وشرحت الصحيفة بأنّ المنطقة هذه تشمل مساحة تقع بين خطوط الهدنة التي رُسمت في العام 1949، وطالبت بها الأردن وإسرائيل، مشيرةً إلى أنّ تل أبيب سيطرت عليها كاملةً في حرب العام 1967، ما يعني أنّ الأمم المتحدة وأغلبية دول العالم تعتبرها محتلة.
وأوضحت الصحيفة أنّ المجمّع الشبيه بالحصن الذي ستتخذه السفارة الأميركية مقراً في حي "أرنونا" إلى حين العثور على مبنى دائم لها، يقع بين القدس الغربية المحتلة والقدس الشرقية، لافتةً إلى أنّ الاعتراف الأميركي بالقدس عاصمةً لإسرائيل "الفضفاض" يطرح تساؤلات بشأن أجزاء المدينة الي تعتبرها واشنطن عاصمة لإسرائيل.
في هذا السياق، ذكّرت الصحيفة بأنّ إسرائيل والأردن، التي كانت تسيطر على الضفة الغربية والقدس الشرقية، وقعتا على هدنة في العام 1948، مبيّنة أنّ الطرفيْن رسما خطوطها على خارطة بقلم من الشمع.
وتابعت الصحيفة بأنّ إسرائيل استخدمت اللون الأخضر لرسم "حدودها" فمدّتها إلى أقصى الشرق، فيما رسم الأردن حدوده بالأحمر ومدّها إلى أقصى الغرب، موضحةً أنّ المناطق المتنازع عليها تُسمى بـ"مناطق ما بين الخطوط". وأضافت الصحيفة بأنّ هذه المناطق لم تخضع لأي طرف وباتت تُعرف بالـ"المنطقة المحرمة".
في هذا الصدد، أكّد مسؤول أممي كبير أنّه يستحيل معرفة حدود حي "أرنونا" بالاستناد إلى خارطة العام 1949، متوقفاً عند سماكة الخطوط المرسومة بقلم شمع والتطورات التي تشهدها هذه المنطقة حالياً، ومشدداً على أنّ "كل جزء واقع بين الخطين يُعتبر أرضاً محتلة".
من جهتها، تجنّبت وزارة الخارجية الأميركية اتخاذ موقف واضح على هذا المستوى مطمئنةً إلى أنّ إسرائيل والأردن وافقا على تقاسمها "رسمياً"، إذ قالت إنّ تل أبيب تستخدم حي "أرنونا" الذي ستنتقل إليه السفارة الأميركية منذ العام 1949.
في المقابل، شدّد أشرف الخطيب، المتحدث باسم منظمة التحرير الفلسطينية، على أنّ المنطقة المحرمة هذه "أرض محتلة"، مبيّناً أنّه "ينبغي لوضع هذه الأرض النهائي أنّ يكون جزءاً من مفاوضات بشأن الوضع النهائي".
وعليه، حذّرت الصحيفة من أنّه من شأن هذا الخلاف أنّ يحوّل ديفيد فريدمان، السفير الأميركي لدى إسرائيل، المؤيد الشرس للمستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة، إلى مستوطن ديبلوماسي.