لقد أصبح من المؤكد أن حزب الله أمام مشكلة حقيقية في منطقة البقاع وغيرها من المناطق، إذ لم يستطع بعد السيطرة على الإعتراضات الإنتخابية المتراكمة بل هي تزداد يومًا بعد يوم على خلفية الوعي الجماهيري وتحرره من كل الشعارات الكاذبة التي يستخدمها حزب الله في حملته الإنتخابية حيث باتت هذه الشعارات بالنسبة لشريحة كبيرة من الناس مجرد فقاقيع لا تسمن ولا تغني من جوع.
يلجأ حزب الله في حملته الإنتخابية إلى أساليب دعائية غير مسبوقة تتخطى كل الضوابط الشرعية والدينية والأخلاقية والإنسانية، إذ لم يستطع تجاوز الإعتراضات المعيشية المحقة، ولا تجاوز الإنتقادات المنطقية على تركيب اللوائح وما تضمنت من شخصيات أساءت لجميع اللبنانيين، فلجأ الحزب إلى هذه المواجهة الرخيصة كوسيلة وحيدة للهروب إلى الأمام، مواجهة متفلتة من أي ضوابط شرعية ودينية وأخلاقية، وعن قصد تحاول الماكينات الإنتخابية في الحزب تسوّل الأصوات من خلال بثّ الدعاية الكاذبة باتجاه كل مرشح شيعي، ولم يسلم بعض المرشحين من رجال الدين من هذه السهام وكانت العمائم على رؤوس هؤلاء وهي الرمز الديني الشيعي لرجال الدين كانت هذه العمائم هدفا لنغمة الإتهامات الجاهزة لدى الحزب بالتخوين والعمالة والتبعية للسفارات والأجهزة العدوة.
إقرأ أيضًا: كلام في الإنتخابات: من هو الخائن لدماء الشهداء؟
إن المرحلة التي وصل إليها الحزب في هذه الحال لا تعبر إلا عن الإفلاس الديني والأخلاقي والإنساني وهو بهذا الأسلوب الرخيص يسيء لعمائم الحزب بالدرجة الأولى ولعمامة السيد حسن نصر الله الذي يتحمل وزر هذه الإساءة شخصيًا وهو بخطاباته يحرض من خلال بث الدعايات حول عمل بعض الأجهزة العربية والأميركية للإساءة لحزب الله.
الإساءة لحزب الله هي من خلال الأساليب الرخيصة التي يعتمدها الحزب والتي طالت مؤخرًا مجموعة من رجال الدين المرشحين لخوض المعركة الإنتخابية ببرامج واضحة ومعروفة وهي خدمة الناس ورفع الحرمان وتحصين مشروع الدولة، ولا تتضمن برامجهم الإنتخابية أي مشاريع سياسية داخلية أو خارجية ولا أي ولاءات خارج الحدود اللبنانية، وهنا تكمن المواجهة الحقيقية بين مشروع الدولة وبين المشروع الآخر الذي لم يستطع طوال أكثر من عشرين عامًا أن يكون إلى جانب الناس ومطالبهم المعيشية المحقة.
إقرأ أيضًا: حزب الله من إتهامات التخوين والعمالة إلى التسريبات الإعلامية المفبركة عدّة الشغل الإنتخابي
شرعية رجل الدين لا تؤخد من حزب الله ولا من حسن نصر الله وشهادة الشرف الوطني والإنتماء الوطني وشرعية العمل الديني والإجتماعي لا تؤخد من حزب الله ولا من حسن نصر الله، ولذلك فمن المعيب أن يصل خطاب الحزب إلى هذا الحد من الندالة والسفالة ومن المعيب أن تكون عمائم رجال الدين مادة لكيل الإتهامات والسخرية ولأن الشيء بالشيء يذكر فإن عمائم رجال الدين في هذا الحزب نفسه ليست بمنأى عن الإعتراضات وكلنا نعرف حجم الإنتقادات الحزبية لرجال الدين والعمائم داخل الحزب.
بالنسبة لحزب الله حجم المشكلة مع الناس كبير جدا ونحن نقدر هذا الأمر كما نقدر ضرورة الخطاب التحريضي الإنتخابي ولكن أن تصل الأمور إلى هذه الدرجة من التعدي الى الدين والعمامة برمزيتها فإن حزب الله بذلك يتجاوز حدود اللياقات الدينية والأدبية والأخلاقية ولا بأس أن تنكشف أخلاقيات هذا الحزب إلى الرأي العام وهي ستنقلب عليه لأن الحكم اليوم هو صوت الناخب وصندوق الإقتراع.