أقام رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري مساء اليوم في السراي الحكومي حفل عشاء تكريمي على شرف نظيره الأرميني كارين كارابيتيان والوفد المرافق، حضره الرئيسان فؤاد السنيورة وتمام سلام، وزير المال علي حسن خليل مميلا رئيس مجلس النواب نبيه بري، نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري، وزير الدولة لشؤون المرأة جان أوغاسابيان، ممثل بطريرك الأرمن الأرثوذكس المطران شاهي بانوسيان، ممثل بطريرك الأرمن الكاثوليك المطران جورج أسدوريان، وعدد من الوزراء والنواب والقائم بالأعمال السعودي وليد البخاري وسفراء عرب وأجانب ورؤساء أحزاب ورجال دين وقادة الأجهزة الأمنية واقتصاديين ورجال أعمال وأكاديميين وشخصيات اجتماعية وثقافية وإعلامية.
واستهل الحفل بكلمة للرئيس الحريري رحب فيها بضيفه الأرميني وقال: " شرف كبير ان نستقبل الليلة ضيفنا الكريم دولة رئيس وزراء أرمينيا كارين كارابيتيان وأعضاء وفده المحترمين.
دعوني اولا اتوجه منهم بالتهنئة على انتخاب فخامة الرئيس أرمين سركيسيان الرئيس الرابع لجمهورية أرمينيا مطلع هذا الشهر. في العام الماضي، احتفلنا بمرور 25 عاما على إقامة علاقات دبلوماسية بين أرمينيا المستقلة ولبنان، لكن العلاقات الثقافية والتاريخية بين بلدينا عمرها 2000 سنة، وتعود إلى عهد الملك تيغران العظيم. واليوم يتمتع لبنان وأرمينيا بعلاقات ناجحة في مجال الاعمال، والتبادل الأكاديمي بين الجامعات، والتعاون الثقافي والفني وسياحة ناشطة في الاتجاهين.
ويلعب اللبنانيون الأرمن دورا هاما في هذه العلاقات، خاصة وأنهم عنصر فاعل في النسيج الوطني اللبناني وفي كل مجالات الاعمال والإنتاج والثقافة والتربية والفنون. كما تنشط حركة الاستثمار بين بلدينا، ومن آخر نتائجها انخراط مصرفين لبنانيين رئيسيين في النظام المصرفي الأرميني.
إن تطوير العلاقة بين بلدينا كان من ضمن اهتمامات الرئيس الشهيد رفيق الحريري، الذي كان أول مسؤول لبناني رفيع المستوى يزور أرمينيا عام 1997، التي زارها 3 مرات. وأملي كبير أن أواصل هذه المسيرة، لما فيه مصلحة بلدينا والصداقة بين شعبينا. شكرا، وأرحب بكم مرة جديدة في رحاب السراي الحكومي الكبير، عاشت الصداقة اللبنانية – الأرمينية، عاشت أرمينيا وعاش لبنان".
ثم تحدث رئيس الوزراء الأرميني فقال: "أود أن أشكر الرئيس الحريري مرة جديدة على دعوته لي لزيارة لبنان وعلى الاستقبال الحار الذي أحاطنا به.
نعرف جميعاً أنّ الروابط والعلاقات بين لبنان وأرمينيا كانت مميزة دائما، لا سيما لجهة علاقات الصداقة القديمة بين شعبينا عبر التاريخ. وهنا لا بد من تقدير دور الطائفة الأرمنية المسالم والإبداعي والمحوري في لبنان.
وتجربة الأعوام السابقة، ليست إلا تأكيدا على التنسيق والتعاون المتبادلين بين لبنان وأرمينيا وفي المحافل الدولية. ويبقى أن نعمل معا على استمرار الجهود المشتركة بين بلدينا والرامية إلى تعميق هذا التعاون في المستقبل وحماية قيمنا المشتركة. واليوم نحن بحاجة إلى تطوير العلاقات الاقتصادية وتعزيزها بشكل أكبر.
كلي أمل بتفعيل الاتفاقات التي جرى بحثها بيننا خلال زيارتنا هذه في المستقبل القريب، بما يعطي دفعا نوعيا جديدا على مستوى تعميق التعاون المتبادل على مختلف الأصعدة بين الشعبين الأرميني واللبناني.
من خلال متابعتنا للأحداث المأساوية المؤسفة التي تشهدها المنطقة خلال السنوات الأخيرة، وخصوصا بجوار لبنان، أود أن أشدد على استعداد أرمينيا للوقوف إلى جانب لبنان الصديق، وأعرب عن أملي بأن الشعب اللبناني الذي يتمتع بالحكمة ويحمل القيم الوطنية، سيواجه كل التحديات بكرامة وبالوحدة الوطنية التي يتميز بها، وسيحافظ على الاستقرار وعلى تطور لبنان الطبيعي.
دولة رئيس مجلس الوزراء الموقر، لكم دوام الصحة والنجاح وكل الخير، ولشعب لبنان الصديق السلام والاستقرار والمزيد من الازدهار الاقتصادي. فليحيا لبنان ولتحيا الصداقة الأرمينية – اللبنانية".