وانطلق سوخوف من حادث تحطّم طائرة النقل العسكرية الروسية قرب قاعدة حميميم في 6 الشهر الجاري الذي أودى بحياة 6 من أفراد الطاقم و33 راكباً، على رأسهم اللواء فلاديمير يرمييف، موضحاً أنّ هذا التطوّر يُضاف إلى الضغوطات التي تعيشها روسيا جراء الوضع في الغوطة الشرقية وحديث الولايات المتحدة الأميركية عن احتمال شن ضربات على مواقع للجيش السوري على خلفية اتهامه باستخدام الأسلحة الكيميائية.
وشرح سوخوف بأنّ كثيرين يعتبرون هذه التطورات نتيجةً للجهود الأميركية الهادفة إلى "مضايقة" بوتين، الذي ستشهد بلاده على انتخابات رئاسية في الـ18 من الشهر الجاري، ناقلاً عن مسؤول في الكرملين قوله: "هناك دليل واضح إلى أنّ الولايات المتحدة تسعى إلى زيادة الأمور تعقيداً بالنسبة إلى روسيا".
في السياق نفسه، ذكّر سوخوف بتصريح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف القائل بأنّ موسكو تتلقى معلومات إضافية من "مصادر مختلفة" تفيد بأنّ "الأميركيين شكّلوا مجموعة ضيقة ومحدودة تدعم خططاً من أجل حلّ الدولة السورية".
وعليه، أكّد سوخوف أنّ روسيا لن تتراجع في وجه التحديات التي تواجهها في سوريا- وإن على حساب تكبدها خسائر سياسية أو بشرية إضافية- مستدركاً بأنّها بدأت "إحداث تغييرات في استراتيجياتها العسكرية والديبلوماسية".
في هذا الصدد، كشف سوخوف أنّ رئيس الأركان الروسي الجنرال فاليري جيرازيموف كان في قاعدة حميميم يوم تحطمّت طائرة الركاب، ملمحاً إلى أنّ توقيت زيارته يوحي بأنّ موسكو بدأت إجراء التغييرات العسكرية اللازمة.
وتناول سوخوف تقارير إخبارية روسية تحدّثت عن استعداد روسيا نشر 150 مقاتل مرتزق إضافي في سوريا خلال الأسابيع المقبلة، معتبراً أنّ هذا التطوّر- إذا كان صحيحاً- يمثّل جزءاً بسيطاً من الخطوات العسكرية المحتملة التي تدرسها موسكو.
ديبلوماسياً، تطرّق سوخوف إلى جهود روسيا المتواصلة لإخراط تركيا وإيران في سوريا، مشيراً إلى أنّ ممثلي البلدان الثلاثة عقدوا مشاورات في روسيا في 6 الشهر الجاري مع المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا ستافان دي ميستورا، حيث شدّد الجانب الروسي على تنفيذ القرارات التي اعتمدت في مؤتمر سوتشي أواخر كانون الثاني الفائت.
ختاماً، أعاد سوخوف التأكيد أنّ الأوضاع تتغيّر في سوريا سريعاً، كاشفاً أنّ عدداً من الداعمين الشرسين للسياسيات الروسية في سوريا، باتوا يشعرون بالقلق إزاء التطورات الأخيرة ويدعون إلى تحديث سياسات البلاد على هذا الصعيد.