ما أن خمدت موجة الاحتجاجات في إيران حتى صعدت موجة المطالبة بالسفور عبر فتيات رفعن غطاء رؤوسهن في الشوارع وبما أن تلك الحركة انطلقت من شارع الثورة في طهران تم تسمية تلك الفتيات بفتيات شارع الثورة.
وتم اعتقال عدد من تلك الفتيات ولكن قانون العقوبات وضع عقوبات خفيفة على المخالفات للحجاب وهي عبارة عن عقوبة مالية تعادل ما بين 11 دولارًا و 110 دولارًا أميركيًا ولهذا السبب لا يستطيع القضاء الايراني فعل الكثير بحقهن ما دفع الأمن العام الإيراني بالتذرع بقانون مكافحة الفساد لمكافحة ظاهرة المطالبة بحرية السفور.
والقانون الأخير يتناول المتورطين في خدمات الدعارة وشتان ما بين السفور ومابين الدعارة كما بين الأرض والسماء.
إقرأ أيضًا: لودريان تفاجأ بزي شمخاني العسكري
وقد رافق المواجهة البوليسية تلك، تجديد التفكير بشأن إلزامية الحجاب أو فرض اللباس الشرعي عليهن بغض النظر عن وجوبه الشرعي وبتعبير آخر هل يحق للنظام فرض اللباس الشرعي على النساء أم لا.
يرى معظم المفكرين الدينيين وخاصة عدد كبير من الفقهاء بأن الحكومة لا يحق لها فرض الحجاب الشرعي على النساء وشهدت الساحة الثقافية والفكرية في إيران خلال الشهر الأخير حراكًا للبحث في احدى الدلالات الرمزية للجمهورية الاسلامية تجعلها تختلف عن الآخرين.
ومن بين آراء الفقهاء كان لافتًا ما ادلى به محمد علي ايازي الذي أكد على ان الحجاب لم يعد معروفًا حتى يكون الأمر به أمرًا بالمعروف ومن ثم يكون تدخل الحكومة فيه مبرر شرعيًا.
هذه النظرة من شأنها ان تنسف الأساس الشرعي لتدخل الدولة للمنع من حرية السفور، وبالرغم من ان الأجواء كانت ملائمة لانحياز الرئيس روحاني الى الفتيات المطالبات بحرية السفور حيث انه رجل دين وليبرالي بنفس الوقت، الا ان المرشد الأعلى آية الله خامنئي سبقه لإبداء رأيه المعارض لفتح الحرية أمام النساء.
إقرأ أيضًا: أحمدي نجاد يطالب بانتخابات رئاسية ونيابية نزيهة
وبالرغم من أن خامنئي لم يتخذ موقفًا متشددًا في خطابه الأخير تجاه فتيات شارع الثورة الا أنه رفض تنازل النظام في هذا المجال وألقى باللائمة على المستنيرين الدينين الذين طالبوا النظام بالتنازل عن فرض أمر ما أنزل الله به من سلطان.
قلل المرشد الأعلى بنفس الوقت من شأن ما تقوم به تلك الفتيات وربما يعود السبب في هذا الى استغلاله من قبل رئيس وزراء الكيان الصهيوني الذي أدان النظام الإيراني على قمعه حرية النساء خلال خطابه الأخير في الولايات المتحدة، هل يؤدي صمود النظام امام فتيات شارع الثورة إلى إشعال احتجاجات جديدة بطابع نسوي؟