كتب الناشط عماد بزي على صفحته الخاصة في الفايسبوك بوستا حذّر فيه من ما قيل أنها قارورة غاز تم العثور عليها في الأوزاعي.
وجاء في بوست بزي ما يلي: "لا أقصد إثارة الهلع بأي شكل من الأشكال، لكن شاهدت منذ قليل صوراً لما قيل أنها "للقارورة" التي وجدت على شاطىء الأوزاعي، وقرأت ما نشرته الصحافة عنها، إضافة الى بيان قوى الأمن الداخلي والجيش ووزارة البيئة ومسؤولين من الهيئة الوطنية للطاقة الذرية.
لست خبيراً في الذرة بالتأكيد، لكن من معلوماتي ومشاهداتي المتواضعة جداً بالموضوع كوني شغلت سابقاً مركز المسؤول الإعلامي لمنظمة غرينبيس ومن ثم عملي مع الأمم المتحدة في ليبيا....
أولاً: الى وسائل الإعلام، هذه ليست قارورة غاز ولا بأي شكل من الأشكال، هذه علبة إحتواء صغيرة للمواد والنفايات المشعة Type A.
ثانياً: الأمر خطير للغاية، لأن ما أسموه قارورة غاز بخفة لا تحتمل هو في الحقيقة علبة الإحتواء الداخلية لمستوعب المواد المشعة وليس المستوعب بذاته، في العادة تكون مغلفة بالرصاص والإسمنت والمواد التي تمتص الصدمات والطاقة والأشعاعات المتسربة وتكون أصلاً في داخل مستوعب أكبر على شكل برميل أو علبة.
ثالثاً: في حال كانت علبة الإحتواء قد رميت هناك، هذا معناه أن ثمة من ادخل الى لبنان مستوعب مواد مشعة وفككه ورمى علبة الإحتواء الداخلية متسبباً بتسرب المواد المشعة الخطرة للغاية، خاصة أن هذه المستوعبات لا يتم تصديرها فارغة!.
رابعاً: كل من لمس العلبة أو إقترب منها أو كان على تماس مع الماء او الصخور القريبة منها، هو بحاجة الى فحوصات فورية.
خامساً: من المستحيل تنظيف هذه العلب من البقايا المشعة، في العراق بعد الحرب قام بعض السكان بإستخدام البراميل الفارغة من مصانع صدام حسين التي تعرضت للقصف وجعلوها براميل لتخزين المياه، وبالرغم من ان هذه البراميل لم تستخدم قط، إنما وجودها في ذاك المصنع عنى انها تحمل اشعاعات خطرة ثبت بعدها اصابة العديد من سكان هذه القرى بالسرطانات المميتة.
سادساً: في حال اتت العبوة عن طريق البحر، فهذا أمر لا يمكن التكتم عليه، ستظهر نتائجه فوراً بإختفاء الحياة البحرية في المنطقة المصابة بالإشعاعات بشكل كلي في كامل البقعة.
سابعاً: كم مواطن وطفل لمس العبوة؟ ومن إكتشفها وأبلغ عنها قبل حضور قوى الأمن الداخلي وعزل المكان؟ من الضروري جداً معرفة هذا الأمر لتفادي أي عواقب على صحة المواطنين والعسكريين
.
ثامناُ: العبوة تخص شركة Gamma Industries والكارثة أن هناك من فكر ووضع إحتمالية أن يكون أحد ما قد وضع الملصق عليها لإخافة الناس، هذه أمور لا تحتمل الخفة الصحفية ولا التحليلات في التعاطي معها..
الدولة اللبنانية بكافة أجهزتها مطالبة الآن وفوراً وبكل السبل المتاحة بالكشف عن كافة تفاصيل هذه الحادثة، وبحذافيرها، وبشفافية مطلقة لأن بيان "لا داعي للخوف" هو بحد ذاته مثير للقلق والخوف بل الهلع! ولا يعطي أي تفسير علمي ومنطقي، خاصة أن للمسؤوليين اللبنانيين سوابق في صفقات إستيراد مواد كهذه ودفنها في مناطق لبنانية أثناء الحرب الأهلية، كما اننا نفتقد الى الخبرات اللازمة للتعاطي مع الأمر ومع حالات التسرب الشعاعي إن كانت العبوة قد فككت في لبنان. أو طمأنة المواطنين في حال كانت العبوة فارغة من الأساس ولا خطر منها (مع الإجابة على كيفية وصولها الى لبنان)، إنما من غير المقبول بأي شكل من الأشكال أن لا يتم التحقيق بالأمر والوصول الى نتائج حاسمة بأسرع وقت، وحذار من خبرية قارورة الغاز... اكرر هذه ليست قارورة غاز..
مرفق: صورة عبوة الإحتواء في الأوزاعي
صورة أخرى لمستوعب Type A
صورة للمستوعب الأصلي الذي تكون العلبة (القارورة) بداخله".