لفت البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الى أن "الرّجل المشلول لا يمثّل فقط كل شخص يعاني من شلل جسدي، بل وكل مصاب بشلل روحي بسبب عيشه في حالة الخطيئة الدّائمة؛ أو بشلل معنوي بسبب حالة الفشل والحزن والظّلم وامتهان الكرامة وانتهاك الحقوق؛ أو بشلل اقتصادي مثل شعبنا اللبناني اليوم، ولا سيّما ثلثه العائش تحت مستوى الفقر، ومثل الثلاثين بالمئة من شبابنا المحرومين من فرص العمل والإنتاج".
وخلال ترؤسه قداس الأحد، طالب الراعي في عظته المسؤولين السّياسيين بـ"إجراء نهوض اقتصادي في كل قطاعاته، والحدّ من الفساد المستشري، وإيقاف الهدر في مشاريع يمكن انجازها بكلفة أقلّ ومردود أكبر مع تجنّب عمولات الأرباح الخاصّة، وإجراء الإصلاحات المطلوبة دوليًا وداخليًا مثل حلّ أزمة الكهرباء في ضوء مشاريع توفّر على الخزينة وتستحق الإعتبار"، معربا عن أسفه لأن "يتبارى المسؤولون عندنا في تراشق التّهم، وانتهاك كراماتهم بشكلٍ متبادل، غير آبهين لما تترك من أثرٍ سلبي في أجيالنا الطّالعة".
من جهة أخرى، أشار الراعي الى أن "الصّوم الكبير هو زمن السّماع لكلام الله، الذي يولّد الإيمان، ويحملنا على أعمال المحبّة، إلى جانب الصّيام وتوبة القلب إلى الله"، موجها التحية الى "جمعيّة جاد- شبيبة ضدّ المخدّرات، ونذكر في صلاتنا الذين عملوا فيها، وهي التي تهدف الى حمايةُ المواطنين من المخدّرات بالتّوعية والتّحذير، والإعتناءُ بالمدمنين، بالتّوجيه والمساعدة الطّبّية؛ والتّأهيل النّفسي والعائلي؛ وإعادة اندماجهم في المجتمع كعناصر منتجة وفعّالة. وتقوم الجمعيّة بالكثير من النّشاطات، في إطار أهدافها. وهي تنظّم عملها في أقسام ولجان طبّية وقانونيّة وإعلاميّة وماليّة وعلاقات عامّة داخليّة ودوليّة".
وأثنى الراعي على "أعمال الجمعيّة ونشجّعها، نسأل الله أن يبارك نشاطاتها والعاملين فيها ومعها. ونذكر بصلاتنا المدمنين كي يُنجّيهم الله من ويلات هذا الإدمان، وشبيبتنا كي يحميها من هذا الوباء المتفشّي"، مطالبا الدّولة بـ"مزيد من السّهر على الحدّ من ترويجها. فشبابنا هم مستقبل العائلة والكنيسة والوطن. فمن الواجب الإعتناء بنموّهم على القيم الروحيّة والأخلاقيّة والوطنيّة".