وصل ربّ البيت الى منزله بصحبة زوجته. قرع بابه بانتظار أن تفتح له العاملة المنزلية. تأخّر وصول "زينب" الى الباب، تناول صاحب الدار مفتاحه ودخل الشقّة. نادى على "زينب" وطلب منها تحضير فنجانين من القهوة. لحظات حتّى نادت الخادمة "أم ميشال" لمرّتين أو ثلاث بصوتٍ عالٍ وغير طبيعيّ.
دخل رب البيت "ض.ح" وزوجته الى غرفة نومهما الخاصّة حيث مصدر الصوت، ليتفاجأ بشخص مجهول فيها، وقد عمد هذا الأخير الى دفعه للتمكّن من الفرار فيما أخبرته زوجته أنّ العاملة سقطت من الشرفة.
سارعت العناصر الأمنية ورجال الأدلّة الجنائيّة الى المكان الكائن في أحد الأبنية في ساحل علما. بالكشف على غرفة النوم تبيّن وجود آثار "تخميش" على "جرار الشبّاك". وبتفقد العاملة تبيّن أنّها رغم وقوعها من الطابق السادس بقيت على قيد الحياة.
استعادت "زينب" عافيتها وبالإستماع الى إفادتها من قبل الأجهزة الأمنيّة، ذكرت أنّها على علاقة حب بالمتهم "حاتم.ي" وأنّها قبل وصول مخدوميها استضافت حبيبها لمدّة ساعتين تقريباً، وعندما وصلا فجأة طلبت منه الإختباء في الحمّام. حضّرت لهما القهوة ثمّ عادت الى الغرفة فحصل تلاسن بينها وبين "حاتم" فعمد الى رميها من النافذة بعد أن نادت على "أم ميشال" مراراً.
وقد أنكر المتهم علمه بسقوط "زينب" من النافذة أو إقدامه على رميها، معترفا أنّه دخل الى منزل الشاكي لمرتين سابقتين واختلى بالفتاة في غياب مخدومها، مشيرا الى أنّه يوم الحادث وبعد أن دخل منزل المدعي بحوالي الخمس دقائق وصل صاحب الدار وزوجته فطلبت منه "زينب" الإختباء في الحمّام بسرعة، ثمّ عادت اليه مجدّدا وأعلمته بأنّها سوف تصرخ ليستغلّ الفرصة ويهرب. ولمّا فعلت ونادت على "أم ميشال" تفاجأ بسيدة تقف مقابل باب الحمام، الا أنّه تمكّن من الوصول الى باب الشقّة والفرار منها مستعملاً الدرج للوصول الى مدخل البناء ومن ثمّ هرول نحو مكان إقامته المجاور.
وقد أسقط المدعي "ض.ح" والمدعو "م.ش" (بولايته الجبرية عن ابنته القاصر "زينب") حقوقهما الشخصيّة عن "حاتم" وورد في كتاب الإسقاط أنّ "القاصر قد أعطت إفادتها تحت تأثير المخدّر والإضطراب العصبي لديها".
محكمة الجنايات في جبل لبنان برئاسة القاضي محمّد بدران وبعد نحو 20 سنة على وقوع الحادث (وقع في 1997) توصلت الى قناعة أن المتهم أقدم على رمي "زينب" من نافذة مخدومها الكائن في الطابق السادس دون أن يفضي الأمر الى وفاتها لسبب لا علاقة له به، ما يقتضي تجريمه بجناية المادة 547|201 وأنزلت به عقوبة الأشغال الشاقة المؤقتة مدة 15 سنة والتأكيد على تنفيذ مذكرة القاء القبض بحقّه.
يذكر أنّ "حاتم" أوقف في 10 أيلول 1997 وأخلي سبيله في 1 نيسان 1998 وقد حضر جلسة المحاكمة في 14 تموز 2017 وتخلّف عن الحضور في 17|11|2017 فتقرّر محاكمته غيابياً.