أعادت زيارة الوفد السعودي إلى بيروت برئاسة المستشار في الديوان الملكي نزار العلولا الحرارة إلى العلاقات الثنائية بين البلدين بعد فترة اضطراب دامت عدة أشهر.
التقى الوفد السعودي يوم أمس رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس الحكومة سعد الحريري على أن يلتقي بعد ظهر اليوم رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة.
فتحت الزيارة السعودية إلى لبنان المجال واسعا للتأويلات والتحليلات نظرًا لطبيعة العلاقة بين لبنان والمملكة السعودية، هذه العلاقة التي مرت خلال الأشهر الماضية باضطرابات عدة انعكست سلبًا على الطرفين، ومنحت الفرصة لأطراف عدة لاستغلال التوتر الحاصل بين البلدين، وفي هذا السياق تأتي الزيارة السعودية لتؤكد من جديد عمق العلاقة التي تربط لبنان بالمملكة وهذا ما أكدته اللقاءات التي حصلت يوم أمس مع كل من رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة حيث أُعلن أن هذه اللقاءات كانت أكثر من إيجابية، حيث نقل عن المكتب الإعلامي في رئاسة الجمهورية عن العلولا تأكيده أن بلاده تقف إلى جانب لبنان وتدعم سيادته واستقلاله، وتتطلع إلى مزيد من التعاون بين البلدين في المجالات كافة، وأن الوفد نقل رسالة شفهية من الملك السعودي إلى الرئيس عون، أكد فيها حرص القيادة السعودية على قيام أفضل العلاقات بين البلدين الشقيقين، نظرًا إلى ما يجمع بين الشعبين اللبناني والسعودي من أواصر أخوّة وصداقة ومحبة.
ولإطلالة أكثر على الزيارة السعودية إلى لبنان تحدث موقع لبنان الجديد إلى عضو المكتب السياسي في تيار المستقبل النائب السابق مصطفى علوش الذي أشار إلى أن "المملكة السعودية أرادت من خلال هذه الزيارة أن تعيد وصل ما انقطع خلال الأشهر الماضية من خلال التواصل المباشر مع لبنان ورئيس الجمهورية العماد عون ورئيس الحكومة سعد الحريري".
إقرا أيضا: لوائح الثنائي الشيعي إصرار على تجاهل الإنتقادات الشعبية!
وأضاف علوش أن "هذه الزيارة تأتي أيضا لإزالة ملابسات سوء التقدير الذي حصل مع الرئيس الحريري في الرياض منذ أشهر وهي ستعيد الأمور إلى نصابها".
وفي اللقاءات الجانبية مع مسؤولين لبنانيين أشار علوش إلى أن "السعودية تعتبر أن هذا التواصل طبيعي جدًا مع حلفائها في لبنان خصوصًا وأن هذه الشخصيات لا تشكل أي خطر على المملكة وهي تأتي في سياقها الطبيعي".
وحول ما يروج له البعض عن تدخل سعودي في الإنتخابات النيابية القادمة رأى عضو المكتب السياسي في تيار المستقبل النائب السابق مطصفى علوش أن "الإنتخابات النيابية اللبنانية نادرا ما خرجت عن التدخل الدولي والإقليمي وعن التأثيرات الإقليمية التي تجري في المنطقة وبالتالي فإن السعودية تقارب هذه الإنتخابات من منظور مدى تأثيرها على مصالح المملكة ومن حقها ذلك بالنظر إلى التدخل الإيراني والسلاح الإيراني الموجود في لبنان"، ولم ينف علوش أن "التدخل السعودي في الإنتخابات سيكون من خلال دعم بعض الأطراف على الساحة اللبنانية على حساب أطراف أخرى".