أكّد رئيس حزب "القوّات اللبنانيّة" سمير جعجع انه سيكون لـ "القوّات" مرشحين في الأغلبيّة الساحقة من الدوائر والمرشحين المفترضين هم من حملة التغيير الفعلي وليس بالقول فقط والإصلاح في العمق وليس بطرق أخرى، وهؤلاء المرشحين سيكونون على شاكلة نواب القوّات الحاليين ووزرائها"، متمنياً على رؤساء المراكز تكثيف جهودهم وعملهم باعتبار ان الإنتخابات المقبلة ستحدد مسار البلاد في السنوات الأربع المقبلة".
وفي كلمة له خلال حفل تخريج دورة الكوادر السياسيّة الرابعة لرؤساء المراكز الذي ينظمه جهاز التنشئة السياسيّة في حزب "القوّات اللبنانيّة"، أكد أن "الإنتخابات النيابيّة كما الإمتحان، صحيح أنه على الجميع مضاعفة الجهود في الأشهر الأخيرة قبلها إلا أن هذه الجهود هي من أجل استثمار العمل الذي كانوا يقومون به في الثماني سنوات الأخيرة فإن كانوا قد قاموا بعمل جيّد فبجهودهم المكثفة سيتمكنون من استثمار هذا العمل والوصول إلى نتيجة جيّدة وخلافاً لذلك ومهما عززوا جهود الآن فلن يصلوا إلى أي نتيجة إيجابيّة"، مشدداً على أن "القوّات اللبنانيّة" هي من الأحزاب التي كانت تذاكر بشكل يومي.
ولفت جعجع إلى أن "دور رؤساء المراكز في الماكينة الإنتخابيّة محوري وأساسي إلا أن الدور الأهم الذي يجب عليهم القيام به هو المذاكرة بشكل مستمر على مدى السنوات الأربعة بمعنى أنهم إن كانوا يسهرون على أعضاء المركز وأهالي قراهم ويتعاطون معهم بالشكل المطلوب ويساعدونهم قدر المستطاع". وقال: "إن المفهوم الشائع في أن على كل رئيس مركز أن يكون لديه مخصصات بملايين الدولارات من أجل إعطاء الناس المال كلما احتاجوا هي نظرة خاطئة جداً وقد أدخلت إلى السياسة في لبنان خلال السنوات العشرين المنصرمة إلى حد أن العمل السياسي أصبح يكاد يتحوّل إلى مجرّد توزيع الأموال والذي يوّزع أكثر هو من يربح"، منتقداً هذا الأمر الوضع الذي ما هو إلا تشويه كبير للعمل السياسي ولا سيما للإنتخابات النيابيّة.
وأوضح جعجع أن "ما يطلبه المواطن هو أن نكون إلى جانبه وأن نسعى قدر المستطاع لمساعدته فإن تمكنا من ذلك فهذا أمر جيّد جداً إلا أنه في الحال المعاكسة فمجرّد أن يرى المواطن أننا بذلنا قصارى جهدا وأبدينا كل نيّة إيجابيّة في مساعدته وشاركناه لحظاته الحرجة فهذا أكثر من كافٍ بالنسبة له"، مضيفا: "يمكننا ان نلجأ إلى "النق" والتشكي من زحمة السير والكهرباء والمياه والموازنة العامة وأي أمر آخر إلى أن هذا الأمر لن يجدي نفعاً فيما المجدي هو الفعل فقط والتأثير الفعلي في هذه المسألة لا يتطلّب جيوشاً جرّارة وإنما مجرّد أن يدلي المواطن بصوته لصالح أشخاص أكفاء للوصول إلى الندوة البرلمانيّة فهذا سيؤثر كثيراً على الواقع"، مذكراً بأن "القوّات اللبنانيّة" استطاعت بتأثيرها المحدود ان تغيّر الكثير في المسار السياسيّ العام فاذا أصبح لديها تمثيل أكبر وبالتالي تأثير أكثر يمكنها أن تغيّر أكثر في الواقع العام.
ودعا جعجع إلى "إزالة المفهوم القائم بأنه لا إمكانيّة لإصلاح هذا البلد أنه خاطئة وهناك إمكانيّة كبيرة للإصلاح ولكن هذا الامر مرتبط بشكل مباشر بالمواطنين الذين عليهم الإقتراع لصالح المصلحين لا اللجوء إلى "النق" طيلة أربع سنوات ليعودوا ويقترعوا لصالح النواب الذين أوصلونا إلى ما نحن عليه اليوم"، مشدداً على أن "الإنتخابات المقبلة مهمة جداً لأنها المدخل الأساسي للتغيير الذي لا يتطلب في لبنان حرق الدواليب أو إقفال الطرقات والتمرّد وإنما جل ما يحتاجه هو التصويت بالنحو المطلوب باعتبار أن لبنان بلد ديمقراطي بكل ما للكلمة من معنى وإذا لم نستفد من هذه الديمقراطيّة فالملامة ستقع علينا لا على السياسيين".
وأشار الى أن "بعض الناس يلعنون السياسيين مئات المرّات في اليوم الواحد وبالرغم من أن هؤلاء السياسيين يستحقون اللعنة عشرات الآلاف من المرات إلا أن من يلعنهم عليه ألا ينسى أنه هو من اقترع لهم وأتى بهم إلى سدّة الحكم. من هذا المنطلق اللعنة لا تفيد بشيء إلا أن الإقتراع بالشكل الصحيح هو المدخل للتغيير"، لافتا إلى انه "إذا ما كنا نشيّد منزلاً نحتاج إلى مهندس لذلك فإن كان هذا المهندس غير كفؤ فعندها علينا تغييره بمهندس آخر وليس بمحام أو طبيب وبعض الناس في لبنان يطالبون بتغيير جميع السياسيين ويقومون بتغيير المهندس بمحام أو طبيب".
من جهة أخرى، لفت جعجع الى "أننا نلتقي اليوم في الذكرى الـ24 لتفجير كنيسة سيّدة التجاة التي سيذكرها التاريخ اللبنانيّ إلى أبد الآبدين لأن قيام السلطة بتفجير إحدى الكنائس من أجل أن توقع بأحد الأحزاب السياسيّة فقط لأنه معارض ما هو إلا تعدّ واقعة فريدة من نوعها في تاريخنا اللبنانيّ"، مشيراً إلى أنهم "لا يزالون حتى اليوم يحاولون الإيقاع بهذا الحزب المعارض إلا أنني لا أعرف لماذا لم يعد لديهم القدرة على تفجير الكنائس ولكنهم للأسف يحاولون بطرق أخرى القيام بذلك على خلفيذة أن هذا الحزب غير مناسب لهم في المجالات كافة".
وشدد على أن "السلطة القائمة هي التي فجّرت الكنيسة فأنا منذ اللحظة الأولى أدركت ما كان يخطط لنا وذلك بمجرّد أنه تم اتهام "القوّات اللبنانيّة" مباشرةً لحظة وقوع الإنفجار بالرغم من أن لا علاقة لـ"القوّات" بهذا الإنفجار"، مشيراً إلى أن "ما قامت به السلطة بالإتهام المباشر لـ"القوّات" كان من أجل تغطية الفاعليين الحقيقيين وهم تلك السلطة بحد ذاتها والإستفادة من ذاك التفجير من أجل إلباس التهمة بـ"القوّات اللبنانيّة" وحل الحزب وسوق قادته إلى السجون وهروب من بقي منهم خارجها".