كشف وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق أنّ "16 بيروتياً يشغلون مراكز من الفئة الأولى في لبنان، وهذا رقم لا يُستهان به". وأضاف: "الحديث عن مظلومية بيروت وعن إحباطها ليس صحيّاً بل يبثّ الإحباط في نفوس أهلها"، كاشفاً عن "بدء ثلاث مؤسسات في تدريب شباب العاصمة على امتحانات دخول الإدارة العامة، بعد التحذير الذي أطلقناه قبل أشهر".
المشنوق، وخلال رعايته حفل عشاء أقامته "نقابة تجار الخضار والفاكهة بالمفرق"، بمناسبة مرور ٧٠ عاما على تأسيسها وتكريماً لمحافظ مدينة بيروت القاضي زياد شبيب، في فندق "ميدترانيه"، أشاد بـ"إصرار النقابة على مشروع تأسيس سوق الخضار في بيروت، الذي وضعنا حجر الأساس له برعاية الرئيس سعد الحريري، وقريباً ينتهي بناؤه تمهيداً لافتتاحه".
وجدّد المشنوق القول إنّ "بيروت مدينة عظيمة عاصرت في السابق أهوالاً ومآسٍ ورغم كل شيء كانت تقوم وتنفض الغبار عن ذاتها، وهذا سرّ أهلها الذين صمدوا ونهضوا بها في أصعب الظروف، لأنّهم يتمتعون بالثقة والعزيمة والقدرة والقوة، لذلك لا أؤيّد ما يشاع عن أنّها محرومة ومظلومة ومحبطة، فكلّ من يعرف بيروت يحسدنا عليها، هي التي في لحظة احتراق المدن من حولنا، بقيت مدينة مليئة بالروح والحياة".
وتناول المشنوق ملفّ الإدارة العامة، فأشار إلى "وجود شباب بيارتة يتمتعون بالكفاءة والقدرة، وهم موجودون في الإدارة وناجحون، وتبيّن أنّ هناك 16 بيروتياً يشغلون مراكز الفئة الأولى، وهذا العدد لا يستهان به"، لافتاً إلى "أنّني تحدثت سابقا عن عدم تدريب الشباب البيروتي على امتحانات الإدارة العامة، وقامت القيامة ضدّي، واليوم بعد أشهر بات هناك ثلاث مؤسسات تعمل على هذا التدريب".
ورأى أنّ "ظروفاً إقليمية ودولية ساعدتنا لنحافظ على استقرار لبنان الأمني، وقد لفتت نظري وزيرة الداخلية البريطانية التي زارتني قبل ثلاثة أيام، إلى أنّه منذ ثلاث سنوات تقريباً لم تتعرّض بيروت لأيّ عمل أمني ضخم، في حيت تعرّضت عواصم أوروبية أبرزها لندن وباريس وبروكسل، وهذا يعود بالطبع إلى تماسك الأجهزة الأمنية، خصوصاً شعبة المعلومات التي تقوم بعمل جبار، آخره تحرير طفلة اختطفت من البقاع، بعد أقل من 9 ساعات على اختطافها".
وأثنى وزير الداخلية على "جهود رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري الذي يتابع كل الملفات بدقّة، ويسير على خطى والده الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وبفضله، سنتمكن من المواجهة ونتخطى كل العوائق والعراقيل".
بدوره شكر محافظ بيروت "وزير الداخلية على رعايته الاحتفال ومفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان ممثلا بالشيخ محمد عساف"، وقال متوجها إلى المشنوق: "ها هي رؤيتكم لبيروت بدأ تتحقق، وكذلك شعاركم الشهير "بيروت جمهورية إنماء مستقلة". فقد وضعتم حجر الأساس لمشروع سوق الخضار قبل أشهر، برعاية الرئيس الحريري، وهو باكورة إنجازات سترى النور تباعا خلال الأشهر القليلة المقبلة". وتابع: "من حسن حظنا أنّه على رأس وزارة الداخلية رجل القول والعمل، رجل الأمن والأمان، الذي حضر جلسة المجلس البلدي الشهيرة، حين اتّخذ قرار تملك العقارات لتنفيذ مشروع سوق الخضار، وهو قال وتبنّى ووعد وحقّق وأنجز، ونحن يا معالي الوزير، نعمل على الكثير من المشاريع التي سترى النور حاليا في بيروت بتوجيهاتكم ورؤيتكم وحبكم الكبير للعاصمة التي تمثلونها خير تمثيل في مجلس النواب وفي وزارة الداخلية".
سهيل المعبي
وتحدث رئيس نقابة تجار الخضار والفاكهة سهيل المعبي عن تاريخ النقابة والعراقيل التي واجهتها، مثنياً على جهود الرئيس الشهيد رفيق الحريري ووعده ببناء السوق. وحيّا الرئيس سعد الحريري على إكماله المسيرة بـ"وفاء وصدق وأمانة"، وقال: "هذا يوم فخر واعتزاز أن نحتفل تحت رعاية أصدق الرجال، فارس ينطق بالحقّ، وهو وزير الداخلية. كما نرحب بمحافظ بيروت الساهر على مصالح أهل المدينة". ثم منح المعبي درع وفاء وتقدير للمحافظ.
لقاء بيروتي
وكان المشنوق التقى 40 ناشطاً بيروتياً من الشباب، واستمع إلى آرائهم ومطالبهم. وتحدث باسمهم أحمد علي، الذي طالب "بعد الانتخابات بتأسيس مكتب من نواب بيروت لتلقّي الشكاوى وطلبات الخدمات"، وتوجه للمشنوق باسم الشباب: "هناك مشاكل لكن الوقت اليوم هو للوفاء لكم في الانتخابات النيابية، كي لا يسيطر أحد على مدينتنا، ومعكم ومع الرئيس الحريري سننتصر".
فردّ المشنوق قائلا: "صحيح أنّ هناك مشاكل، لكن كيف نواجهها؟ بأن نسلّم المدينة إلى خصومها؟ أو بالبحث عن سبل الحلّ والعلاج؟"، وأضاف: "المشكلة الأساسية في البلد هي السلاح، وجزء جديّ من قراره محكوم بالسلاح، إضافة إلى الطائفية القاتلة، وبقية المشاكل يمكن حلّها، وبعد الانتخابات سنتشكّل موجة مطالبة باستراتيجية وطنية دفاعية لوضع السلاح تحت إمرة الدولة، وبدأنا خطوات كبيرة لتحقيق جمهورية بيروت الخدماتية المستقلة، في الكهرباء والمياه ومعالجة النفايات والنقل المشترك".