وزارة الخارجية الاميركية بين تيلرسون ووفد تابع لجماعة الاخوان المسلمين، وابلغوه ان مصر كان فيها ديموقراطية والان الرئيس السيسي الغى الديموقراطية كلها، فكان رأي وزير الخارجية الاميركي تيلرسون انه يعارض تصنيف جماعة الاخوان المسلمين منظمة ارهابية اسلامية. وقال ان هنالك تناقضات في التعامل مع مصر، وان تيلرسون يحاول اصلاح ما افسده البيت الابيض في العلاقة مع القاهرة واعتبار كل الاخوان المسلمين حزب ارهابي والغاء الديموقراطية في مصر.
 

 مصر قاطعت تيلرسون


ولدى تصريح وزير خارجية اميركا تيلرسون هذا التصريح حصل غضب كبير لدى الرئيس المصري الفريق عبد الفتاح السيسي فقام الرئيس الاميركي ترامب باجراء اتصال هاتفي مع الرئيس السيسي، وحاول ارضاءه لكن هذا الاتصال لم يغير شيئاً من الموقف المصري الغاضب في محاولة منه لاصلاح الرئيس الاميركي ترامب ما افسده تيلرسون في تصريحه ان الاخوان المسلمين ليسوا ارهابيين.
قاطعت مصر تيلرسون، وقررت عدم الاتصال به، وصدر عن وزارة الخارجية المصرية في القاهرة هذا الكلام بوضوح، فرد تيلرسون انه من جانبه بابه مفتوح للجميع وهو يحترم الرئيس المصري السيسي ويحترم في الوقت ذاته تنظيم الاخوان المسلمين ولا يعتبرهم ارهابيين، وسواء رضي الرئيس المصري السيسي بتصريحاتي ام لم يرض فان موقفي لا اغيره وفق اهواء ضابط جاء من وحدات خاصة وقام بانقلاب وتسلم قيادة مصر بالقوة في عملية غدر بينه وبين الاخوان المسلمين. وهذا ما اشعل العلاقة بين اميركا ومصر في شكل رهيب ولم يعد يستطيع الرئيس ترامب اصلاح الوضع بين اميركا ومصر التي باتت تطالب مع السعودية ودولة الامارات في ازاحة تيلرسون من مركزه.
 

 دور اللبناني جورج نادر


عندها قام ولي عهد ابو ظبي الشيخ محمد بن زايد ولديه مستشار لبناني اسمه جورج نادر في الطلب اليه للاجتماع بصهر ترامب كوشنير، في قاعدة في المحيط الهادي في طائرتين كل واحدة خاصة من طراز بوينغ 777 واجتمعوا هناك وعرض جورج نادر مستشار الشيخ محمد بن زايد مبلغ 200 مليار دولار تدفعها السعودية وتدفعها امارة ابو ظبي مقابل اقالة تيلرسون من قبل الرئيس الاميركي ترامب لان السعودية وامارة ابو ظبي ومصر والبحرين لم يعد باستطاعتهم تحمل تصريحات تيلرسون، خاصة عدم اعتباره ايران دولة ارهابية وان افضل اتفاق يمكن الحصول عليه هو الاتفاق النووي مع ايران ولا بديل عن ذلك.
ترامب وتيلرسون يختلفان بالعقلية تماما وبالتفكير فتيلرسون ولد في ولاية تكساس والمعروف عن اهالي تكساس انهم اصحاب عناد شديد وثبات في الرأي، وفي سن 29 سنة ترأس شركة ايكسون موبيل للنفط في تكساس، ثم اصبح رئيس شركة ايكسون موبيل في العالم كله وهو في الـ 33 من عمره وعمل لصالحها في كامل العالم واقام اهم اتفاق بين الولايات المتحدة وروسيا، فاصبحت لديه علاقة وثيقة بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وكانت علاقة تيلرسون بالكرملين علاقة ممتازة، وفي عام 2013 قام الرئيس بوتين بمنح اعلى وسام صداقة من روسيا الى وزير الخارجية الاميركي تيلرسون، ثم انه بعد تعيين الرئيس الاميركي تيلرسون وزيراً للخارجية ظهر خبر في صحيفة اسرائيبلية ان تيلرسون حاز على اعلى وسام روسي للصداقة من الرئيس بوتين شخصيا، فتم تحويل الموضوع للتدقيق والفحص من قبل المشرعين الاميركيين لانهم قاموا في التصويت على منح الثقة الى تيلرسون كي يتولى هذا المنصب الرفيع اي وزير خارجية.
 

