اسبوعان ونيّف وتنتهي مهلة تسجيل اللوائح في وزارة الداخلية، وهي المرحلة الثانية في المسار الانتخابي الطويل، الذي يُشكّل التحالف والتنافس، تمهيداً ليوم الفصل في 6 أيّار، وصولاً إلى السابع من الشهر نفسه، حيث يستريح المتبارون ايذاناً بولادة مجلس نيابي جديد.
وإذا كان الأسبوع المقبل هو أسبوع اللوائح تمهيداً للتحالفات بالسباق مع الاستحقاقات المتصلة بإقرار الموازنة ومؤتمرات الدعم الخارجي، من مؤتمر روما الثلاثاء إلى مؤتمر سيدر في 6 نيسان، فإن الأسبوع الحالي يقفل على تطورين بارزين:
الأوّل انتخابي يرتبط بإعلان الرئيس سعد الحريري في الخامسة من عصر غد الأحد مرشحي تيّار «المستقبل» في مجمع «البيال»، حيث ستكون له كلمة، هي عبارة عن برنامجه الانتخابي، وفيه تشديد على بناء الدولة وتقويتها من خلال حصر السلاح غير الشرعي باجهزتها الأمنية والعسكرية.
والثاني مالي - اقتصادي، يتعلق بانتهاء اللجنة الوزارية من إنجاز مهمتها بدرس مشروع موازنة العام 2018، كاملاً، تمهيداً لاحالته إلى مجلس الوزراء الذي يرجح ان ينعقد الاثنين أو الثلاثاء على أبعد حدّ، نظراً لكون الرئيس الحريري سيسافر الأربعاء إلى روما للمشاركة في مؤتمر روما -2 المخصص لدعم الجيش والقوى الأمنية.
وبين التطورين، ينعقد بعد ظهر اليوم اجتماع للمجلس الأعلى للدفاع، برئاسة الرئيس ميشال عون وحضور الرئيس الحريري والوزراء المعنيين، لعرض الأوضاع الأمنية في البلاد، والتحضيرات الجارية لمواكبة الانتخابات النيابية على الصعيد الأمني.
وترددت معلومات عن إمكان طرح موضوع للبحث يتعلق بإلغاء التدبير رقم 3 الخاص بإعلان الاستنفار في صفوف الجيش، بما يشيع أجواء من الطمأنينة والأمن في البلاد، وبالتالي تشجيع عودة السيّاح الخليجيين إلى لبنان، والتي بشر بها الرئيس الحريري عندما كشف بأن الدول الخليجية «تدرس حالياً السماح لمواطنيها بالمجيء إلى لبنان، الأمر الذي سينعكس إيجاباً على القطاع السياحي والاقتصاد عموماً».
وإذا تمكنت اللجنة الوزارية من انتهاء مهمتها غداً، من درس مشروع الموازنة، تكون قد استغرقت في ذلك عشر جلسات متتالية، كان أخرها الجلسة التي انعقدت أمس في السراي على مدى خمس ساعات كاملة، انجزت خلالها موازنة وزارة الطاقة بتخفيض 20 في المائة، قبل ان تنتقل إلى دراسة الموازنة بشكل كامل لناحية البنود والأرقام مع التعديلات التي ادخلت عليها، على ان تعقد جلسة أخيرة غداً لمراجعة الأرقام النهائية، بحسب ما أعلن وزير المال علي حسن خليل الذي تحدث عن لقاء صحافي سيعقده مع الرئيس الحريري لشرح أرقام الموازنة وخلفياتها وابعادها والمقاربات التي حصلت عليها، مشيراً إلى انه «علينا ان ننظر أيضاً إلى الأثر الاقتصادي لهذه الموازنة على الاقتصاد وعلى الشأن الاجتماعي، ولا نريد ان ننظر إلى الموازنة على انها فقط أرقام وقيمة عجز».
ورفض الوزير خليل الكشف عن أرقام الموازنة أو التخفيضات التي طرأت عليها، قبل ان يصبح بحوزته رقم نهائي، لكنه استبعد ان تكون التخفيضات بلغت ألف مليار ليرة، الا انه أكّد انه «تمكنا من تخفيض نسبة مقبولة من النفقات من شأنها ان تغير في واقع العجز بشكل ايجابي».
