وقال غراهام: "عُدتُ مؤخرًا من زيارة للشرق الأوسط، وهي ليست رحلتي الأولى إلى تلك المنطقة، إلا أنّ تأثيرها كان أكبر من سابقاتها". وأضاف: "بمساعدة الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين، والسوري بشار الأسد، تربح إيران، فيما تتراجع الولايات المتحدة وإسرائيل".
وعن المستجدات، رأى غراهام أنّ إدارة الرئيس السابق باراك أوباما عزّزت قوة الأسد، لافتًا إلى أنّ قرار أوباما بسحب القوات الأميركية من العراق، والذي جرى بعكس النصائح العسكرية التي وجّهت إليه، أدّت الى تصاعد تنظيم "داعش". وأوضح أنّ الرئيس السابق لم يأخذ بنصيحة فريق الأمن القومي لديه، والتي تقضي بمساعدة القوات السورية "الديمقراطيّة" فيما كان الأسد يتراجع، وعندها تدخّل "حزب الله" وروسيا وإيران، ورسّخوا موقع الأسد في السلطة.
وأشار الى أنّه عندما بدأ عهد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، عمل على قتال "داعش" في العراق وسوريا، ونتائج المعارك تتحدّث عن نفسها، بحسب غراهام الذي أضاف: "ومع ذلك، لا أرى حتى الآن، استراتيجيّة متماسكة لمواجهة تأثير التنامي الإيراني في العراق وسيطرة روسيا وإيران على سوريا، حتّى أصبح الأسد وكيلاً لموسكو وطهران".
ونقل عن قائد المنطقة الوسطى الجنرال جوزيف فوتيل قوله إنّ "مكافحة إيران ليست إحدى مهام التحالف في سوريا، مع أنّ النشاطات الإيرانية في المنطقة تشكّل تهديدًا بعيد المدى للإستقرار". وأضاف: "وبالنسبة إلى الروس، فهم يلعبون دور مُشعل الحريق والإطفائي في سوريا، عبر تغذية التوتر بين كافّة الفرقاء".
وأضاف غراهام: "في مرتفعات الجولان، يحدّد الجيش الإسرائيلي القرى تحت سيطرة "داعش" وأخرى يستولي عليها الجيش السوري مع مقاتلي "حزب الله". والتهديد المتصاعد على الحدود السورية مع إسرائيل يجب أن تتم مواجهته قبل أن تصبح المنطقة منصة لإطلاق الصواريخ على إسرائيل".
وتابع: "إنّ الخشية الأكبر هي من عَسكرة "حزب الله" لجنوب لبنان، فعندما انسحبت إسرائيل في العام 2000، قدمت قوات حفظ السلام "اليونيفيل" لضمان الأمن وألا تشكّل تلك المنطقة تهديدًا لإسرائيل. ولكن خلال زيارتي، فوجئت بالصواريخ المتطوّرة التي وصلت الى تلك المنطقة. وقد أبلغني الجيش الإسرائيلي أنّ "حزب الله" وبمساعدة إيران يصنّع أسلحة موجّهة بدقة هناك. ورغمًا عن "اليونيفيل"، هناك آلاف الصواريخ الموجّهة نحو إسرائيل".
وعن خطّة إسرائيل، أردف قائلاً: "قريبًا ستقوم بالإعتداء على مواقع الصواريخ، التي أدخلها "حزب الله" بين المدارس والمباني والمستشفيات، ما سيسفر عن سقوط خسائر بشرية من المدنيين". وأضاف: "آمل أن تطوّر الإدارة الأميركية استراتيجية تتضمّن مناطق لا يسمح فيها بالطيران داخل سوريا، وبذلك يتمكّن النازحون من العودة الى مناطقهم بأمان".
وأشار إلى أنّه من دون حصول تغيير على الأرض، ستضطرّ إسرائيل إلى مواجهة التهديدات المتنامية من إيران وحلفائها في لبنان وسوريا.