أعلنت موسكو أن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف سيبحث مع نظيره الفرنسي جان إيف لودريان في موسكو غدا طيفا واسعا من الملفات الدولية الملحة، على رأسها الأزمة السورية. وذكرت وزارة الخارجية الروسية في بيان صدر عنها اليوم أن الوزيرين سيركزان أثناء الاجتماع على تسوية الأزمة السورية وتطورات الأوضاع في الشرق الأوسط عموما وكذلك في أوكرانيا وشبه الجزيرة الكورية.
كما سيتطرق لافروف ولودريان إلى المسائل المطروحة على أجندة العلاقات الثنائية، بما فيها التعاون بين موسكو وباريس ضمن منظمة الأمن والتعاون في أوروبا ومجلس أوروبا، والتحضيرات لزيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون المقررة إلى روسيا في مايو المقبل، حيث سيشارك كضيف شرف في منتدى سان بطرسبورغ الاقتصادي الدولي.
وأكد البيان أن الوزيرين سيتبادلان المواقف إزاء واقع وآفاق العلاقات الثقافية والتجارية والاقتصادية بين دولتيهما، وخاصة في ظل الاتفاقات التي تم التوصل إليها في ديسمبر الماضي أثناء اجتماع المجلس الروسي الفرنسي للشؤون الاقتصادية والمالية والصناعية والتجارية. وشدد على أن روسيا وفرنسا كدولتين دائمي العضوية في مجلس الأمن الدولي تتحملان مسؤولية خاصة عن دعم الأمن والاستقرار الدولي، وبإمكانهما، رغم اختلاف المواقف إزاء بعض المسائل، التخفيف من حدة التوتر في القضايا الأوروبية والدولية عن طريق بذل جهود مشتركة.
من جانبها، شددت وزيرة الشؤون الأوروبية الفرنسية ناتالي لوازو اليوم الاثنين، في حديث لمحطة إذاعة "فرانس إنتر"، على أن الأوضاع الراهنة في سوريا تتطلب اتخاذ خطوات عاجلة، وهذا ما سيركز عليه غدا لودريان ولافروف. وسبق أن أعلن لودريان في كلمة ألقاها في الجمعية الوطنية الفرنسية الثلاثاء المنصرم أن الملف السوري سيترأس أجندة مفاوضاته مع لافروف، مشددا على أن آخر تطورات الأزمة تتطلب البحث على وجه السرعة، وحذر من أن "الأسوأ أمامنا في سوريا إذا لم نتحرك".
وكان وزير الخارجية الفرنسي قد أعلن لصحيفة "لو فيغارو" الفرنسية في 22 كانون الثاني الماضي أنه سيزور إيران في الخامس من مارس المقبل لبحث القضايا الإقليمية واتفاق إيران النووي، بعد أن أرجأ هذه الزيارة التي كانت مقررة أصلا في بداية يناير بسبب موجة الاحتجاجات التي اجتاحت أكبر مدن الجمهورية الإسلامية.