أوضح قائد الجيش العماد جوزيف عون، في حديث خاص إلى مجلة الجيش، لمناسبة مرور سنة على تولّيه قيادة الجيش أن التصوّر الذي انطلق منه في قيادته للمؤسسة، "كان بحسب الأهمية: أولا، تحرير الجرود الشرقية من الإرهابيين، وكشف مصير العسكريين المختطفين لدى التنظيمات الإرهابية. ثانياً، التفرّغ لمعالجة الشؤون الداخلية للمؤسسة، وفي مقدمها: إعادة النظر بالهيكلية الداخلية للمؤسسة، تعزيز التدريب في الكليّات والمعاهد العسكرية، التشدد في اعتماد الكفاءة معيارًا وحيدًا في التعيينات والتشكيلات، إبعاد المؤسسة عن التجاذبات السياسية، تفعيل دور المرأة في الجيش ومحاربة آفة المخدرات التي تضرب المجتمع".
وشدد على أن " الجيش مدعومًا بثقة شعبية ورعاية سياسية، تمكّن في وقت قياسي من تحقيق العديد من الأهداف العسكرية الكبرى"، مؤكدا أن "الإنجاز الأبرز كان معركة فجر الجرود، إذ أنهينا ظاهرة تنظيمي "داعش" و"النصرة" الإرهابيين في لبنان، وكشفنا مصير جنودنا المخطوفين، كما تمكنّا من تفكيك عشرات الشبكات والخلايا الإرهابية في عمليات استباقية نوعية".
ورأى أن "التحديات الأمنية كثيرة، ومستقبل الوطن يرتبط باستقراره الأمني بالدرجة الأولى"، معتبرا أن "الفضل في تحقيق إنجاز الجيش عملية فجر الجرود يعود إلى الإرادة والشجاعة التي يتمتع بها الجندي اللبناني، وإيمانه بحقه المقدس في الدفاع عن لبنان، وإلى الالتفاف الشعبي العارم حول الجيش، فضلًا عن الرعاية الرسمية للجيش، والدعم العسكري الذي تلقاه من الدول الصديقة".
وجزم أن "الجيش اتخذ مجموعة من الإجراءات أهمها، إغلاق جميع المعابر غير الشرعية على الحدود الشرقية، والتشدد في ضبط الحدود لمنع تسلل المسلحين أو تهريب الأسلحة والممنوعات، وملاحقة الخلايا الإرهابية والعناصر المشبوهة، والتدخل الفوري لحسم أي إخلال بالأمن"، مشيرا الى أن "هناك تحدّيين أمام الجيش في الجنوب؛ تحدّي تسلل إرهابيين من الجهة السورية عبر شبعا، وتحدّي الخروقات والتهديدات الإسرائيلية المستجدة".
وأكد أن "موقفنا ثابت، ومفاده عدم إقامة الجدار على أراضٍ لبنانية، والمجلس الأعلى للدفاع أكّد أحقية لبنان في الدفاع عن أرضه وحدوده البرية والبحرية، وجهوزية الجيش لتولي هذه المهمّة ميدانيًا"، معلنا "أننا جاهزون لردع أي اعتداء إسرائيلي والدفاع عن سيادة الوطن. لمهمّة الأساسية للجيش هي حماية الحدود والدفاع عن سيادة لبنان، لكنّه يقوم بمهمّة حفظ الأمن في الداخل بالتعاون والتنسيق مع الأجهزة الأمنية".
وشدد العماد عون على أن "المؤسسة العسكرية لا تتدخل إطلاقًا بالشؤون السياسية أو الانتخابية، وما يعنيها هو حماية العملية الانتخابية وضمان حصولها بشكل سلمي وحضاري وديمقراطي"، لافتا الى أن "الجيش هو من الشعب، واللبنانيون يقدّمون له خيرة أبنائهم، وهم يثقون بتجرّده ونزاهته وعدم تمييزه بين مواطن وآخر، كما يثقون بقدرته على حفظ أمنهم واستقرارهم وحرياتهم، وعلى ضمان قوة دولتهم وحماية مؤسساتهم وديمومة نظامهم الديمقراطي".