وحدها العلاقة بين الرئيس سعد الحريري ورئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط في هذه المرحلة السياسية من تذكر بعصر قوى ١٤ آذار الذي أُصيب بالخيبات والهزات والإنشقاقات على مدى سنين .
فالرجلان اللذان شكلا إحدى أقوى دعائم هذه القوة السياسية ، مرت علاقتهما بفترات ذهبية قابلها خيبات ومشاكل وضربات قاسية كان أبرزها إعادة تموضع جنبلاط بعد أحداث ٧ أيار ٢٠٠٨ ومشاركة جنبلاط في تسمية الرئيس نجيب ميقاتي لرئاسة الحكومة بعد إقالة حكومة الحريري الأولى في ٢٠١١.
وكان لإبتعاد الحريري عن الساحة اللبنانية لأكثر من ٣ سنوات أثر كبير في تضعضع قوى ١٤ آذار وقيام خلافات بين مكوناتها .
لكن اليوم ، تبدو العلاقة بين جنبلاط والحريري على ما يرام ، رغم التحفظات السعودية الأخيرة على تصريحات جنبلاط عن حرب اليمن وشركة " أرامكو ".
لكن هامش التحرك الذي يتمتع به الحريري جعله يحافظ على شعرة معاوية مع بيك المختارة للتأسيس اليوم لتحالف إنتخابي في معظم أو مختلف الدوائر الإنتخابية التي يتمتع بها الطرفين بثقل شعبي.
إقرأ أيضا : الحريري: مع وليد بك حتى النهاية
في عقر زعامة آل جنبلاط بدائرة الشوف - عاليه ، تتجه الأمور إلى تحالف قوي يضم حزب التقدمي الإشتراكي وتيار المستقبل.
الأمر نفسه ينطبق في البقاع الغربي وبيروت ، أما حاصبيا - مرجعيون فقد سلّم جنبلاط بمرشح كتلة التنمية والتحرير النائب أنور الخليل وقرر دعمه ، وغير واضح إلى الآن ما هو موقف تيار المستقبل من هذا الترشيح .
لكن بالمجمل ، لن تشهد الدوائر الإنتخابية التي يتواجد فيها الطرفان أي منافسة إنتخابية ، فالأمور ستذهب نحو تحالف إنتخابي ثابت وصلب سيؤسس للمزيد من التفاهمات السياسية بعد الإنتخابات النيابية في ٦ أيار ٢٠١٨.
ومن جهة أخرى ، تبقى عقبة التوتر بين السعودية وجنبلاط قائمة وتؤرق بال الجميع ، فهل سيتدخل الحريري كوسيط بين الطرفين ؟ أو أن جنبلاط سيقدم مبادرة لحل المشكل الذي حصل ؟
علما أن هذه العقبة لن تشكل مانع أو أي حرج للحريري بالأخص في قيام التحالف مع جنبلاط ، وعلى ما يبدو أن المملكة العربية السعودية تتفهم ذلك لأنه لم يصدر عنها حتى الآن أي إشارات سلبية في هذا الموضوع .