أكّدت المحللة الروسية ألينا بولياكوفا أنّ مقامرة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في سوريا أتت ثمارها، موضحةً أنّه حقّق فوزاً استراتيجياً ونجح في تقويض المصالح الأميركية في الشرق الأوسط وأعاد إلى روسيا مكانتها كقوة عظمى
 

في تقريرها، شدّدت بولياكوفا على أنّ حماية مستقبل الرئيس السوري بشار الأسد وراء تدخّل بوتين في سوريا وليس القضاء على "داعش"، قائلةً إنّ الطائرات الروسية لم تضرب بشكل أساسي أهدافاً تابعة للتنظيم منذ انطلاق عملياتها.

في هذا السياق، ذكّرت بولياكوفا بعرقلة روسيا قراريْن لوقف إطلاق النار في مجلس الأمن إبّان معركة حلب في أواخر العام 2016، معتبرةً أنّ السيناريو نفسه يتكرر في الغوطة الشرقية. وكشفت بولياكوفا أنّ بوتين رفع "الفيتو" عن قرار مجلس الأمن الأخير استجابة لطلبيْ نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، متوقعةً خرق الهدنة الإنساسية التي دخلت حيّز التنفيذ اليوم الثلاثاء.

توازياً، تطرّقت بولياكوفا إلى الهجوم الذي نفذه "المرتزقة الروس" والقوات الموالية للجيش السوري على القوات المدعومة أميركياً في دير الزور، قائلةً إنّه بدا كمحاولة لاختبار الولايات المتحدة الأميركية أو دفعها إلى سحب قواتها المتبقية في المنطقة.

ورأت بولياكوفا أنّ الحفاظ على الأسد هدف بالنسبة إلى موسكو إلى حمايتها مما اعتبره بوتين حجر دومينو آخر من سلسلة الثورات "التي هندستها الولايات المتحدة الأميركية" في العالم العربي، مبيّنةً أنّ صفته كرئيس وزراء في العام 2011 حالت دون قدرته على التدخل في سوريا.

وتابعت بولياكوفا بأنّ سقوط الزعيم الليبي معمّر القذافي أزعج بوتين وأنّ فيديو مقتله ضايقه، مشيرةً إلى أنّه ألقى باللوم على هذا الصعيد على واشنطن، ولا سيّما وزيرة الخارجية الأميركية آنذاك هيلاري كيلنتون.

في هذا الصدد، عادت بولياكوفا إلى الحديث عن المغامرة الروسية، موضحةً أنّها أبعدت بـ"كلفة زهيدة" خطر حصول تغيير إضافي في النظام في سوريا وأعادت روسيا إلى لعبة التنافس على دور القوى العظمى.

ختاماً، استبعدت بولياكوفا خروج روسيا بشكل "نظيف" من سوريا من دون ترك الأسد "ضعيفاً"، مرجحةً سعي بوتين إلى التوصل إلى خطة دولية لإعادة إعمار سوريا، إذا ما دُمّرت آخر معاقل المعارضة.