أعلن وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق أنّه وقّع "المرسوم النهائي الذي سيفتح الباب لتثبيت المتطوّعين في الدفاع المدني، ورفعته إلى مجلس الوزراء لإقراره في أوّل جلسة"، وكشف أنّ "العمل سينتهي قربياً على مشروع إدخال عناصر الدفاع المدني إلى جهاز إسكان العسكريين، كي يحصلوا على قروض سكنية ميسّرة، أسوة برفاقهم في بقية الأجهزة"، 
المشنوق الذي مثل رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، في الاحتفال باليوم العالمي للدفاع المدني، توجّه إلى الرئيس عون بالقول: "في عهدكم لبنان هو لبنان الآمن، وقد أوليتم اهتماماً كبيراً بالأجهزة الأمنية والعسكرية، وكان الحصاد بالاستقرار الأمني، بفضل الأجهزة الأمنية، وبفضلكم أنتم في الدفاع المدني". 
وزير الداخلية توجّه كذلك إلى المتطوّعين بالقول: " كما وعدتكم العام الماضي، وقبله، أعلن اليوم أنني وفيتُ بوعدي وكنتُ أميناً على حقوقكم، بلا منّة من أحد، بلا وساطات سياسية ولا خلافات إداري"، وأضاف: "لأنّ من واجب كلّ مسؤول أن يكون أميناً على حقوق الذين يسهرون على أمن اللبنانيين، ويقدّمون وقتهم وجهدهم وتعبهم، وأحياناً يخاطرون بحياتهم، من أجل مهنتهم وتطوّعهم. وأنتم قدمتم قبل عامين شهيدين لهم ولعائلاتهم كلّ العرفان والتقدير". 
ورأى المشنوق أنّ "جهودكم طوال السنوات الماضية لم تذهب سدىً. أزهرت أماناً وراحةً في شوارع لبنان، وجهوكم لن تذهب سدىً في المستقبل، لأنّها ستزهر أماناً في مسيرتكم المهنية والوظيفية".
ووعد المشنوق "بتوقيع اتفاقات ثنائية قريبا مع الدول التي وعدت بتقديم مساعدات تدريبية ولوجيستية، أبرزها مصر والأردن وروسيا"، وتابع: "الأكيد أنّ التنسيق بين الدفاع المدني اللبناني والأجهزة الرديفة له في دول عديدة، ومنها دول أوروبية، بات على مستوىً عالٍ". 
وجدّد التزام أمام المتطوّعين "بالسعي الدائم والمستمرّ لتأخذوا كامل حقوقكم، وأن أظلّ إلى جانبكم، مدافعاً مدنياً عن حقوقكم إلى حين الانتهاء من عملية تحديث الجهاز ورفعه إلى مستوى أجهزة الدفاع المدني الدولية لجهة تأمين أفضل الخدمات للمواطنين". 

وأثنى المشنوق على كلام السكرتير العام للمؤسسة الدفاع المدني الدولية، في رسالته السنوية، موافقاً على أنّ "العمل خلال السنوات المقبلة يجب أن يتمحور حول إنشاء منظومة كاملة للتجاوب مع الكوارث، من خلال تطوير القوانين وتحضير المواطنين، وبناء مركز تنسيق بين مختلف الأجهزة الحكومية". 
وكانت كلمة لمدير عام الدفاع المدني العميد ريمون خطار، الذي أشاد بالوزير المشنوق، قائلا إنّه "رجل لم يكن يوماً إلا حريصاً على تقدّم وارتقاء الدفاع المدني، بعديده وعتاده، لنكون صمام الأمان والاطمئنان"، وبشّر ببدء تنفيذ "الخطة الخمسية التي طلب الوزير المشنوق العام الماضي تنفيذها، وهي شملت وضع دراسات لإنشاء مبنى مركزي للمديرية العامة، وإنشاء معهد تدريب وإعادة تجهيز غرفة العمليات المركزية، وتطوير الاتصالات والمكننة، وتحفيز المجتمع على متابعة دورات تدريب لنشر التوعية". وشكر "الدعم الدولي والتدريب من سويسرا وفرنسا وإسبانيا وإيطاليا والنمسا والأردن وقبرص بالإضافة إلى الإتحاد الأوروبي والمركز الدولي لتطوير سياسات الهجرة في لبنان حيث تمّ إدراج المديرية العامة للدفاع المدني كجهاز مستفيد من المشروع أسوةً بباقي الأجهزة العسكرية والأمنية".
كما تحّدث رئيس "المنظمة الدولية للحماية المدنية" الدكتور فلاديمير كوفشينوف، الذي أشاد "بدور لبنان التاريخي والتأسيسي في "المنظمة" ونشاطه منذ العام 1972"، قائلا إنّ "لبنان من اوائل الدول التي فهمت الدور الضروري للدفاع المدني"، وشدّد على أنّ "التجارب الدولية علمتنا أن أفضل طريقة لمواجهة الكوارث والطوارىء هي في إنشاء جهاز لإدارة الكوارث في كلّ بلد، بالإضافة إلى إنشاء مركز عمليات للتنسيق بين مختلف الإدارات". 
وفي الختام قدّم الدفاع المدني درعاً تقديرياً إلى رئيس الجمهورية تسلّمه الوزير المشنوق، ثم بعد تقطيع قالب الحلوى قام الحاضرون بجولة على خمسة مشاغل تشرح كيفية عمل وحدات الدفاع المدني وفيها عيّنة عن المعدّات المستعملة أثناء تنفيذ المهمات.