في هذه اللحظات يزور وزير خارجية فرنسا جان ايف لودريان ويستمر في لقاءاته مع مسؤولين بدءًا من أمين عام مجلس الأمن القومي الأدميرال علي شمخاني الذي فضل الظهور بزيه العسكري عند لقاء ضيفه الفرنسي، هذا وشمخاني لا يرتدي زيه الجنرالي عادة عند لقاء المسؤولين الأجانب إلا أن يكون الضيف هو قائد في الجيش.
ويبدو أن إيران تعرف جيدًا ما تحمل زيارة وزير خارجية فرنسا من رسائل لها من قبل الرئيس ترامب ولذلك لا يعول الإيرانيون كثيرا على النتائج الإقتصادية التي كان من شأن زيارة كهذه أن تبطنها وتستتبعها.
وبينما الهدف المعلن من هذه الزيارة هو توسيع العلاقات الثنائية وتبادل وجهات النظر حول القضايا الإقليمية والدولية إلا أن تسرع الوزير لودريان بتهديد إيران بعودة العقوبات عليها بحال استمرارها في مشروعها الباليستي همش الاقتصاديات وجعل القضايا الأمنية والعسكرية محورا لللقاءات.
إقرأ أيضًا: هل الرياضة تقرب بين إيران وإسرائيل؟
قبيل زيارته قال لودريان أن إيران تبنت مشروعًا باليستيا يتمكن من إستهداف أهداف على بعد بضعة آلاف كيلو مترات، ان هذا المشروع لا ينطبق على قرار الأمم المتحدة كما أنه لا ينسجم مع حاجات إيران للدفاع عن حدودها.
ان تلك التصريحات ليست إلا ترجمة أمينة لما طالب به الرئيس الأمريكي ترامب إيران كإحدى الشروط لبقاء الولايات المتحدة ملتزمة بالإتفاق النووي.
وقد أضاف الرئيس الفرنسي على لائحة الشروط انسحاب إيران من مناطق نفوذها في الشرق الأوسط وهناك شروط أخرى بطبيعة الحال لم تكشف عنها ولم تشترطها أمريكا وحلفاؤها الأوربيون خلال المفاوضات النووية وإنما عبروا عنها بعد إنجاز الاتفاق النووي كشروط تعجيزية.
إقرأ أيضًا: أحمدي نجاد يطالب بانتخابات رئاسية ونيابية نزيهة
كان الرد الإيراني واضحًا وصريحًا على لسان ولايتي كبير مستشاري المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية حيث أكد على لا شأن لفرنسا فيما يتعلق بمشروع إيران الباليستي كما عبر المتحدث باسم أركان القوات المسلحة الإيرانية مسعود جزائري ان ما يطالب به الأمريكيون حول القوة الباليستية هو حلم لن يتحقق وانه ناتج من إخفاقاتهم في المنطقة.
ليس من الصعب التكهن بنتائج الزيارة التي إستهلها لودريان بلقاء الجنرال شمخاني الذي أظهر استعداد بلاده للمواجهة العسكرية بدل الرضوخ لمطالبات الغرب التي لن تقف عند حد.
وربما لن يرغب الوزير الفرنسي بافتتاح معرض متحف اللوفر في العاصمة الإيرانية الذي تم إدراجه على أجندات زيارته للجمهورية الإسلامية الإيرانية في ظل الغيوم المخيمة على أجواء زيارته.