قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، إن إدارة الرئيس دونالد ترامب، تنظر في احتمال عمل عسكري جديد ضد الحكومة السورية، وذلك رداً على تقارير حديثة عن استخدام النظام السوري أسلحة كيماوية. وطلب ترامب خيارات لمعاقبة الأسد على استخدام غاز الكلور في 7 هجمات، على الأقل، تم الإبلاغ عنها هذا العام، ضد مناطق سيطرة المعارضة السورية.
وناقش الرئيس الأميركي الإجراءات المحتمل اتخاذها ضد نظام الأسد الأسبوع الماضي في البيت الأبيض، خلال اجتماع ضم رئيس موظفي البيت الأبيض جون كيلي، ومستشار الأمن القومي هربرت ماكماستر، ووزير الدفاع جيمس ماتيس. ونقلت "واشنطن بوست" عن مصدر، رفض الكشف عن اسمه، أن ترامب لم يتخذ خلال الاجتماع قراراً بالمصادقة على عمل عسكري جديد ضد سوريا، وأن المسؤولين قرروا مواصلة رصد الوضع، فيما نفت المتحدثة باسم وزارة الدفاع الأميركية دانا وايت، أن يكون ماتيس قد شارك في مناقشات بشأن عمل عسكري في سوريا.
وفقاً لـ"واشنطن بوست"، فإن احتمال شن عمل عسكري جديد ضد سوريا، يؤكد انفجار الصراع، وتحول سوريا إلى ساحة معركة بين روسيا وإيران من جهة، والولايات المتحدة وحلفائها من جهة ثانية. وتأتي مناقشات البيت الابيض بالتزامن مع سيل من الاتهامات التي وجهتها إدارة ترامب للرئيس السوري، فضلاً عن حشد ضغوط دولية على سوريا، في أعقاب التصعيد الأخير في الغوطة الشرقية ومقتل المئات من المدنيين.
ودانت الإدارة الأميركية إيران لنشرها أسلحة ومقاتلين في سوريا، ما ساهم بمساعدة الأسد. كما اتهمت روسيا بالسماح للأسد باستخدام الأسلحة الكيماوية، وبالفشل في تنفيذ قرار وقف إطلاق النار الذي تم تبنيه مؤخراً من قبل مجلس الأمن الدولي.
وفي الإيجاز الصحافي اليومي، قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض سارة ساندرز، إن "العالم المتحضر يجب ألا يتسامح مع استمرار استخدام الأسد للأسلحة الكيماوية".
وخلافاً للمرات التي استخدم فيها الأسد الأسلحة الكيماوية بشكل واسع النطاق، يقول مسؤولون أميركيون، إن نظام الأسد ينفذ حالياً هجمات صغيرة متفرقة، ويعتمد على مادة الكلور المتاحة تجارياً، مستغلاً صعوبة اكتشافها بالمقارنة مع غازات سامة ذات تأثير أكبر مثل السارين. وقال مسؤول كبير في الإدارة الأميركية للصحافيين، إن نظام الأسد "يعتقد أنه يستطيع إبعاد الشبهات عنه إذا ما استخدم تلك الأسلحة تحت مستوى معين".
ويشتبه مسؤولون آخرون، في أن النظام السوري بدل طريقة استخدام تلك الأسلحة، ولم يعد يعتمد على توجيه ضربات بتلك الأسلحة من خلال الغارات الجوية، وبدأ باستخدام أنظمة أرضية يصعب تتبعها.
ويبدو أن هناك اختلافاً في وجهات النظر بين البيت الأبيض والبنتاغون، الذي يسعى إلى إبقاء مهمته في سوريا مركزة ضد تنظيم "الدولة الإسلامية"، ويعرب مسؤولون كثيرون عن شكوكهم في جدوى توجيه ضربة جديدة للأسد، أو في ما إذا كان توجيه ضربة أخرى سيردعه عن استخدام الأسلحة الكيماوية.
في مقابل ذلك، تبدو وزارة الخارجية على المسار نفسه مع البيت الأبيض، وتؤيد بشدة توجيه ضربة للأسد، معتبرة أن ذلك سيردعه عن إعادة بناء ترسانته الكيماوية، وما يمكن أن تشكله من تهديد للولايات المتحدة في نهاية المطاف. كما أن ذلك سيوصل رسالة إلى موسكو مفادها أن وجودها العسكري في سوريا لن يعيق واشنطن عن التحرك في سوريا عندما تستدعي الحاجة.