افتتحت "مؤسسة مي شدياق"، قبل ظهر اليوم في فندق فينيسيا في بيروت، مؤتمرها السنوي السادس بعنوان "نساء على خطوط المواجهة" WOFL، Women On the Front Lines Beirut 2018 ، برعاية رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري ممثلا بنائب رئيس الحكومة وزير الصحة العامة غسان حاصباني وفي حضور وزيري التربية مروان حمادة وشؤون المرأة جان أوغاسبيان، سفير بريطانيا هيوغو شورتر، سفيرة الاتحاد الأوروبي كريستينا لاسن، النواب غازي العريضي، جيلبرت زوين ونبيل دي فريج، النائبين السابقين نايلة معوض وجواد بولس، وفاء ميشال سليمان، أمين عام حزب "القوات اللبنانية" شانتال سركيس، وفاعليات.
بعد النشيد الوطني، وكلمة الاعلامية رانيا زيادة أشقر، ألقت شدياق كلمة شكرت فيها الرئيس الحريري على منحه الرعاية لهذا المؤتمر، "خصوصا وأنه كان أكد حضوره وإلقاءه كلمة في جلسة الإفتتاح، رغم انشغالاته الكثيرة ونحن على مسافة أسابيع قليلة من موعد الانتخابات النيابية التي ستعقد في 6 أيار. إلا أن الضرورات السياسية الطارئة استعجلت تلبيته الدعوة لزيارة المملكة العربية السعودية!. شخصيا "ما زعلت... لا بل قلبيا فرحت"، عل هذه الزيارة تزيل الضباب وتعيد تقرب الأحباب".
ورحبت بالوزير حاصباني، "بمن نفخر أن يكون من أهل البيت، كونه ليس فقط صديق مؤسسة MCF، منظمة المؤتمر، وإنما أيضا أحد أعضاء مجلس الأمناء".
وقالت: "أظن أنكم جميعا توافقوني الرأي بأننا بين الحريري وحاصباني نحن فرحون بهذه ال New version من السياسيين الديناميكيين، الذين أدخلوا New Trend الى المشهد اللبناني، نأمل أن يصيب بالعدوى سائر السياسيين اللبنانيين، الذين لا يزال أداء بعضهم، رائحته Naphtaline".
وهنأت المرأة بمناسبة يوم المرأة العالمي، كما هنأت الرجال، "عل بعض الذين لا يزالون يعيشون فكريا في القرون الوسطى، يستوعبون أن الرجولة لا تكمن في فرض الرجال رأيهم بالقوة على النساء وتحجيم دورهن والتقليل من قيمتهن وإنما في الإقرار بأنهن نصف المجتمع وبأنه آن الأوان لإعادة صياغة القوانين لتعطي المرأة كامل حقوقها بغض النظر عن الإعتبارات الإجتماعية البالية والقيود الدينية الرجعية".
وقالت: "في لبنان دارت بنا الأيام وعدنا الى ظاهرة ترهيب الصحافيين أو بالأحرى الصحافيات من قبل بعض رموز حقبة الإحتلال السوري الذين اعتادوا العمل الأمني والمخابراتي وعادوا اليوم الى ممارساتهم القمعية مستبقين دخولهم جنة البرلمان بإرسال الإنذارات والتهديدات، إعتراضا على تعبير الإعلاميات عن آرائهن عبر وسائل الاعلام أو بشكل أكثر دقة، عبر وسائل التواصل الإجتماعي".
وتابعت: "قلنا ونقول: بئس هذه الأيام مع Hashtag أو بلا Hashtag، بئس هذه الأيام التي تقتل فيها ثماني نساء على يد رجال خلال شهرين والمسؤولون يتفرجون. بئس هذه الأيام التي عجزت فيها كل الحركات النسائية مجتمعة عن فرض كوتا على اللوائح في الإنتخابات النيابية المقبلة والرجال منتشون. بئس هذه الأيام التي لم يتخط فيها تصنيف لبنان الدولي من حيث التمثيل النسائي النيابي نسبة ال 1,3% والمشرعون في لا يبالون".
وأكدت شدياق، انه "آن الأوان للانتفاض على هذا الواقع"، وقالت: "علينا البدء من مكان ما، فأهم الإنجازات تبدأ بخطوة أولى. لا شك أن Sheryl Sandberg وهي COO Facebook على حق بقولها: "Done is better than perfect" انها بداية لمعركة طويلة، سوف توصل في نهاية المطاف المزيد من النساء الى البرلمان، ونأمل في أحد الأيام الى الوزارات ولما لا رئاسة الدولة". وقالت: "ليس الامر مستحيلا فلقد تحققت مثل هذه المعجزة (إذا صح التعبير) في سري لانكا التي كانت لها أول رئيسة وزراء في العالم في الستينيات، كذلك في النيبال ورومانيا ومؤخرا في صربيا".
