يقوم ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بزيارة مصر، الأحد، في إطار جولة تشمل بريطانيا والولايات المتحدة، للتباحث بشأن عدد من القضايا الإقليمية.
وقال بسام راضي المتحدث الرسمي للرئاسة في مصر، “إن الرئيس عبدالفتاح السيسي يستقبل الأحد، الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع بالمملكة العربية السعودية، ليحلّ ضيفا عزيزا على وطنه الثاني مصر في زيارة تستمر لمدة 3 أيّام”.
وتُولي القاهرة اهتماما خاصا بالزيارة، لأنها الأولى للأمير محمد بن سلمان منذ تعيينه ولياً للعهد في يونيو الماضي، وتؤكد الحرص على التحالف بين البلدين والتعاون في الملفات المشتركة.
وتأتي زيارة الأمير محمد بن سلمان للقاهرة مع دخول العملية الشاملة “سيناء 2018” لمواجهة الإرهاب مرحلة متقدّمة، وقبل بدء إجراء الانتخابات الرئاسية المصرية التي تجرى في 16 مارس، ما يؤكد الدعم السعودي الكامل للقيادة المصرية.
وتتشارك كل من القاهرة والرياض ومعهما أبوظبي والمنامة المواقف في ملفات إقليمية مهمة، منها الحرب في اليمن وعودة الشرعية، والتصدّي لنفوذ إيران في الشرق الأوسط، وفضح الممارسات القطرية في دعم الإرهاب والمتطرفين في المنطقة.
وأكدت مصادر دبلوماسية لـ”العرب” أن هزيمة الحوثيين أصبحت مسألة وقت، ويجري تنسيق على أعلى مستوى لدعم الشرعية في اليمن، وهناك خطط عسكرية وسياسية، تمّ التباحث حولها عمليّا خلال الأيام الماضية لإنجاز هذه المهمة، ووضع حدّ للتدخّلات الإيرانية في المنطقة.
ورجّحت المصادر بحث ملف القمة العربية المنتظر عقدها في الرياض قبل نهاية الشهر الجاري، وترتيب أولوياتها، كي يتمّ تجنّب تراشقات بعض الدول العربية لإفشالها.
وألمحت إلى أن إعلان الدوحة حضورها “في أي مكان” مؤخرا، ينطوي على استنفار مسبق لتخريبها أو إحراج الرياض، خاصة أن الشيخ تميم أمير قطر متوقّع أن يحضر بنفسه القمة العربية.
ولم تستبعد المصادر أن يتم بحث نقل القمة من الرياض إلى مقر الجامعة العربية لتفويت الفرصة على الدوحة ومنع استثمارها وتوظيفها سياسيا، بعد أن أصبح الإرهاب لصيقا بها، ورفضت طوال الفترة الماضية تبرئة نفسها منه.
وأوضح السفير رخا أحمد حسن مساعد وزير الخارجية المصري سابقا، لـ“العرب”، أن محاولات بعض الأطراف الدولية تقوية النظام القطري، باءت بالفشل، وكل جهود وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون أخفقت في تخفيف الضغوط الواقعة على الدوحة.
ولم يتوقّع رخا، أن تؤدي زيارة الشيخ تميم لواشنطن الشهر المقبل، إلى إحداث خرق على مستوى الأزمة القطرية العربية.
ومرجّح أن يكون الوضع الفلسطيني أحد الملفات التي سيتم بحثها خلال هذه الزيارة، في وقت يستعد الرئيس ترامب للإعلان عن خطته لتسوية القضية الفلسطينية المعروفة بـ“صفقة القرن”.
وقال طارق فهمي، الخبير المصري في الشؤون العربية، لـ“العرب”، إن القاهرة والرياض معنيتان باستعادة زخم الحديث عن القضية الفلسطينية على قاعدة حلّ الدولتين وفقا لمبادرة السلام العربية، قبل زيارة الأمير محمد بن سلمان لواشنطن في 19 مارس الجاري.
وأشارت المصادر لـ”العرب”، إلى أنّ واشنطن تنوي عرض خطة ترامب من خلال الدعوة إلى مؤتمر دولي قد يُعقد في إحدى الدول العربية بحضور إسرائيل، مرجّحة أن تكون شرم الشيخ مكانا مناسبا لانعقاده.
وتقدّم سمير غطاس عضو مجلس النواب، ببيان طالب فيه الخارجية المصرية إصدار إعلان فوري وقاطع لرفض استضافة مصر لأي مؤتمر لإعلان الخطة الأميركية للسلام.
يذكر أن الوفد العربي الذي زار بروكسل مؤخرا، وضم 6 وزراء خارجية، اجتمع مع مسؤولين أوروبيين، واطّلع على معلومات بشأن تفاصيل الخطة الأميركية، وطالب بتدخّل الأوروبيين لإجراء تعديلات عليها قبل تدشينها رسميا.
وضمّ الوفد وزراء خارجية مصر والسعودية والإمارات وفلسطين والأردن والمغرب، إضافة إلى الأمين العام للجامعة العربية.
وكشفت المصادر لـ”العرب” أن الأمير محمد بن سلمان سيشهد تدشين عدد من المشروعات السعودية في مصر، منها بدء المرحلة الأولى من جامعة الملك سلمان، والمدينة السياحية في منطقة أهرامات الجيزة المجاورة للقاهرة.
ولفت السفير محمد العرابي، وزير الخارجية المصري سابقا، وعضو لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب، لـ”العرب”، إلى أن ولي العهد السعودي لديه توجّه قوي لدعم التعاون الاقتصادي مع مصر، ومساندة الرئيس السيسي في مشروعاته الطموحة.
وأكد طارق الملا وزير البترول المصري، الخميس، أنه تمّ الاتفاق مع شركة “أرامكو” السعودية على توريد الخام إلى مصافي التكرير المصرية لمدة 6 أشهر بدءا من يناير.
وكانت السعودية اتفقت في أبريل 2016 على تزويد مصر بسبعمئة ألف طن من المنتجات النفطية المكرّرة شهريا لمدة 5 سنوات.