وأكّد شولوف أنّ بن سلمان سيُستقبل في لندن على أنّه "العاهل السعودي المرتقب"، إذ من المقرر أن يقصد قصر "ويندسور" حيث سيتناول طعام العشاء مع الملكة، مبيّناً أنّه يحمل أجندة مزدوجة: فسيصل إلى بريطانيا كرئيس بعثة تجارية مربحة، (تعتبر السعودية الشريك التجاري الأهم لبريطانيا في الشرق الأوسط)، وكقائد يسعى إلى أنّ يتم الاعتراف به بعد بداية "متقلبة" في السياسة الخارجية.
في هذا السياق، تطرّف شولوف إلى انطلاقة بن سلمان (32 عاماً) على الساحة الدولية، موضحاً أنّها أعقبت شهود تاريخ السعودية الحديث على فترة استثنائية تميّزت بإصلاحات في الداخل واضطرابات في المنطقة.
وتحدّث شولوف عن دور السعودية في الخلاف مع قطر والحرب في اليمن واستقالة رئيس الحكومة سعد الحريري في 4 تشرين الثاني الفائت، مشيراً إلى أنّ هذه الأحداث تركتها عاجزة عن التقدّم من دون أن تلوح مخارج واضحة في الأفق.
في هذا الصدد، نقل شولوف عن شخصيات سياسية سعودية بارزة قولها إنّ السياسة التي اعتمدتها الرياض لردع إيران، لا سيّما منذ الغزو الأميركي للعراق في العام 2003، لم تنجح حتى يومنا هذا.
توازياً، تناول شولوف "تبنّي" بن سلمان الرئيس الأميركي دونالد ترامب وصهره وكبير مستشاريه جاريد كوشنير، ناقلاً عن الأوساط الديبلوماسية والإقليمية وصفها ذلك بـ"خطأ المبتدئ" الذي قوّض جهوده الرامية إلى صد إيران. من جهته، قال ديبلوماسي كبير: "لا يملك (بن سلمان) الخبرة الكافية لمعرفة أنّ الإثنين يمران في مرحلة حرجة جداً وأنّهما يمثلان نموذجاً شاذاً بالنسبة إلى الولايات المتحدة".
إلى ذلك، عاد شولوف إلى استقالة الحريري، كاشفاً أنّ بريطانيا، التي تخوّفت آنذاك من احتمال اندلاع مواجهة تشترك فيها إيران وإسرائيل والسعودية، أرسلت ضباطاً من جهاز الاستخبارات الخارجية (MI6) وديبلوماسيين كباراً إلى الرياض لتقديم المشورة.
أما في ما يتعلّق بقطر، فرأى شولوف أنّها تواصل النزف ببطء بعد مرور 9 أشهر على مقاطعتها سعودياً، ناقلاً عن عضو كبير في مركز أبحاث سعودي قوله: "بات الخروج من هذه الأزمة مهماً بالنسبة إلى ولي العهد".
صحيفة الغارديان