وقال انه لمس جدية لدى معظم الوزراء، لافتاً إلى نوعين من الإصلاحات منها ما هو جذري وبنيوي، واننا ما نزال بحاجة الى إجراءات كبيرة، وإذا لم نسلك مساراً حقيقياً لتخفيض كلفة الدين العام وإيجاد مقاربة جديدة للنفقات الثابتة سنبقى نواجه تحدياً كل سنة».
وقال الوزير محمد فنيش لـ«اللواء» ان الموازنة تضمنت اقتراحات لزيادة الواردات وتخفيضات وحوافز ضريبية وعقارية وتسويات مخالفات لتحفيز المواطنين على دفع الرسوم والضرائب المتأخرة عليهم.كما تضمنت تخفضيات لا بأس بها في النفقات.
وذكرت بعض المعلومات ان قيمة التخفيضات بلغت نحو الف مليار ليرة،لكنها لم تمس الاساسيات المعنية بحاجات الناس والادارات.وقد استدعي وزير الشؤون الاجتماعية بيار بو عاصي مجددا الى اللجنة لمناقشته في بعض البرامج التي تنفذها وزارته وامكانية تخفيضها.
وتخوفت الهيئة التنفيذية في رابطة أساتذة المتفرغين في الجامعة اللبنانية من تخفيض تقديمات صندوق تعاضد الأساتذة، ملوحة باتخاذ إجراءات لحماية مكتسبات الأساتذة.
وعشية مؤتمر دعم القوى الأمنية الذي سيعقد في إيطاليا منحت باريس لبنان مساعدة عسكرية بقيمة 14 مليون يورو مخصصة للجيش كما علم من اوساط وزيرة الجيوش الفرنسية فلورانس بارلي. ويأتي الاعلان بمناسبة زيارة وزير الدفاع اللبناني يعقوب الصراف لباريس حيث التقى نظيرته الفرنسية مساء أمس.
وستكون المساعدة على شكل معدات بمستوى 8.12 مليون يورو. وستزود فرنسا الجيش اللبناني بقدرات مضادة للدروع اي نحو 100 صاروخ «هوت» ومعدات اخرى كقطع غيار. في 2016 ابرمت باريس وبيروت اتفاق تعاون معزز سلمت بموجبه فرنسا مدرعات مزودة بصواريخ من طراز «هوت» المضاد للدبابات. وتتعهد فرنسا ايضا تسليم «معدات محددة لبعض الوحدات كالقناصة وقوات التدخل». كما تنوي باريس تدريب الجيش اللبناني «خصوصا في مجال التصدي للعبوات اليدوية الصنع» بحسب المصدر الحكومي الفرنسي.
وافادت اوساط الوزيرة ان «الهدف هو تعزيز قدرات الجيش اللبناني للتحرك بشكل مستقل» وبالتالي «تعزيز الدولة اللبنانية».
انتخابات 2018
انتخابياً، يرتقب ان يحسم اليوم موضوع التحالف بين تيار المستقبل والقوات اللبنانية في عدد من الدوائر خلال لقاء يعقد في معراب بين الوزير غطاس خوري موفدا من الرئيس سعد الحريري وسمير جعجع، بعدما اكد الطرفان حسم التحالف في دوائر الشوف- عاليه وبعبدا والبقاع الغربي، وبقي التفاهم على دائرتي الشمال الاولى في عكار والثالثة في البترون- الكورة- زغرتا وبشري، ودائرة بعلبك- الهرمل وصيدا- جزين.
وافيد ان لائحة «القوات» في المتن اصبحت جاهزة وضمت الى الاسماء المعروفة المرشح آرا كيونيان من حزب الرامغافار، فيما بقيت لائحتا النائب الياس المر وحزب الكتائب في المتن غير واضحتين، بعد اتفاق التيار الوطني الحر وحزب الطاشناق والحزب القومي على تشكيل لائحة منهم.
