أولاً: تُهم الخيانة والعمالة الجاهزة...
المؤسف أن ينبري أستاذ يحمل شهادة أكاديمية عليا، ويقوم بتدريس طلاب جامعيين مناهج البحث العلمي، وما يقتضيه من موضوعية وتحرّي الحقائق، مع مناصرة المبادئ الديمقراطية وصيانة حرية الرأي والتعبير، فيتّهم معارضي الثنائية الشيعية الذين قد يدلون بأصواتٍ انتخابية مناهضة لمرشحي هذه الثنائية بالعمالة والخيانة والتآمر على المقاومة.
تُهمٌ تُساقُ في حلبات الصراع على السلطة تخوضها الماكينة الإعلامية لحزب الله، منذ انطلاقة الحملات الانتخابية، هذا في حين يملك الحزب مع حليفه الرئيس نبيه بري تفوُّقاً واضحاً في صفوف الطائفة الشيعية، في مواجهة معارضات مفكّكة، ومع ذلك، ورغم طبيعة نظام الانتخابات (شبه النسبي)، فإنّ الطابع الإعلامي لحملة حزب الله، تمضي في سعيها لفرض القمع والتهديد والتضليل، مع استغلال دور المقاومة الشريف، وزجّ دماء الشهداء في معركة يجب أن تتركز على مطالب الشعب الحياتية ومكافحة الفساد.
يبقى المستهجن ما صدر في هذا الخضم عن الدكتور حبيب فياض، وهو ضيف شبه دائم لشاشات التلفزيون للمنافحة عن الحزب وسياساته وبرامجه، إذ اتهم صراحة وبصلافة ظاهرة من يُصوّت ضد الحزب بالعمالة لسفارة، وخيانة خطّ المقاومة، كعميلٍ بامتياز.
إقرأ أيضًا: الشيخ نعيم قاسم..العلاج النفسي أفضل من العلاج الأمني
ثانياً: التنابُذ بالألقاب...
حضرة الدكتور: تعلم علم اليقين أنّ تبادل الاتهامات هي أيسر السبل بين المتنافسين، فإذا اتّهمت خصمك بالعمالة، يستطيع أن يرُدّ لك الصاع صاعين، وقس على ذلك في سائر الرذائل، وبما أنّك مظاهر لحزب ديني عقيدي، وملتزم بالواجبات الدينية التي تدعو إلى مكارم الأخلاق، فسأضرب لك مثلاً من تراثنا الديني عن التنابذ بالالقاب بين صحابيّين هما: أبو موسى الأشعري (حكم الإمام علي) وعمرو بن العاص (حكم معاوية)، وتعلم أنّ عمرو خدع أبي موسى في خديعةٍ مشهورة، فخلع أبو موسى صاحبه، وبدل أن يخلع عمرو صاحبه، عمد إلى تثبيته، جرى ذلك على المنبر وأمام الملأ، فاضطرب الناس ، فقال أبو موسى لعمرو: لعنك الله، فإنّ مثلك كمثل الكلب، إن تحمل عليه يلهث، وإن تترُكه يلهث! فقال عمرو: لعنك الله، فإنّ مثلك كمثل الحمار يحمل أسفارا.
صحابيان حضرة الدكتور، وصلت بهما الحال إلى ما تقرأ، فلا تعجب إذا ما قيل لك، ومن نفس الجعبة، وجنابك عميل سفارة، وخائن لوطنك ودولتك التي تتقاضى منها راتبك.