 مجلس النواب منح الثقة لوزير الخارجية


وهنا ذهب تيلرسون وطلب عقد اجتماع لمجلس النواب او الكونغرس الذي اقر منح الثقة لتيلرسون كي يكون وزير خارجية لكن قال الكونغرس انه لم يكن يعرف ان تيلرسون حصل على اعلى وسام صداقة من الرئيس بوتين، فخطابت وزير خارجية اميركا تيلرسون الكونغرس الاميركي بالقول ان لديكم مبررات للقلق من العدوان الروسي واذا كنتم تبحثون انني نلت اعلى وسام صداقة من قبل الرئيس بوتين من روسيا وانكم طلبتم من مشرعين اميركيين درس الموضوع فانا اخبركم انني نعم لقد نلت اعلى وسام صداقة مع روسيا وسحب من جيبه الوسام واظهره لهم ثم قال انني ارفض رفضا كاملا وصف بوتين بأنه مجرم حرب.
وبدأ مؤيدون لترامب ويمينيون متطرفون وحلفاء لاسرائيل ومنظمة ايباك الصهيونية التشكيك بقدرة الالتقاء من قبل تيلرسون من مجرد رئيس لشركة نفطية ولو كانت اكبر شركة نفط في العالم الى وزير يتولى الملفات الخارجية لبلاده، وقد امضى تيلرسون 40 عاما في العمل رئيسا لشركة ايكسون، وكان انضم اليها كمهندس انتاج بعد تخرجه من جامعة تكساس الى ان وصل ان يكون رئيساً للشركة بكاملها. 
وعندما تفاجأ الكونغرس الاميركي بما اعلنه تيلرسون عندما اظهر وسام الصداقة الروسي اعلى وسام من بوتين وقول تيلرسون انه لا يعتبر بوتين مجرم حرب، تردد الكونغرس باتخاذ القرار، ثم اتخذ قراره باعادة الثقة بشخص وزير خارجية اميركا تيلرسون وتركيزه في موقع وزير الخارجية. 
وكتبت كونداليزا رايس وزيرة الخارجية الاميركية السابقة وكتب وزير الدفاع الاميركي وكتب وزير الخارجية السابق جيمس بيكر اهم مقالات في صحيفة واشنطن بوست ونيويورك تايمز انه بين عقلية ترامب وعقلية تيلرسون هنالك فارق كبير وتيلرسون هو الافهم وهو الاوعى وهو صاحب الحكمة الكبيرة وذات خبرة اكبر بكثير من الرئيس الاميركي ترامب الذي امضى حياته كلها ولم يتولى اي منصب رسمي لا في شركة ضخمة ولا في الادارة الاميركية وجاء الرئيس ترامب من موقع شركة عقارات وبناء فنادق.
 