اضافت: "من هذا المنبر، أدعو المرأة اللبنانية الى الانخراط جديا في العمل السياسي وفرض نفسها من خلال كفاءتها وخبرتها. وتحية الى كل السيدات اللواتي تجرأن على رفع التحدي وترشحن، حتى لو وجدن صعوبة في إدراج أسمائهن على لوائح الأحزاب التقليدية المنظمة التي لها حظوظ أكبر بالفوز".
وتابعت: "ولغير المؤمنين بأحقية وجود المرأة في الحياة السياسية في لبنان وبأهمية مشاركتها الفاعلة في العمل التشريعي نقول: لا نريد "مرشحي صدفة" ولا نريد نوابا زيادة عدد ومناظر أكان من النساء أو من الرجال. ولا نريد نوابا فقط ليعزوا ويهنئوا، نريد نوابا يعملون ليؤمنوا حقوق المواطن، نوابا يكونون قدوة لأجيال الغد."
وأعلنت ان المرأة "استطاعت بجهدها ومثابرتها، وبدعم النواب المؤمنين بأحقية مطلبها، الغاء المادة 522 من قانون العقوبات، رغم المخاوف من استغلال البعض للثغرات القانونية للافلات من العقاب، عبر رواسب المادتين 505 و 518". وقالت: "لن تهدأ نساء لبنان قبل وقف الجرائم التي تقع بحق القاصرات من خلال الزواج المبكر،
لن تهدأ نساء لبنان ما دام هناك من يحاول تمييع قضايا المرأة ووضع ملفاتها في "جوارير النسيان"، لن تهدأ نساء لبنان قبل تحقيق العدالة المرجوة وازالة الفوارق المجحفة، لن تهدأ نساء لبنان قبل تشريع القوانين اللازمة لحماية الفتيات والنساء من هذه الجرائم، بما فيها موضوع التحرش الجنسي".
وتابعت: "إذا كانت لدينا مشاكلنا الخاصة، فإن مجتمعنا يلتقي، لا شك، مع ظواهر مريبة أثارت الرأي العام في مختلف أنحاء العالم مؤخرا. تماما مثل حملة #MeToo التي انطلقت في الولايات المتحدة الأميركية اعتراضا على تعرض النساء للتحرش خصوصا في مجال العمل السينمائي. في المقابل هناك أيضا مبادرات ريادية كالتي جرت في ايسلندا من أجل حظر قانوني لعدم تكافؤ الأجر على أساس الجنس. هناك أيضا قصص أخرى قد لا تشبه واقعنا كثيرا ولكنها مثيرة للإنتباه، كمثل ما أقدمت عليه الرئيسة الليبيرية Ellen Sirleaf Johnson، وهي أول رئيسة دولة منتخبة في أفريقيا، حين تجرأت وخرقت التقاليد القبلية والدينية، وأصدرت في آخر يوم لها في منصبها، أمرا تنفيذيا يحظر تشويه الأعضاء التناسلية للفتيات، وهي ممارسة مؤسفة تجري على ملايين الفتيات في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا".
وقالت: "اليوم، نستمع الى السيدة رولا غاني، السيدة الأولى الاستثنائية في أفغانستان والتي اتخذت قرارا جريئا بالانتقال إلى الخدمة العامة لتحفيز الفتيات الأفغانيات وتفعيل دور المرأة في المجتمع القبلي الأفغاني. إنها لا شك مهمة شاقة في بلد مضطرب لا يزال يعاني من تشدد الطالبان".
واكدت اننا "مقتنعون بأن جذور Roula Saade Ghaniاللبنانية، هي التي أعطتها هذا الدفع لتحدي الصعاب ولتجرؤ حيث لم تجرؤ الأخريات".
واشارت الى "معضلات أخرى تستحق التوقف عندها، وهي متفاقمة في بعض البلدان التي تعاني من الصراعات والحروب، ألا وهي آفات تجارة الجنس، وإساءة معاملة الفتيات والنساء في مخيمات اللاجئين واستغلالهن جنسيا". وقالت: "يكفينا مثالا ما كشفته مراسلة الCNN الشجاعة السودانية Nima Al Baguir في تقرير سري لها من ليبيا عن ازدهار تجارة الرقيق الحديثة أو ال New Slavery في العالم".
وتابعت: "أما في سوريا وتركيا ولبنان والأردن، فتفيد التقارير عن تعرض المهاجرات للاتجار والاستعباد بمعدلات أعلى مما كانت عليه في السنوات السابقة بسبب استمرار الإفلات من العقاب وغياب المبادرات الدولية الجدية. إنها لحلقة مفرغة، الخروج منها يحتاج الى مبادرات قيادية شجاعة من قبل المنظمات الإنسانية والضحايا على حد سواء.. والمتحدثات معنا اليوم في محور "تجارة الرقيق"، خضن هذه التجربة وستشاركن في الحلقة الحوارية الى جانب Princess Okokun وهي احدى الناجيات من الاتجار بالبشر في نيجيريا".
