أطلقت وزارة الصحة العامة والجمعيّة اللبنانية لأمراض الكلى وضغط الدمّ بالتعاون مع شركة "سانوفي" الحملة الوطنية للتوعية حول أمراض الكلى عند النساء تحت شعار "احمي كليتك متل عيلتك".
هذا العام، يصادف اليوم العالمي للكلية خلال الأسبوع نفسه الذي يوافق فيه اليوم العالمي للمرأة، لذا هو مناسبة لتسليط الضوء على أهمية صحة المرأة وخصوصاً كليتيها.
في هذا الصدد، رأى الدكتور روبير نجم، رئيس الجمعية اللبنانية لأمراض الكلى والضغط: "إن العناية بصحة الكلى عند النساء في لبنان هو أمر مهم جداً في مختلف مراحل نموّها وخصوصاً في مرحلة الحمل، وذلك من خلال المتابعة الدورية مع الطبيب النسائي والتنسيق التام مع طبيب الكلى في حال تعرّضت لارتفاع ضغط الدم أو لقصور كليوي". ويضيف: "نشجّع المرأة على لعب دورها الأساسي في تربية عائلتها على نظام حياة صحّية وسليمة يحافظون من خلالها على سلامة الكلى في حياتهم".
تجدر الإشارة أن مرض الكلى المزمن يصيب نحو 195 مليون إمرأة حول العالم، ويحتل حالياً المرتبة الثامنة بين الأمراض التي تتسبّب بوفاة النساء حيث يصل عدد الوفيات جرّاءه الى 600 الف حالة سنوياً. علماً أن النساء هم أكثر عرضة للإصابة بمرض الكلى المزمن من الرجال، حيث يبلغ معدل إصابة النساء 14% مقارنة بنسبة 12% لدى الرجال.
العوارض الجانبية للحمل
من جهتها، أشارت رئيسة قسم أمراض النساء والتوليد في مستشفى القديس جاورجيوس الجامعي، وعضو مجلس إدارة الجمعية اللبنانية للتوليد والأمراض النسائية، الدكتورة رنا سكاف، الى انه "أظهرت آخر الدراسات أن المصابات بمرض الكلى المزمن أكثر عرضة للمعاناة من تداعياته السلبية على صحّة الأم والطفل، فحمل تلك النساء يعتبر الأكثر خطورة لأنهن معرّضات لارتفاع معدلات ضغط الدم والولادة المبكرة".
وفق سكاف "يعتبر مرض الكلى المزمن أحد مسبّبات العوارض الجانبية للحمل وانخفاض الخصوبة"، مضيفةً "نحن بأمسّ الحاجة لزيادة الوعي حول مرض الكلى المزمن لدى النساء، وتشخيصه في الوقت المناسب، والمتابعة السليمة طوال فترة الحمل. كما أن الحمل قد يشكّل أحد دواعي التشخيص المبكر بالإصابة بمرض الكلى المزمن، مما يتيح التخطيط للتدخلات العلاجية".
صحة المجتمع ركيزة أساسية
وفي كلمتها، قالت رئيسة لجنة الصحة في الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية، ممثلة رئيسة الهيئة السيدة كلودين عون روكز، الدكتورة سوسي بولاديان: "سنقوم من خلال هذه الحملة، بتنظيم الندوات حول الوقاية من أمراض الكلى لدى النساء وبعض الاختبارات مثل قياس ضغط الدم والجلوكوز ومستويات الكولسترول في مراكز البلديات التابعة للهيئة الوطنية".
وختم ممثّل وزير الصحة العامة، الدكتور بهيج عربيد: "يسرّ وزارة الصحّة دعم الحملة الوطنية للتوعية حول أمراض الكلى انطلاقاً من قناعتنا الراسخة أن صحة المجتمع ركيزة أساسية يجب أن ترتقي لتصبح قضية وطنية"، مضيفاً: "تماشياً مع موضوع هذا العام، إنّنا نشجّع المرأة، وهي القلب النابض لمجتمعنا، على حماية كليتها كما تحمي عائلتها".
يذكر أن اليوم العالمي للكلى، في ذكراه الثالثة عشرة، يعزز الوصول العادل والميسور للثقافة الصحية، والرعاية الصحية والوقاية لجميع النساء والفتيات في العالم. أما في لبنان، فتنظّم الجمعية اللبنانية لأمراض الكلى والضغط سلسلة فاعليات هدفها توسيع دائرة انتشار الرسالة التوعوية بالتعاون مع الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية والجهات المعنيّة بهذه الحملة. وتتضمن نشاطات الحملة الأكشاك الطبية في أكثر من 75 مستشفى في مختلف أنحاء لبنان التي تقدّم المعلومات والنشرات والكتيبات الإرشادية. كما أطلقت وزارة الاتصالات بدعم من شركة "ألفا" للاتصالات حملة رسائل نصّية قصيرة لنشر التوعية لأكثر من خمسة ملايين من مشتركيها. وسيتم الترويج للحملة عبر مختلف وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمكتوبة والرقمية والمواقع الإخبارية لنشر الرسالة التوعوية في كل المناطق اللبنانية.