 تيلرسون: صفقة القرن  ستؤدي الى اكبر غليان


ويمكن القول ان منظمة ايباك الصهيونية اضافة الى ولي العهد السعودي محمد بن سلمان اضافة الى ولي عهد دولة الامارات وحيث ان ولي العهد السعودي وولي عهد ابو ظبي يملكان اكبر ثروة في العالم تقدر بحوالى 28 الف مليار دولار اي انهما يسيطران على تحريك هذا المبلغ من خلال موازنة دولهم وثروة النفط لديهم مع صهر ترامب هم الذين ازاحوا وزير خارجية اميركا تيلرسون من مركزه. واهم حادث وقع هو عندما ازاح تيلرسون الطاولة في وجه الرئيس الاميركي داخل البيت الابيض ووقف وقال انك تتحدث عن صفقة العصر دون ان تدرسها مع زير الخارجية المختص في هذا الموضوع ان صفقة العصر ستؤدي الى اكبر غليان والى حروب لن تنتهي لا في الولايات المتحدة ولا في اوروبا ولا في الشرق الاوسط ولا في اسيا.
وهنا اتصل به الرئيس محمود عباس وتحدث معه على الهاتف فقال اريد ان اخبرك شيئا يا معالي وزير خارجية اميركا لقد تلقيت عروضا في اقامة دولة فلسطينية عاصمة ناحية ابو ديس القريبة من القدس المحتلة وان القدس ستبقى العاصمة الابدية لاسرائيل وفق الوسطاء الذين نقلوا اليّ العرض الاميركي الاسرائيلي الخليجي السعودي. 
وقال له لا يمكنني ان اقبل بابو ديس عاصمة للدولة الفلسطينية. وابلغه ان محمد بن سلمان طلب منه القبول بأن تكون بلدة ابو ديس عاصمة لفلسطين فرفض ذلك، وقال ولي العهد السعودي محمد بن سلمان انه اعطى الرئيس الفلسطيني مهلة شهرين للقبول بالصفقة وانه سيكون مجبرا على الاستقالة بعد قطع كل الاموال عن السلطة الفلسطينية.
وقد تم عقد الاجتماع في الرياض وراء ابواب مغلقة بين ولي العهد السعودي والرئيس محمود عباس.
وعندما خرج محمود عباس نفى ان يكون ولي العهد السعودي عرض عليه صفقة القرن وقال ان العلاقة بين السلطة الفلسطينية والسعودية ممتازة وابلغ هذا الامر الى تيلرسون بكامل تفاصيل ما يجري معه وطلب منه الاجتماع، فحصل اجتماع بين رئيس السلطة الفلسطينية ووزير الخارجية الاميركي تيلرسون، وقال الرئيس محمود عباس ان ما يتم تسميته صفقة القرن في شأن عملية التسوية في الشرق الاوسط قالوا لي انها لا يمكن الا ان تمر عبر السعودية وعبر ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، وان هذه الصفقة هي تصفية القضية الفلسطينية. وان المطلوب انشاء حلف اقليمي ضد ما يسمى النفوذ الايراني في المنطقة وتكون اسرائيل جزءا منها. 
واخيرا قال محمود عباس لوزير خارجية اميركا انني اقترح عليك انني فعلت كل ما استطيع لاقناع شعبي الفلسطيني الرضوخ لاتفاق اوسلو والاعتراف باسرائيل واكثر من ذلك لا يمكنني ان افعل فارجو منك ابلاغ ترامب عدم السير في صفقة القرن، ولم يرد بأي كلمة وزير خارجية الولايات المتحدة تيلرسون بل كان يهز برأسه انه موافق على كلام الرئيس الفلسطيني محمود عباس.
وحصل اجتماع في البيت الابيض حضره وزير الخارجية تيلرسون ووزير الدفاع ماتيس رئيس اركان الجيوش الاميركية كذلك مستشار الرئيس ترامب الجنرال ماكس ماستر كذلك بومبيو مدير المخابرات الاميركية، واثناء عرض بومبيو للملف الامني حول العالم وكل ما يجري جاء في البيان ان تيلرسون هو مع وجهة نظر الرئيس الفلسطيني وانه وافقه الرأي على الوقوف ضد صفقة القرن التي قررها الرئيس الاميركي ترامب ووعد بها السعودية ووعد بها اسرائيل ودول الخليج.
فرد تيلرسون لم تكن في حاجة الى ملف امني في شأن هذا الموضوع بل كنت انا سأخبركم رأيي دون هذا الملف نعم انا ضد صفقة القرن وانا مع الحلول الديبلوماسية وعودة الولايات المتحدة الى القيام بدور الوسيط بين اسرائيل والسلطة الفلسطينية.
 

 تصريحت ترامب عن حزب الله فجر اكبر خلاف


لكن ترامب كان غاضبا من تيلرسون ونظر الى بومبيو نظرة خاصة. 
والقنبلة التي فجرت الخلاف الاضخم بين وزير خارجية اميركا تيلرسون والصهيونية العالمية والرئيس الاميركي ترامب هو قول وزير خارجية اميركا تيلرسون اثناء زيارته الى الاردن ان حزب الله اللبناني هو جزء من الحياة السياسية اللبنانية.
وكان مصدر فرح وصدمة كبيرة ايجابية لدى العرب والفلسطينيين، اما الصهيونية والسعودية والخليج ودولة الامارات وكل اليمين اليهودي في الولايات المتحدة قاموا بأكبر حملة على تصريح وزير خارجية اميركا في وصفه حزب الله هو جزء من الحياة السياسية اللبنانية، وان له كتلة نيابية ويشترك في الحكومة ويقوم بعمل سياسي.
 

