من المسلّم به في أي إنتخابات نيابية تجري في لبنان والعالم هو أن حجم التنافس وما يرافقه من عدة شغل كترويج للأخبار والشائعات والكذب ، يكون مرتفعا كثيرا ، لكن في الدول والأنظمة التي تحترم نفسها هناك ضوابط لردع أي محاولة إساءة أو تشويه لسمعة المرشحين أو التعرض لكرامتهم.
وفي الإنتخابات النيابية ٢٠١٨ ، وبالتحديد في الدوائر الإنتخابية ذات الغالبية الشيعية ، يحاول حزب الله من الآن كسر أي محاولة لمعارضة حقيقية عبر الترويج لأكاذيب وشائعات ضد المعارضين الشيعة والتي إلى الآن لم يقدم أي دليل ملموس عليها ، بل هي فقط تسويق لأفكار سيئة لزرعها في وعي وفكر الناخبين .
لكن حزب الله لم يكتفِ بذلك ، بل قام بزج المقاومة ودماء الشهداء في معركته الإنتخابية وإتهم كل من يعارض الحزب ويرفض نوابه بأنهم خونة وعملاء ضد المقاومة .
إقرأ أيضا : لنواب حزب الله ... خلافكم الحقيقي هو مع أهالي بعلبك الهرمل
وفي إستطلاع سريع للآراء المعتدلة ، نرى أن معظمها هي من فئات وشرائح شعبية ضجرت من وعود حزب الله ، ما جعلها ترفض أسلوب حزب الله التخويني وردته عليه.
وما قام به حزب الله هو إستسهال إطلاق لقب " عميل " و " خائن " على كل من يعارضه ، ما جعل الناس تنتفض لكرامتها وقال بعض الناشطين : " إذا المقاومة على شاكلة نواب حزب الله وما بتجبلنا إلا التعتير والشحار ، فبئس هذه المقاومة ".
أسلوب حزب الله المستفز ، جعل الناس ينتقدون المقاومة فجلب لها الإهانة من وراء تصرفاته الفوقية والمتكبرة على الناس .
واليوم السؤال برسم حزب الله وأهالي الشهداء ، من الذي يهين ذكرى أولادكم الشهداء ؟ ومن الذي يستغل دماؤهم في مشاريعه الإنتخابية ؟
والأهم ، من هو الذي يهين المقاومة ؟
بالطبع هو حزب الله ، وليس المعارضة الشيعية .