كتابٌ عظيم لا تمل من قراءته في كل يوم، "طبائع الإستبداد" للكبير الراحل الذي قتل مسموماً عبد الرحمن الكواكبي، الذي كتبه وأبدع في فضح السلاطين والطواغيت المستبدين، لربما لو عاد الكواكبي إلى لبنان لأبدى نصائحه لهذا الشعب العظيم بأن يبحث عن طاغية مستبدة ليريحه على الأقل من أمراضه وآفاته الطائفية والعصبية الحزبية البغيضة، وعن أمراضه الفتاكة القاتلة، وعن المافيات وحكم الدكاكين التي تفتح أبوابها ليلاً ونهاراً وسراً وجهاراً، وعن حكم الباكوات الدينية والسياسية، وعن حكم المحسوبيات على حساب أغلب المحرومين والمستضعفين، لربما توقف الكواكبي لبرهة قبل أن يشرع بكتابته عن حكم الطغيان، وتوارى خجلاً وخجولاً أمام أرباب الطوائف والأحزاب لأنه سيدرك أنهم لا يغادرون كرسي السلطة والحكم إلا إلى القبر، وسيدرك أيضاً أنَّ تركيبة الحكم في لبنان ـ وكثير من عالمنا العربي والإسلامي ـ كان يفضل أن يعيش تحت نظام مستبد في ظل "الديمقراطية المزعومة والديمقراطيين في طواحين الهواء" ولشرع بالترحم والدعاء على المستبدين وأمر بإستنساخهم، للأقل أنَّ المستبد قد يؤمن أبسط الحقوق وبعض الأساسيات من العيش، على أن يعيش في حكومات تحكم الشعوب والبلاد عن طريق القهر والمحسوبية تحت عناوين كثيرة.
إقرا أيضا: سرقة الشهداء !
وأعتقد أنَّ اللبناني يدرك ويعي جيداً هذه الأمراض القاتلة، من نظامٍ قائم على الطائفية والمذهبية والحزبية وما إلى ذلك من تسميات لا داعي لذكرها لبداهتها عند الشعب العظيم، هل هذه ديمقراطية؟
بالتأكيد لكتب الكواكبي ديمقراطية الطوائف بدلاً من ديمقراطية السلطة والحكم ! وماذا لو طرح الكواكبي في طبائعه الإستبداية على الإنساني اللبناني سؤالاً: هل الطواغيت المستبدة هم ظلمة مستبدون ودمويون؟
إقرا أيضا: جواز خرق لائحة الثنائي الشيعي
لأجاب من دون أي تفكير بكل تأكيد.
وماذا لو سأل عن ديمقراطية الطوائف اللبنانية بكل أشكالها وأحزابها؟
الجواب برسم كل لبناني !