 ترامب اخذ القرار بتعيين بومبيو

 الحليف الاول لاسرائىل وضد العرب وايران


اليوم اخذ الرئيس الاميركي ترامب القرار بتعيين مايك بومبيو مدير المخابرات الاميركية وزيرا للخارجية وتعيين نائبته مديرا للمخابرات الاميركية وهي اول امرأة تتسلم هذا المنصب، وصدر في المجلات الاميركية والصحف الاميركية ان بومبيو وصعود شخصيته الى وزارة الخارجية يعني الحلف الكبير مع اسرائيل ضد العرب والتصعيد ضد ايران. وان الولايات المتحدة ستصطدم بموقف اوروبي ضد موقف البيت الابيض. 
هذا ومنذ اسبوعين كان الرئيس الاميركي ترامب يتحدث بلهجة قاسية جدا ضد تيلرسون امام مساعديه في البيت الابيض، اما التقرير الذي نشرته صحيفة وول ستريت جورنال وهي اكبر صحيفة في العالم من حيث القدرة على جمع المعلومات واهم من نيويورك تايمز وواشنطن بوست وفق الاحصاءات الاميركية الكبرى وكبار الشخصيات في اميركا واوروبا، فذكرت صحيفة وول ستريت جورنال ان تعيين بومبيو مكان تيلرسون يشكل تغييرا دراماتيكيا، لانه تم ازاحة شخصية حكيمة هي تيلرسون من وزارة الخارجية وتم المجيء بومبيو مدير المخابرات الاميركية الذي هو من جناح ما يعرف بحزب «الشاي» ويأخذ المواقف المتشددة في ملفات مختلفة واهمها ملف اسرائيل مع العرب ملف ايران مع كوريا الشمالية ملف العراق وملف اميركا الجنوبية التي يعتبرها انها يجب ان تخضع للولايات المتحدة ويجب ان تكون اميركا الجنوبية تابعة سياسيا مئة في المئة للولايات المتحدة الاميركية.
وقد نال بومبيو اعجاب الرئيس الاميركي ترامب لانه كان من اقرب مستشاريه وكان كل يوم يقدم له التقرير الامني بوجود الوزراء المختصين.
 

 اميركا ترجح استعمال القوة


اما تداعيات تغيير تيلرسون ومجيء بومبيو فيعني ذلك ان اميركا قد تقوم وترجح استعمال القوة اكثر من الاول، وهذا سيؤدي الى نزاعات محتملة بين الولايات المتحدة ودول عديدة في العالم. وقالت صحيفة وول ستريت جورنال ان السياسة الخارجية الاميركية في ظل بومبيو ستكون ذات طابع تصعيدي متطرف للغاية حيث ان بومبيو هو مع اسرائيل ويكره العرب وايران. 
الا ان الصحيفة لم تستطع التكهن بمدى حجم التغيير الجوهري الذي سيحصل. وقالت ان كرة الثلج قد تكبر وانه بعد تعيين بومبيو قد يقوم الرئيس الاميركي في تعيين فريق الصقور ليس على مستوى الوزراء بل على مستوى مساعدي الوزراء ورؤساء الوظائف الرئيسية في كافة الوزارات الاميركية.
اخيرا تقول صحيفة وول ستريت جورنال ان اصعب ما في الامر هو ان بومبيو مدير المخابرات الاميركية سي. اي. اي. الذي تم تعيينه وزيرا للخارجية هو رجل يحب المخاطرة وانه لم يأت من اجل ادارة التسويات بل جاء من اجل الحسم بالقوة.
وقالت الصحيفة ان صعود الصقور يشير الى ان النزاعات قادمة، لكن من يدري قد تخضع طهران ومحور عربي كبير الى واشنطن اذا شعرت ان واشنطن قررت استعمال القوة وعدم اخذ الامور في الحسابات والتسويات. 
وذكرت مجلة فورين بوليسي بأن بومبيو وزير الخارجية الاميركي الجديد ومدير مخابرات الـ سي. اي. اي. حتى اليوم كان قد دعا الى اخذ اجراءات من قبل الكونغرس تهدف الى الاطاحة بالنظام في الجمهورية الاسلامية الايرانية، والى وضع هدف يتمثل بالاطاحة بالنظام في ايران ودعم المنشقين الايرانيين وايضا الاقليات العرقية والدينية في ايران بغية الاطاحة بالنظام. 
كذلك قال بومبيو ان ادارة ترامب يمكنها شن ضربات عسكرية ضد ايران كتلك التي استهدفت مطار الشعيرات في سوريا عبر صواريخ بعيدة المدى، وانهت مقالها فورين بوليسي عبر مقال لوزير خارجية اميركا الاسبق جيمس بيكر بأن ترامب يخطىء بعسكرة الادارة الاميركية اذ ان كل من اصبح حوله خدموا في الجيش الاميركي وبومبيو كان جنرالا في الجيش الاميركي، والمسؤول عن الامن القومي في البيت الابيض هو الجنرال ماك ماستر.