نشرت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية تقريرًا للجنرال عاموس يلدين، مدير معهد الدراسات الأمنية في جامعة تل أبيب، وكان قد شغل منصب مدير الإستخبارات العسكرية، تحدّث فيه عن فصل جديد وخطير في سوريا
 

وقال الكاتب: "بدلاً من أن نرى الصراع على حدودنا الشماليّة يتراجع، نشهد تصاعدًا مع توسّع الحرب الى حرب دوليّة وليس حربًا بالوكالة فحسب". وأضاف: "تظهر الوقائع على الأرض في سوريا أنّ "المنافسات القديمة بين لاعبين أساسيين في سوريا لقتال "داعش" مثل الولايات المتحدة، روسيا، إيران، تركيا، النظام السوري والأكراد، عادت الى الواجهة".

ولفت الى أنّ العملية السياسية للوصول الى إتفاق في سوريا مرّ بثلاث قنوات ديبلوماسيّة: في أستانة بقيادة روسيا وإيران وتركيا، وفي جنيف بقيادة الولايات المتحدة، وفي سوتشي بقيادة روسيا، ولم تحقّق أي منها نتائج مثمرة.

ومع شلل الإتفاق العسكري والديبلوماسي، يقوم النظام السوري بقصف مناطق تسيطر عليها المعارضة، وأكبر دليل على ذلك أحداث الغوطة الشرقيّة الأخيرة، وفقًا للكاتب.

وأشار إلى أنّ التطورات في سوريا اليوم على مستويات إقليميّة ودوليّة. ففي الأشهر الماضية ذهبت القوى الى معارك مباشرة، ولذلك اتسعت رقعة الصراع بدلاً من أن تتراجع حدّة القتال، واشتعلت بعض الجبهات القديمة:

الولايات المتحدة وروسيا: خلال اشتباك بين القوات الأميركية والجيش السوري الذي حاول اجتياز نهر الفرات في الشرق، بلغ عدد القتلى 300 مقاتل، يضمّون "مرتزقة" من روسيا، ويعدّ التواجد الروسي والمعلومات الأخيرة عن نشر موسكو لمقاتلات من نوع "الشبح" أجندة جديدة وواضحة ضد الوجود الأميركي في سوريا. كذلك حصل توتّر آخر بين واشنطن وموسكو تمثّل بالتصريحات الأميركية حول الردّ القادم بعد اتهام النظام السوري بتنفيذ هجمات بأسلحة كيماويّة.

تركيا – روسيا: تركيا منخرطة في الحرب السورية منذ اندلاعها، ولو كانت بشكل غير مباشر، وطلب أنقرة بالتخلّي عن الرئيس السوري بشار الأسد لقي رفضًا من قبل روسيا وإيران. وبالإضافة الى ذلك، تواجه تركيا مشكلة التواجد الكردي على حدودها.

الولايات المتحدة – تركيا: هناك مشكلة كبيرة بين هاتين الدولتين، فقد تمكّنت "قوات سوريا الديمقراطية" وبدعم أميركي من تحقيق تقدّم، أمّا تركيا فلديها قلق من تأسيس كيان كردي مستقل على حدودها، وقد هدّدت ولمّحت الى إمكانية وقوع إشتباك مع القوات الأميركية.

إيران – إسرائيل: ظهر توتّر في 10 شباط في الأجواء السورية بين إيران وإسرائيل، فالقرار الإيراني هو بترسيخ الوجود في سوريا، أمّا القرار الإسرائيلي فهو بمنع طهران من ذلك، وما جرى يعدّ قنبلة متفجرة خطيرة، خصوصًا مع بدء استعادة الرئيس السوري بشار الأسد وإيران للحكم في جنوب سوريا، وتزداد الأزمة إذا حقّق الإيرانيون ما يريدونه بإنشاء مصنع للصواريخ البالستية الموجّهة والدقيقة في سوريا ولبنان، وفقًا للكاتب.

وختم الكاتب مقاله بالإشارة الى أنّ المعركة فيها عدد من اللاعبين الذين يرغبون بالتصرّف مباشرةً ضد أعدائهم أو منافسيهم في سوريا، ولذلك فإنّ العام 2018 لا يشير إلى نهاية الحرب في سوريا، وما يحدث هو بداية لفصل جديد وخطير.