تشكل الزيارة التي يقوم بها رئيس الحكومة سعد الحريري إلى المملكة العربية السعودية محطة فاصلة في إزالة جميع الإلتباسات التي حصلت بعد إستقالته من الرياض في ٤ تشرين الثاني من العام الماضي .
وإن كانت هذه الإستقالة قد تركت تأثيرها على علاقات تيار المستقبل ببعض حلفائه التقليديين كحزب القوات اللبنانية ، فإن زيارة اليوم ستؤسس لمرحلة جديدة قد نرى أولى ثمارها في الإنتخابات النيابية في ٦ أيار ٢٠١٨.
وقد حاول الطرفان إعادة تصحيح العلاقة بينهما قبل زيارة الحريري للسعودية ، وحصل تقدم واسع في هذا المجال ، لكنه لم يترجم حتى الآن تحالفا إنتخابيا وإستراتيجيا كما كان في ٢٠٠٩.
إقرأ أيضا : هل هي صفحة جديدة في العلاقات اللبنانية - السعودية أم مجرد رفع عتب ؟
وأمام هذه الإشكالية ، يطرح عدد من المراقبين أسئلة حول الأسباب ، فمنهم من يرى أن العلاقة لم تُصحح بعد بين الحليفين ، ومنهم من يعتبر أن المستقبل والقوات لو خاضا الإنتخابات من دون تحالف سيكون ذلك مكسب لهما أكثر من أن يتحالفا.
لكن بطبيعة الحال ، لا يمكن لأي تيار سياسي أَن يدخل الإنتخابات من دون تحالف إنتخابي شامل أو حسب الدائرة وإلا سيُلحق به هزيمة شنيعة.
من هنا ، لا يبدو مستبعدا حتى الآن إمكانية قيام تحالف إنتخابي بين المستقبل والقوات في دائرة الشوف - عاليه وزحلة وبيروت الأولى ، وفي هذه الدوائر يمكن للطرفين لو تحالفا الحصول على عدد مهم من المقاعد .
أما في دائرة البترون - بشري - زغرتا - الكورة ، فالإحتمالات مفتوحة ، لكن المستقبل سيكون أكبر المحرجين في هذا الدائرة ، كون معظم الأطراف المتنافسة هم حلفاؤه كالمردة والتيار الوطني الحر والقوات اللبنانية ، وبالتالي قد يفضّل المستقبل خوض المعركة وحيدا منعا لأي إحراج.
إقرأ أيضا : التحالفات الإنتخابية بين القوات والتيار والكتائب ... خيارات صعبة لكنها غير مستحيلة
وفي صيدا - جزين ، لا أمل للتحالف حتى الآن بسبب وجود جو صيداوي لا زال متحفظا على القوات اللبنانية لأسباب تاريخية .
بالمقابل ، تبدو معركة بعلبك - الهرمل مهمة للطرفين لإستراجع على الأقل مقعد سني وآخر ماروني أو كاثوليكي ، وفي حال حسما تحالفهما مع بعض الشخصيات الشيعية المعارضة فقد يستطيعوا معا الخرق بأكثر من مقعدين.
وعليه ، فإن تحالف القوات اللبنانية وتيار المستقبل لو حصل ، سيقلب الكثير من المعادلات وسيحقق مفاجآت لم تكن تخطر على بال كثر روجوا على مدى عام لخسارة مدوية لتيار المستقبل في هذه الإنتخابات .
والأمور رهن بالإتفاق بين معراب وبيت الوسط وما سينتج عن هذا الإتفاق من تحالفات إنتخابية ، إلا إذا كانت القناعة لدى تيار المستقبل بأن خوض الإنتخابات وحيدا منعا لأي إحراج داخلي وخارجي سيكسبه المعركة ويبقيه الأول لناحية العدد بين الكتل النيابية في البرلمان القادم.