في أسلوب ضغط جديد، أبلغت الشخصيات التي أطلقت حركة المبادرة الوطنية قبل أشهر، بالغاء فندق مونرو العقد الذي تم توقيعه لتنظيم المؤتمر العام للمبادرة، السبت في 24 شباط 2018. ووفق ما أعلن النائب السابق فارس سعيد، فإن السبب المعلن لالغاء المؤتمر، هو الخوف من حصول أي حدث أمني. لكن سعيد يضع الأمر في سياق الضغط السياسي عبر استخدام ذرائع أمنية لاستكمال أسلوب القمع، ومنع الناس من التعبير عن رأيها واتخاذ خيارات اعتراضية.
ويقول سعيد لـ"المدن": "كنا قد وقعنا عقداً مع الفندق لعقد هذا المؤتمر. وهذه ليست المرة الأولى التي نعقد فيها اجتماعاً في الفندق نفسه، ولم يحصل أي رفض مسبق لوجودنا رغم معرفة جميع المعنيين بأننا حركة اعتراضية". يضيف سعيد: "تبلّغت بأنه لأسباب أمنية ألغي المؤتمر، والتفسير واضح. السلطة السياسية القائمة تريد منع أي طرف من التعبير عن رأيه، لاسيما أن المؤتمر يتخذ عنواناً اعتراضياً على الحكم والحكومة معاً. وهذا النوع من المؤتمرات يزعج السلطة، ومنع المؤتمر يندرج في سياق كم الأفواه ومحاصرة الحريات العامة في لبنان، كي لا يكون هناك أي حركة سياسية اعتراضية ترفع الصوت ضد هيمنة إيران وسلاح حزب الله على القرار السياسي في البلد".
يشير سعيد إلى أن هذا المؤتمر يدعو إليه مع الدكتور رضوان السيد، ويُحضر له منذ 6 أشهر، وكان سيشهد مشاركة واسعة ووازنة لشخصيات عديدة من المناطق اللبنانية كلها، لاسيما من البقاع، طرابلس، عكار وجبل لبنان. وكانت الدعوات موجهة إلى نحو ألف شخصية، و"نحن سنتحدث عن كل هذه الملابسات في مؤتمر صحافي مع السيد"، السبت، في مكتب سعيد في الأشرفية.
لكن سعيد يطرح سؤالاً أساسياً: "إذا لم نستطع عقد مؤتمر سياسي في بيروت، فإلى أين نذهب؟ هل نذهب إلى الضاحية الجنوبية، ونطلب من حزب الله وضع صواريخه بتصرفنا كما وضعها في تصرف المجلس الأعلى للدفاع؟ وهناك أصدقاء من آل جعفر في بعلبك يطالبوننا بعقد المؤتمر لديهم، فسنبحث بالأمر".
لدى سؤال سعيد عن الطرف الذي سعى إلى الغاء المؤتمر، وإذا كان تيار المستقبل هو من طلب ذلك، لاسيما بعد بروز خلافات بين سعيد والسيد والرئيس سعد الحريري على خلفية التسوية الرئاسية، وما حصل بعيد استقالة الحريري من السعودية، يشير سعيد إلى أنه ليس المستقبل هو الطرف المتضرر الوحيد من ذلك، لأن المؤتمر يعترض على الحكم والحكومة. ويعتبر أن حضور ألف شخصية عابرة للطوائف، وقبل الانتخابات النيابية بنحو شهرين ونصف، سيجعل المؤتمر مكاناً لعلامات استفهام قد تتسبب بإرباك لدى السلطة، وهم يقولون للناس من خلال هذا التصرف، إما أن يسيروا وفق ما ترسمه قوى السلطة، أو أن نتائج الانتخابات ستلغى.
لا شك أن هذه المبادرة ستسعى إلى تشكيل تيار سياسي معارض للتسوية، ويرفع شعار مواجهة سيطرة حزب الله على القرار السياسي والسيادي في لبنان. وبعض المعلومات تشير إلى استعدادها إلى خوض الانتخابات النيابية في أكثر من دائرة انتخابية، في كسروان جبيل، بعلبك الهرمل، طرابلس، عكار، بيروت، وغيرها. وكل هذه اللوائح ستكون في مواجهة لوائح تيار المستقبل، والتسوية التي اختارها مع حزب الله والتيار الوطني الحر.