تحدثت الإعلامية غادة عيد في برنامجها هذا الأسبوع عن الفساد المستثري في سجن روميه، وقامت بمقابلاتٍ خاصّة داخل السجن ، عكست الواقع المرير، وأكدت بأن سجن روميه ليس بحاجة للقضاء العادل فقط، بل بحاجة لأدنى لوازم العيش اللتي يجب أن تتوفر في مكان سيقضي فيه المساجين جزءاً من عمرهم، وبحاجة للإنسانية، فهم أخطأوا فعلاً ولكن عقابهم بأن يُحاكموا ويقضوا محكوميتهم لا أن يتعرضوا للضرب والإهانة والإذلال، حتى يعترفون بجرائم لم يرتكبوها، وقد أكد السجين خالد في سجن الأحداث البالغ من العمر سبع عشرة سنة، أنه دفع 600$ أميريكي لمخفر بير حسن لوقف الضرب عنه، وأكد خالد بأن الكثير من الموقوفين خرجوا من المخفر قبل أن يُحوّلوا إلى المدّعي العام ، وذلك مقابل 1000 دولار.
وحتى الأطفال لم تسلم من ظلم القضاء اللبناني، فهناك أطفال لم تتجاوز أعمارهم (12و-14 ) سنة يُجرّمون بجرائم لم يرتكبوها وكل ذنبهم أنهم كانوا متواجدين في مكان الجريمة، وهناك شبّانُ في مقتبل العمر يسجنون بسبب سرقة منقل فحم أو نصف كيلوغرام من النحاس وسيجارة حشيش وبعضهم يبقى أكثر من أربعة شهور في السجن دون أن تتم محاكمتهم، بينما أكبر المجرمين وتجّار المخدّرات يسرحون ويمرحون ويعيثون فساداً خارج قضبان السجن.
وأكثر من 125 حدث في سجن الأحداث بروميه ، لم تجد الدولة اللبنانية سوى السجن لمعاقبتهم على جرائم تافهة، سيخرجون بعد سنين من السجن المظلم وفي قلوبهم نقمة على المجتمع ونقمة على الدولة، والإحتمال الأكبر أنهم سيتحولون إلى مجرمين حقيقيين، صنعتهم الدولة لا الحياة...