كما ان لائحة «القوات» في بعبدا شبه جاهزة بالوزير بيار بوعاصي بالتحالف مع الحزب الاشتراكي(مرشحه هادي ابو الحسن)، والنائب السابق صلاح الحركة وايلي غاريوس وقد يتحالف معها حزب الكتائب بمرشحه رمزي ابو خالد، وبقي المقعد الشيعي الثاني خاليا حتى الان.
ويتجه تيار «المردة» والحزب القومي وحزب الوعد(جوحبيقة) الى تشكيل لائحة ثالثة في بعبدا، وتردد ان مرشحي المجتمع المدني المحامي واصف الحركة والسيدة الفت السبع واجودعياش وزيادعقل وبول ابي راشد بصدد تشكيل لائحة رابعة.
لكن بعض المعلومات ترجح حصول تغييرات في تحالفات الاحزاب الكبيرة في اللحظة الاخيرة في ضؤ الاتصالات التي ما زالت قائمة بين التيار الوطني الحر و»حزب الله»، والتي سيتأخر البت بها الى حين عودة رئيس التيار وزير الخارجية جبران باسيل من زيارة اوستراليا التي تستمر اربعة ايام، لمعرفة اي خيار يريد لا سيما بالنسبة للمرشح الدرزي هل من الحزب الاشتراكي ام من الحزب الديموقراطي (طلال ارسلان) ام يبقى على مرشحه النائب الحالي فادي الاعور..عدا عن ان «حركة امل» غير متحمسة للتحالف مع التيار لأنه قد يؤثر على الصوت التفضيلي لمرشحيها الشيعة.
وبالنسبة لدائرة الشمال الثالثة لم تثبت اي معطيات بعد على مستوى اللائحتين المتنافستين، لائحة القوات التي تنتظر موقف التيار الحر وتيار المستقبل، ولائحة «المردة» وحلفائه. وستتبلور الامور مطلع الاسبوع المقبل.
وفي دائرة كسروان- جبيل، تفيد مصادر كسروانية ان الواضح حتى الان هو تشكيل لائحة العميد المتقاعد شامل روكز، بينما تتخبط القوى الاخرى في تشكيل لوائحها لتعذر نسج تحالفاتها، وان كان فريد هيكل الخازن قد حسم امر التحالف مع الكتائب وفارس سعيد وتردد ان الاتصالات قائمة مع النائبين جيلبيرت زوين ويوسف خليل، لكنه يتردد في التحالف مع حزب الله لأن مرشحه عن المقعد الشيعي في جبيل من خارج المنطقة ويخوض الخازن معركته ضد شامل روكز على اساس انه من خارج المنطقة. فيما للقوات اللبنانية مرشحان ثابتان زياد الحواط وفؤاد دكاش فقط حتى الان وهي تجري اتصالات ايضا بالنائبين زوين وخليل وبرئيس بلدية جونية السابق جوان حبيش.بينماحزب الله يتجه لتركيب لائحة الظاهر منهاحتى الان المسؤول في التيار الحر بسام الهاشم.
وفي دائرة الجنوب الثالثة (النبطية– بنت جبيل- مرجعيون– حاصبيا)، افيد عن نواة لائحة يشكلها الحزب الشيوعي وبعض مرشحي المجتمع المدني، قد يعلن عنها الاسبوع المقبل، وتردد انها تضم أحمد مراد وشخصاً من آل بيضون، وعلي الحاج علي ومصطفى بدر الدين، والدكتورة هلا ابو كسم والزميلة فاديا بزي ومعن الامين.
ويعلن رئيس «حركة الشعب» إبراهيم الحلبي أولى اللوائح في دائرة بيروت الثانية في مؤتمر صحفي في الحادية عشرة والنصف من قبل ظهر غد السبت في فندق «لانكستر بلازا» الروشة.
ويعلن الرئيس الحريري بعد غد الأحد أسماء مرشحي تيّار المستقبل في كل لبنان، بدءاً من العاصمة بيروت، حيث ستشكل لائحة المستقبل من:
1 - الرئيس الحريري. 2 - الرئيس تمام سلام، 3 - الوزير نهاد المشنوق، 4 - المحامية رلى الطبش، 5 - زاهر وليد عيدو، 6 - ربيع حسونة أو حسان قباني وذلك عن السنّة.