وقالت: "المتحدثات في WOFL اليوم يأتين أيضا من مجالات مختلفة، كالفن والتمثيل (مثل Rita Hayek التي ستغادرنا مباشرة بعد الندوة الى Hollywood حيث يتسابق لأول مرة فيلم لبناني هو The Insult القضية 23 للمخرج زياد دويري لنيل ال OSCARS عن أفضل فيلم أجنبي)، إضافة الى مجالات الأعمال والتكنولوجيا والدبلوماسية وصناعة القرار السياسي والإقتصادي لمناقشة قضايا المرأة وإلقاء الضوء على نجاحات وانجازات دفعت مسيرة استعادة الحقوق النسائية الى مستويات غير مسبوقة".
ثم تحدث الوزير حاصباني، فقال: "شرفني دولة الرئيس سعد الحريري بتمثيله اليوم، وكان يريد ان يكون حاضرا شخصيا، ولكن الظروف لم تسمح. انا من اهل البيت، وكنت دائما اشارك في أعمال "مؤسسة مي شدياق"، وانا سعيد ان اكون هنا شخصيا مرة جديدة لاشارك في هذه اللقاءات واستمع الى كل الافكار القيمة، من اللواتي كن حقا في خطوط المواجهة الامامية وما زلن يعملن لتحقيق الاهداف السامية".
وتابع: "نقول ان دور المرأة اليوم يتغير، وهي اليوم تلعب دورا اسياسيا في التحول الاجتماعي، وذلك نتيجة انخراط اكبر في المجتمع الانتاجي من اعمال وسياسة ومجتمع مدني وغيره. ولكن بالفعل لطالما لعبت المرأة عبر التاريخ ادوارا مفصلية، وما زالت حتى اليوم، فالنساء لطالما كن على الخطوط الامامية للمواجهة، وهناك أدلة كثيرة عبر التاريخ منها:الملكة اليزابيت الاولى ابنة الملك هنري الثامن والذي كان معروفا بمشاكله مع النساء، هي دحضت الهجوم الاسباني الكبير على انكلترا وقادت جيشها بنجاح، فحولت وجه التاريخ في معركة واحدة. مارغرت تاتشر المرأة الحديدية التي قادت اكبر عملية تحول سياسية واقتصادية في التاريخ، ولعبت دورا اساسيا في تأسيس مفاهيم الاقتصاد الحر، وايضا الام تيريزا التي قدمت نموذجا مختلفا عن القيادة، وكانت دائما على الخطوط الانسانية الامامية".
واضاف: "يمكن تعداد نماذج كثيرة وصولا الى يومنا هذا، الى امثال كريستينا لاغارد، انجيلا ميركل وغيرهم واقرب لنا بكثير من ذلك مي شدياق".
ولفت الى "ان ما يجعل المرأة تلعب دورا كبيرا في المجتمع، ليس دورا يعطى لها من قبل الرجل، بل حالة تخلقها بنفسها. فعلى المجتمع ان يتيح الفرص المتكافلة لجميع عناصره، فتتساوى المرأة بالرجل ويتساوى الرجل بالمرأة من حيث الفرص، اما الباقي فيعتمد على القدرات الشخصية وليس التمييز الجندري".
وأشار الى ان "الحرية والمساواة لطالما كانت مكتسبة وهي تؤخذ ولا تعطى، فعلينا المثابرة في العمل على تحقيق هذه المساواة، ولكن مع الحفاظ على الاختلاف بين الرجل والمرأة. فالمساواة لا تعني نسخة طبق الاصل او الاستنساخ، فعناصر الاختلاف في تكوين شخصية المرأة والرجل تجعل من المرأة عنصرا يكون اكثر فعالية في الكثير من المجالات عند تساوي الفرص. فالانتباه الى التفاصيل والقدرة على التحمل والمثابرة والذكاء العاطفي والقدرة على التعامل مع مهام متعددة في الوقت عينه، وقدرات اخرى كثيرة تجعل المرأة اكثر قدرة على التأثير في المجتمع من الرجل في مناطق واماكن واحيان كثيرة. لكن علينا ايضا، الا ننسى او نزيل دور المرأة في توجيه وبناء المجتمع كأم وزوجة واخت وصديقة، فهذا الدور ايضا غير قابل للتجيير، لذلك تحمل المرأة في مجتمعنا الحضاري مسؤوليات كبيرة ومتزايدة ومتعددة".
وختم مؤكدا انه "علينا ان نعمل على تحرير المرأة من القيود الاجتماعية كالقوانين المجحفة بحقها، والعنف، وأمور مثل زواج الطفولة في بعض المجتمعات وغيرها من الحالات المؤسفة، وتأمين الفرص المتوازية لها مع الرجل لتختار هي وحدها مصيرها ومسيرتها".
ثم بدأت جلسات المؤتمر الحوارية شارك فيها سفراء وفاعليات اعلامية وفنية نسائية.