قال المرصد السوري لحقوق الإنسان وشهود إن الهدوء ساد منطقة الغوطة الشرقية بشكل عام مع بدء سريان وقف لإطلاق النار لمدة خمس ساعات اليوم، ليهدأ بذلك هجوم عنيف تشنه الحكومة على المنطقة وأودى بحياة المئات منذ 18 شباط.
ودعت روسيا التي تدعم الحكومة السورية إلى وقف إطلاق النار يوميا من الساعة التاسعة صباحا إلى الثانية ظهرا وإتاحة "ممر إنساني" للسماح للمدنيين بمغادرة الغوطة الشرقية آخر معقل كبير للمعارضة المسلحة قرب العاصمة دمشق.
وذكر التلفزيون السوري أن المسلحين يحاولون قصف الممر لمنع الناس من العبور.
لكن متحدثا باسم جماعة فيلق الرحمن، إحدى جماعات مقاتلي المعارضة الرئيسية في الغوطة الشرقية، نفى منع أحد من المغادرة.
وأضاف المتحدث لرويترز أنه ليس هناك من يجرؤ على الاقتراب من المنطقة القريبة من الممر لأنها منطقة عسكرية والجميع يخشى الاعتقال أو التجنيد إذا انتقل إلى الجانب الخاضع لسيطرة الحكومة.
وقال المرصد السوري إن الهدوء ساد الغوطة الشرقية بشكل عام منذ منتصف الليل رغم سقوط أربعة صواريخ على بلدة دوما في الصباح قبل دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ.
وذكرت وزارة الدفاع الروسية أمس أن الإجراءات التي اتخذت بالاتفاق مع القوات السورية تهدف إلى مساعدة المدنيين على المغادرة وإجلاء الجرحى والمرضى.
واتهمت روسيا مقاتلي المعارضة بمنع المدنيين من مغادرة المنطقة التي تحاصرها الحكومة منذ عام 2013.
ونقلت وكالات أنباء روسية عن الجيش الروسي اتهامه لمقاتلي المعارضة السورية في الغوطة الشرقية اليوم بإمطار الممر الإنساني بقذائف المورتر.
كما نقلت وكالة الإعلام الروسية عن الجيش قوله إنه ما من مدني واحد تمكن من مغادرة المنطقة عبر الممر في مخيم الوافدين نتيجة للقصف.
ونسبت وكالات أنباء روسية إلى جنرال روسي يدعى فيكتور بانكوف قوله: "افتتح ممر إنساني في التاسعة صباحا حتى يتسنى للمدنيين مغادرة منطقة عدم التصعيد. وهناك نيران مكثفة الآن من جانب المعارضة ولم يغادر مدني واحد".
وذكرت وكالات أنباء روسية أن القوات الحكومية السورية وفرت، بمساعدة من الجيش الروسي، الظروف اللازمة لاستقبال المدنيين في مخيم الوافدين وأن الرعاية الطبية متوفرة في الجوار للضرورة.
وأضافت الوكالات أن هناك حافلات مستعدة لنقل المدنيين إلى مراكز إقامة مؤقتة.
لكن وائل علوان المتحدث باسم فيلق الرحمن قال في تغريدة على تويتر إن "إجبار المدنيين على التهجير القسري أو الموت بالقصف والحصار جريمة روسية لا يمكن السكوت عنها".
كما نفت جماعة جيش الإسلام السورية المعارضة في الغوطة الشرقية اليوم منع المدنيين من مغادرة المنطقة ونفت كذلك قصف الممر الإنساني.
وقال ياسر دلوان رئيس المكتب السياسي لجيش الإسلام "لم نمنع أحدا والمدنيون يتخذون قرارهم".
وفي سياق متصل، قالت الأمم المتحدة إن القتال والقصف استمرا في الغوطة الشرقية مما حال دون وصول أي مساعدات للجيب السوري.
وقال ينس لاريكه المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في إفادة في جنيف "إنها مسألة حياة أو موت، إذا كانت هناك مسألة حياة أو موت. نريد وقفا للأعمال القتالية لمدة 30 يوما في سوريا كما طالب مجلس الأمن".
وقال طارق جسارفيتش المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية إن أكثر من 1000 مريض وجريح على قائمة الهلال الأحمر العربي السوري لمن يحتاجون لإجلائهم. وأضاف: "لكن ليس لدينا أي معلومات حديثة بشأن حدوث شيء من هذا القبيل الآن أو قريبا".
ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن جان إيف لو دريان وزير الخارجية الفرنسي قوله إن "روسيا فقط هي القادرة على الضغط على الحكومة السورية لضمان
التزامها بوقف إطلاق النار الجديد". وكان لو دريان يتحدث في موسكو حيث يجري محادثات بشأن سوريا مع نظيره الروسي.