في الوقت الذي ينشغل فيه المرشحون للانتخابات باستقطاب أكبر عدد من الأصوات، وكسب ثقة الناس، نشرت الشابة أمل معراوي ابنة منطقة زغرتا مقطع فيديو تعرض فيه كليتها للبيع لأسباب مادية واقتصادية خانقة.
قصة معاناة الفتاة بدأت منذ ولادتها بسبب تأخير تسجيل وثيقة الزواج بين والدها (سوري الجنسية) ووالدتها (لبنانية)، وبسبب الإهمال والتراخي من قبل الأهل تحولت حياة أمل من طفلة عادية يفترض أنها تتمتع بكامل حقوقها الطبيعية، إلى فتاة مكتومة القيد.
وبسخرية من حظها العاثر تخبر أمل كيف حولت بطاقة مكتومة القيد حياتها الى جحيم، "أبسط الأمور لا أستطيع القيام بها، بطاقة هويتي متميزة عن باقي رفاقي في المدرسة، رغم أن والدي يسكن في زغرتا منذ 50 سنة، وقاتل في الحرب الأهلية مع أحد أحزاب المنطقة، وكل ما كنا نطلبه هو الحصول على بطاقة هوية. ولكن رغم وجود العديد من المرجعيات السياسية في المنطقة، إلا أن لا حياة لمن تنادي، جميعهم تناسوا، حسب تعبيرها، ابنة منطقتهم واهتموا بمواضيع أخرى. وبعد الفيديو سيخرج من يعترض على الطريقة والقول إنني خرجت عن التعاليم الدينية والإنسانية، ولكن لا أحد يشعر بما حصل معي ومع والدتي بسبب الضغوط الاقتصادية والاجتماعية".
ولدى سؤالها عن والدها، أشارت أمل إلى أنه يعاني مشكلات عصبية ويعالج في مستشفى دير الصليب، بينما والدتي تعمل في المنازل لتأمين لقمة العيش، أما شقيقتي فسئمت من الوضع وتزوجت "وهجّت". "بينما أنا لا يمكنني العيش بطريقة طبيعية ولا العمل في وظائف الدولة".
وعبر مقطع الفيديو شرحت أمل أنها عرضت كليتها للبيع بمبلغ 80 ألف دولار، القسم الأكبر منه سيذهب ثمناً لشقة سكنية، كون منزل العائلة باسم أخوالها ولا يمكنها التصرف به، وأمل ووالدتها في مشكلات دائمة مع الجيران، والقوى الأمنية لم تحل المشكلة، فيما عائلة والدتها ترفض بيع الشقة.
وشرحت أمل كيف طرقت أبواب الزعماء ورجال الدين للمساعدة، وكيف حرمت من العديد من حقوقها المدنية، مطالبةً رئيس الجمهورية بالتدخل لحل مشكلتها، كونها لبنانية منذ الولادة ولا علاقة لها بما حصل مع والديها قبل سنوات طويلة. وبحسرة، تتكلم أمل عن عدم اكمالها لدراستها الجامعية في الحقوق نظراً لوضعها المالي الصعب.
وبعد نشر الفيديو تواصل العديد من الاشخاص مع الفتاة عارضين المساعدة، رافضين في الوقت نفسه بيع كليتها.
وعلى الرغم من أن قضية أمل تتشابه مع آلاف القصص على الأراضي اللبنانية، ولكن اليأس دفعها للظهور أمام الكاميرات والدموع تملأ عينيها لتطلب بيع كليتها، رغم معرفتها المسبقة بمخالفة القانون. لذلك قررت التحدي والخروج على الأعراف والتقاليد، على أمل أن يصل صوتها لمن يعنيهم الأمر.