والنائب غازي يوسف والعميد المتقاعد علي الشاعر عن الشيعة، ونزيه نجم عن الارثوذكس، وباسم الشاب عن الأقليات، على ان يتبنى المستقبل ترشيح التقدمي فيصل الصايغ.
واللافت في حديث المشنوق وصفه قانون الانتخاب «بقانون هابيل وقابيل»، لأنه يضع مصلحة المرشح فوق كل اعتبار، وان المشكلة في القانون بالدوائر التي فيها عدد كبير من المرشحين الكبار، مشيرا إلى ان النسبية ستؤدي ببعض الأحزاب إلى التحالف في دوائر محددة والتخاصم في دوائر أخرى، داعيا إلى ضرورة النظر به بعد الانتخابات متوقعا ان يكون 10 في المائة من نواب المجلس الجديد من النساء.
ورأى ان رئيس كتلة المستقبل، الرئيس فؤاد السنيورة أكبر من ان يكون ضحية هذا القانون، وهو سجل اعتراضه على القانون منذ البداية، مشددا ان دور الرئيس السنيورة لم ينته لا في السياسة وفي دوره في تيّار المستقبل، إذ انه بإمكانه ان يلعب دوره في أي موقع كان سواء داخل مجلس النواب أو خارجه.
وردا على سؤال لماذا لم يحصل اللقاء بين الحريري ورئيس حزب «القوات؛ سمير جعجع بعد، قال: «بيصير، بيصير»، لافتا إلى ان «الدور السعودي في لبنان ليس مرتبطا بمسألة الدعم المالي للانتخابات، وان السعودية لا تتدخل في الشأن الانتخابي».
ملف عيتاني - الحاج
قضائياً، طرأ تطوّر يتعلق بما اصطلح على تسميته بملف عيتاني- الحاج، تمثل بتنحي مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي بيتر جرمانوس، عن النظر بملف المقدم سوزان الحاج والمقرصن ايلي غبش، والممثل المسرحي زياد عيتاني، الذي تسلمه أمس من مدعي عام التمييز القاضي سمير حمود، واحاله إلى مساعده هاني الحجار لدرسه واتخاذ القرارات القضائية المناسبة.
لكن وزير الداخلية نهاد المشنوق نفى ان يكون على علم بتنحي القاضي جرمانوس، الا انه استدرك بأن جرمانوس ربما اتخذ هذا القرار حتى لا يكون جزءاً من تحقيق له جانب كبير من السياسة.
ولفت المشنوق إلى ان «قاضي التحقيق العسكري الأوّل رياض أبو غيدا، استلم هذا الملف، واعتقد ان لديه الشجاعة والمسؤولية للقيام بالتحقيق وتقرير ما يلزم»، مشددا على انه «لا يُمكن إطلاق سراح عيتاني دون قرار من القاضي، وفي النتيجة التحقيق سيظهر كل شيء وهو سيخرج معززا مكرما».
وأكّد ان «ما حصل في قضية عيتاني ليس انهيارا للدولة ولا للمؤسسات، ولا يجب القول بأن الدولة سقطت في هذا الملف»، معتبرا ان «الخطأ يُمكن ان يحصل في أي دولة، فلماذا التكلم عن فقدان الثقة بالدولة، وإعلان سقوط الدولة».
واكد المشنوق، مع مقابلة مع برنامج «كلام الناس» عبر شاشة المؤسسة اللبناني للارسال، انه لم ينسَ للخطة وجع اتهامه بالعمالة لإسرائيل، وان قضية عيتاني ذكرته بهذا الوجع، معتبرا انه ربما تسرع بالتعليق على هذا الموضوع، لأنه ذكرني بتلك المرحلة مشيرا إلى ان الكلام عن البراءة يجب ان يصدر عن القضاء، خاصة وان الموضوع أصبح عند القضاء بتفاصيله المهمة والمكون من 400 صفحة، جازماً انه ليس هناك من داعٍ للقول ان كلامه عن عيتاني هو من أجل الانتخابات، ومن يعرف زياد عيتاني وعائلته يعرف تماما مواقفي وتعاطفي معه بعد تبيان الحقيقة».