أولاً: زلاّت اللسان
يبدو أنّ زلات اللسان لم تعد تقتصر على بعض هُواة السياسة، فقد بدأ بعض الدهاقنة (سياسيون ورجال دين) في الوقوع بها، فبعد زلّة لسان الوزير جبران باسيل ووصفه الرئيس نبيه بري ب"البلطجي" والتي كادت أن تودي بالبلد في أتون النزاعات الطائفية، ها هو اللواء جميل السيد ، وهو يستعد لتمثيل أهل بعلبك-الهرمل نيابياً، يضع "رأسه برأس" بعض الاعلاميات فيستدعيهنّ إلى القضاء، أمّا آخر فصول هذه السقطات "اللسانية" فقد جاءت على لسان نائب الأمين العام لحزب الله، الشيخ نعيم قاسم، عندما قال مستهزئاً مستكبراً للمواطن الشيعي (الذي يكابر ويجاهر ويزعل ويهدد بعدم التصويت): لا تزعل ولا تحتار، فهذا الزّعل- الدلع لن يُزفّت الطريق، ولن تجني سوى الاكتئاب والمرض"النفسي"، ممّا يُدخلك المستشفى، وستضطر للعودة "صاغرا" لتقف أمام النائب ليساعدك في مرضك هذا، وهذا قد يُحمّل الشيخ وحزبه بعض التكاليف.
لذا خفّف عن نفسك أيها المواطن ولا تبتئس نفسياً، واذهب وانتخب، والأصحّ إذهب و"بايع" للثنائية الشيعية طبعاً.
إقرأ أيضًا: القضية السورية.. إنتدابات الغاز والنفط بديلاً عن الانتدابات الناعمة
ثانياً: الشيخ يأخذ المواطنين بحلمه الواسع
الحمدللّه، فضيلة الشيخ قاسم يسير على سيرة آل حرب بن أُميّة في الحلم والأناة، فهذا معاوية بن أبي سفيان بن حرب وقد دعا رجلاً إلى بيعة ابنه يزيد، فإذ بالرجل يقول: اللهمّ إنّي أعوذ بك من شرّ معاوية. فقال له معاوية: تعوّذ من شرّ نفسك، فإنّه أشدُّ عليك، وبايع.
قال: إنّي أُبايع وأنا كارهٌ للبيعة.
قال له معاوية: بايع أيها الرجل، فإنّ الله يقول: { فعسى أن تكرهوا شيئاً ويجعل اللهُ فيه خيراً كثيراً.}
والحمد للّه من قبلُ ومن بعد أنّ فضيلة الشيخ قاسم لم يتّبع خُطى الخليفة المرواني عبدالملك بن مروان الذي خطب الناس فقال: إنّي والله ما أنا بالخليفة المستضعف- يريد عثمان بن عفان- ولا بالخليفة المداهن- يريد معاوية بن أبي سفيان- ولا بالخليفة المأفون- يريد يزيد بن معاوية- فمن قال برأسه كذا، قلنا بسيفنا كذا! ثمّ نزل.
الحمد للّه، لم نصل بعد إلى سلّ السيف من غمده.