من جديد تطل عمائم حزب الله لإصدار فتاوى التحريم والإلغاء ضد المنافسين الشيعة لحزب الله، يستلّ هؤلاء سيوف الفتوى ويوزعون الأحكام الشرعية هنا وهناك على قاعدة من ليس معنا فهو ضدنا بل هو ضد الإسلام، في افتراء واضح وصريح على أصول الإفتاء الديني وعلى الله وعلى رسوله لغايات وأهداف واضحة ومعلومة للجميع.
يظن الشيخ كوراني نفسه في موقع المتصدي لإصدار الفتوى الحزبية وهو لم يعرف ولم يتبيّن حجم المأساة التي يعيشها الناس وحجم الوجع الذي ينتاب المجتمع صغيره وكبيره، وكيف يعلم الشيخ كوراني وغيره من عمائم الحزب أصحاب الفتاوى وهم في قصورهم المشيّدة من المال الشرعي الذي يغدقه عليهم هؤلاء الناس من سهمَي (الإمام والسادة) من الحقوق الشرعية، وكيف يستطيع هؤلاء أن يعرفوا معاناة الناس وجشوبة العيش وهم في قصورهم يتنعمون بالعيش الكريم والحياة الرغيدة ؟ لذلك من السهل عليهم إصدار الفتاوى وتحريم الإنتقاد لمصالح حزبية سياسية معروفة طالما أن همّهم الأساسي رضى الحزب وهدايا المرجعيات في آخر الشهر.
إقرأ أيضًا: العلاقة المشبوهة بين الإنتخابات والمقاومة!
الشيخ كوراني طرده الحزب منذ عشرين عاما عندما كان إلى جانب الشيخ صبحي الطفيلي وعزله فالتزم منزله ومُنع من القيام بأي نشاط حزبي، يأتي اليوم لاستجداء العودة إلى الحزب فيصدر الفتاوى يمينًا وشمالًا، هل تعرف يا فضيلة الشيخ تكليفك الشرعي تجاه العائلات الشيعية الجائعة؟ هل تعرف يا فضيلة الشيخ تكليفك الشرعي تجاه عجوز لا يملك قوت يومه؟ هل تعرف يا فضيلة الشيخ تكليفك الشرعي تجاه طفل يموت أمام والديه أمام باب المستشفى وهم لا يملكون ثمن علاجه؟
بالتأكيد يعرف الشيخ كوراني هذا التكليف فيغض النظر لأن الأمر الأهم في نظره هو التصويت لجميل السيد رجل المخابرات ولأن الأهم في نظره هو التصويت لحسين الحاج حسن الشريك الرئيسي لأصحاب الكسارات في البقاع.
اتقوا الله في فتاويكم، الفتوى يا سماحة الشيخ لها ظروفها الدينية والشرعية والإجتماعية وأنتم أعلم بذلك فلماذا تبيع دينك بدنياك؟ من قال لك أن هؤلاء المرشحين سينافسونكم على المقاومة وشرعية المقاومة أليس في ذلك كذب صريح أنت تعلم أن هذه المواجهة وهذا التنافس هو في خدمة الناس وإلى الناس وفي مصلحة الناس ولرفع هذا الضرر الكبير عن الناس.
لماذا لا يفتي سماحة الشيخ بوجوب رفع الحرمان بوجوب المحاسبة بوجوب العقاب؟ لماذا لا يفتي سماحة الشيخ بمحاسبة النائب المقصر؟ فهل باتت الفتاوى فقط لمصلحة الحزب ومشاريعه؟
اتقوا الله فيما تقولون وكفى كذبا وتهويلا على الناس ولم نعد نريد هذا الدين الذي تريدونه فقط وفق أهوائكم ومصالحكم.