لقصّة الإحتفال بيوم الأم تاريخ طويل لدى شعوب العالم، يعود إلى الإحتفالات الرّبيعية في اليونان القديمة، وقد اختُلف في تاريخ هذا اليوم بين دولةٍ وأخرى، فاحتٌفِل بعيد الأم لأوّل مرّة في الولايات المتحدة الأمريكية عام 1908، عندما قامت آنّا ماري جارفيس بالدعوة للاحتفال بعيد الأم وكان ذلك في يوم تأبين أمّها، أمّا عربياً فيعدّ الصحفي المصري علي الأمين "مؤسس جريدة الاخبار" أول من دعا للإحتفال بعيد الأم، واحتُفِل أوّل مرّة بعيد الأم في 21 آذار سنة 1956، ثمّ أصبح الحادي والعشرين من آذار يوماًعربياً للأم تقديساً لقيمتها وتضحيتها...
وأعذب ما تحدّثت عنه البشريّة هو الأم، فالأم هي كل شيء في هذه الحياة، هي التعزية في الحزن، والرّجاء في اليأس، والقوّة في الضعف، هي الدّفء الذي يغمر أضلعنا بعد أن تلفحنا قسوة الحياة، تماماً كما الرّبيع...
ولكن يطلّ عيد الأم هذا العام على الوطن العربي بشيء من الخجل، فستقضي العديد من الأمهات العيد بعيداً عن أبنائهن، وكثيراً من الأبناء بعيداً عن أمهاتهم، وكما قال المتنبّي"عيدٌ بأيّة حالٍ عدت يا عيدُ..لما مضى أم لأمرٍ فيه تجديدُ"، فقد عاد إلينا في ظلّ ظروفٍ قاسية، في ظلّ مخاضٍ أليم يعيشه العالم العربي، على موعدٍ مع دفء الحريّة...
ننحني خجلاً لأمهاتٍ فقدن أولادهن على مذبح الربيع العربي، إنشاداً للحرية والعدالة ولأطفالٍ فقدوا أمهاتهم في ربيعٍ طال انتظاره، فرحم الله شهداء الحريّةوالمقاومة أينما كانوا، فهم ليسوا مجرّد أرواحٍ ترتفع، هم النور الذي ينير درب الحريّة راسمين بدمائهم الطّاهرة أجمل لوحات الحقّ...
فتحيّةً لك أم الشهيد، تحيّةً من القلب إلى القلب، فاقبلي مواساتنا الخجولة وتعزيتنا، واسمحي لنا أن نمسح دموعك الغالية بأرياف جفوننا. يا منارة الأجيال لك منّا كلّ تبجيل ولعظمتك كل إجلال...أااتلل