استقبل الرئيس العماد ميشال سليمان في الاولى والنصف من بعد ظهر اليوم في دارته في اليرزة، الموفد الملكي السعودي المستشار في الديوان الملكي نزار العلولا يرافقه السفير السعودي وليد اليعقوب والوزير المفوض وليد بخاري، وجرى عرض للعلاقات الثنائية بين البلدين والاوضاع في المنطقة.
في مستهل اللقاء نقل الموفد تحيات القيادة السعودية الى سليمان وتقديرها "للدور الوطني والعروبي الذي اضطلع به في قيادة الجيش ورئاسة الجمهورية، وراهنا في العمل الوطني، وهو صاحب الرأي السديد والنظرة الثاقبة والذي نستنير بآرائه في كل الظروف والاوقات"، مطلعا سليمان على اهداف زيارته واللقاءات التي يعقدها.
وشكر سليمان العاطفة السعودية تجاهه وتجاه لبنان محملا الموفد الملكي تحياته الى القيادة السعودية وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي العهد الامير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، وتم التطرق الى استضافة المملكة العربية السعودية لمؤتمر القمة العربية التي تنعقد في الرياض أواخر شهر آذار المقبل.
وأمل سليمان "أن تشكل القمة محطة انطلاق جديدة للعمل العربي المشترك ووضع الاسس العملية لحل الخلافات العربية العربية، بحيث تكون قمة المصالحة العربية بامتياز".
وتناول البحث التهديدات الاسرائيلية ضد لبنان، وآخرها بناء الجدار الاسمنتي عند الحدود الجنوبية ومحاولة قضم اجزاء من الاراضي اللبنانية ومساحات من المياه اللبنانية في المنطقة الاقتصادية الخالصة ومحاولة السطو على الثروة النفطية والغازية اللبنانية. وتم التطرق الى قضية القدس والمسجد الاقصى وكنيسة القيامة والاجراءات الاسرائيلية التي من شأنها تفجير الوضع.
وأكد المجتمعون وجوب احياء العلاقات الثنائية بين لبنان والسعودية، "ولا سيما اطلاق البرامج الانمائية السعودية في لبنان بما يعزز حضور الدولة ومتطلبات سيادتها على الاراضي اللبنانية كافة".
وحضر خلال اللقاء مؤتمر "سيدر" في باريس للاستثمار ومؤتمر روما لدعم الجيش والقوى الامنية ومؤتمر بروكسل المخصص لموضوع النازحين السوريين، وهي مؤتمرات من نتاج مقررات مجموعة الدعم الدولية للبنان التي انشئت عام 2013، وكان تشديد على اهمية المشاركة العربية وتحديدا السعودية فيها بفاعلية.
واكتفى الموفد السعودي في ختام اللقاء الذي استمر نحو ساعة بالقول "ان اللقاء مع فحامة الرئيس كان جميلا جدا".
سليمان
وتحدث سليمان الى الصحافيين، فقال: "إن زيارة وفد المملكة العربية السعودية هي بذاتها مفيدة للبنان على كل الصعد، وستستضيف المملكة القمة العربية في الرياض، وهذه القمة يجب ان تدعم لبنان وخصوصا في الموضوع المتعلق باسرائيل وطمعها بالحدود البحرية والبرية اللبنانية. وفي هذا الموضوع يجب ان تقف الدول العربية والمملكة الى جانب لبنان، والى جانب موضوع القدس والمسجد الاقصى وكنيسة القيامة وضد الاجراءات الاسرائيلية لتهويدها جميعها".
أضاف: "لقد بحثنا في دعم لبنان داخليا من مختلف النواحي وتطبيق قرارات المجموعة الدولية لدعم لبنان التي نصت على استقرار اقتصادي وامني وسياسي، وكل ذلك يتطلب من لبنان دورا في اظهار سيادة الدولة على كل اراضيها، وكل ذلك يحصل عبر نقاش وقرار وطني حول كيفية الانتقال الى الدولة السيدة الوحيدة المطلقة، وهذا ما تحدثنا عنه في الاستراتيجية الدفاعية بعد تحييد لبنان".
ورأى سليمان ان "الموضوع الداهم والقريب ه مؤتمرات دعم لبنان ان كان مؤتمر الاقتصادي والاستثماري في باريس او مؤتمر دعم الجيش اللبناني في روما او مؤتمر بروكسل الذي يمكن لبنان من تحمل عبء النازحين الى حين عودتهم الى بلادهم، وعلينا ألا ننسى انه في النهاية سيطرح الحل في سوريا على طاولة جنيف، ونأمل ان يبدأ هذا العام، وعلى أبعد تقدير العام المقبل، لذلك على لبنان ان يكون حاضرا، لاننا لسنا حاضرين حتى في الكلام والموقف، واذا طلبنا من الدول الصديقة مساعدتنا فسيأتي الجواب ماذا تريدون؟ نحن في هذا الموضوع لم نتكلم بشيء، لا عن الحدود الجنوبية ولا عن مزارع شبعا ولا عن الحدود مع سوريا، ولا نتكلم الا بالامور الداخلية، يجب ان نتطرق الى المواضيع التي تتعلق بلبنان".
وتمنى استمرار الاتصالات، "وعلى المملكة ان تواصل ارسال الوفود الى لبنان للاطلاع على شأنه، لان العرب يهمهم لبنان مستقرا ومزدهرا، وهذا الازدهار لا يبدأ اذا لم نباشر التخطيط لسيادة الدولة اللبنانية".
سئل: هل بحثتم في الانتخابات النيابية؟
اجاب: "لا، لم نبحث في هذا الموضوع على الاطلاق".
سئل: هل يمكن القول ان هذه الزيارة وهذه المروحة الواسعة من اللقاءات على القيادات اللبنانية ستفتح صفحة جديدة في العلاقات بين لبنان والمملكة بعد غيمة الصيف التي مرت بها العلاقات؟
اجاب: "يبدو ان احياء العلاقات أمر جدي من خلال الزيارة ومن خلال مضمون الاحاديث، وسبق أن اطلعت من ولي العهد في احد الاتصالات قبل أشهر على النية السعودية إعادة البرامج الانمائية المخصصة للبنان، وهذا أمر جيد يعزز العلاقات بين البلدين".