وذكرت "الغارديان" عندما أعلن عن وقف لإطلاق النار برعاية الأمم المتحدة يوم السبت، 24 شباط، بحث سكان الغوطة مرةً أخرى عن الاختباء، خوفاً من أنَّ ما سيحدث بعد ذلك لن يشبه السلام في شيء.
بعد يومين تقريباً من ذلك، ومع التقاط المزيد من الجثث المنتشلة من تحت الأنقاط، والأطفال القتلى الملفوفين في الأكفان، واستمرار الطائرات الحربية الروسية والسورية في إثارة الرعب من السماء، ومزاعم بهجوم جديد بالكلور، فمن الواضح أنَّ الهدنة المزعومة لم تؤد حتى إلى هدوء.
وأضافت الغارديان، كما هو الحال منذ بدء الحرب، فشلت الأمم المتحدة مرةً أخرى في وقف المعاناة في سوريا، أو حتى إبطائها. في حمص وحلب، والزبداني ومضايا، وإدلب، والآن الغوطة، فشلت الإرادة الدولية في وجه أنصار الحرب بلا قيود. لقد أصبحت الوحشية مطلقة الأيدي لتفكك سوريا روتيناً إلى حد أنَّ أولئك الذين يحاولون منعها قد أصبحوا عملياً ضامنيها.
روسيا خرقت تعهداتها
وبحسب الصحيفة البريطانية فإن روسيا، أحد أطراف قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، خرقت تعهدها خلال ساعات، فأرسلت الطائرات الحربية لإسقاط المزيد من القنابل بينما شنَّت القوات السورية والقوات المدعومة إيرانياً توغلاتٍ برية في هذه المنطقة المعارضة. وبالنسبة لقرارٍ ملزم، لا يُعَد هذا التصرف بادرةً لطيفة.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد أعلن أمس، الإثنين 26 شباط، عن توقف للقصف لمدة خمس ساعات، بزعم السماح بدخول المساعدات. وتُهمِّش هذه الخطوة، حال جرى تطبيقها، الأمم المتحدة بصفتها صانعة قرار، وهو ما حاول الزعيم الروسي فعله طوال الأزمة؛ إذ نصَّب نفسه وجيشه حكاماً نهائيين فيمن يحصل على طعام أو يُقتل.
الأمم المتحدة مكروهة مثل هيئة تحرير الشام
وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أن هناك حالة استياء من هيئة تحرير الشام داخل الغوطة تقريباً مثل التي تواجهها الأمم المتحدة. إذ يقول المواطنون وأعضاء أكبر جماعتين معارضتين، جيش الإسلام وفيلق الرحمن، إنَّ الجهاديين في الغوطة ليس لهم نفوذ، وليس لهم أي روابط مباشرة بمعقلهم في محافظة إدلب التي تدير القاعدة معظمها. وقد كانت كلتا المجموعتين طرفاً في أكثر من وقفٍ لإطلاق النار وُقِّع مع روسيا في محادثات خفض التصعيد في الأستانة. وكلتاهما ليستا مُصنَّفتين منظماتٍ إرهابية.
الخروج من حلب
وعادةً ما كانت تتضمن الصفقات تحولاتٍ سكانية؛ فيغادر المقاتلون أولاً، ثم يُنقَل السكان بأعداد كبيرة إلى حيث يُجبَرون على الاختلاط بالجهاديين. ثم بعد ذلك بوقتٍ قصير لا يكون ثمة أي تمييز. بالنسبة للنظام وداعميه، الذين كانت الانتفاضة في أعينهم تتعلق بالجهاد العالمي في المقام الأول، ستعود الأمور إلى سيرتها الأولى.