كتب "نجيب جمال الدين" في كتابه: "كلمات من أوروبا" واصفاً رحلته مع الإمام السيد موسى الصدر، في مدينة (آخن)، متنمياً أن يستمر الليل في آخن، لأنه مغبونٌ من لا يسامر وجه القمر في ليل آخن، هي موسيقى إيرانية لا أدري من أي أرضٍ قطف ثمرها المبدع، ولا بأي فرنٍ شواها ثم رماها، يداوي بها الزمنى والجرحى والجياع إلى الألوهة المتأنسة... وشارك الرذاذ المتساقط خارجاً، والضوء الخافت في الداخل، وكوننا في أرض الأساتيذ الأساطين، على تملِّي الأنغام الشجية، والألحان الراكظة في الغربة...
إقرأ أيضا : لا تظلموا موسى الصدر مرتين.
الشاعر والأديب نجيب جمال الدين، يسأل الإمام الصدر قائلاً: " لماذا يُحرِّمون هذه الحرية الراقية في التصرف المبدع، وهذه المجانية في العطاء، وهذه البساطة التي انقلبت إلى تسبيح ؟ لا بل هذا التحرك الذي يُقرِّب من عرش الله ؟" أجاب الإمام الصدر فقال: " مَن يُحَرِّم ؟ الإسلام، بريءٌ من تعقيم الإنسان..." يضيف نجيب جمال الدين: "التصوف الذي سمعنا بهذه الموسيقى، وما يحمل من مضامين الحسِّ، سواء بغربته عن الأرض، وحنينه للمجهول، أو شدِّه الماضي إلى الحاضر وربطه بالمستقبل، هو وحده الذي يحمي الإنسان من جدار نفسه"....
ويصرخُ "وحشيٌّ" الشاعر الإنساني الكبير:
"ربَّ أعطني القدرة على تحمل الألم"
"واجمع آلام الآخرين"
"وأنا أتحملها"......