شاب جديد يسقط على الطرق اللبنانية. ضحية اخرى يرحل بطريقة مأسوية من دون سابق انذار. هذه المرة كان دور الشاب عبد الله سارة (23 عاماً) ابن منطقة الماري الجبلية اثناء خروجه من منزله قاصداً بيروت لاجراء مقابلة عمل. 

لم يكتب للشاب العشريني اجراء المقابلة، فانزلقت سيارته وفارق الحياة قبل أن يكمل تحقيق طموحه وأحلامه الحزبية والمهنية فكان الموت أسرع.

الخبر وقع كالصاعقة على أبناء قريته ورفاقه في "الحزب الديموقراطي". فهو كان مسؤول الطلاب في الحزب في جامعة بيروت العربية المفتوحة، حيث عرف عنه انضباطه الاخلاقي والمهني وحبه للعمل وللعطاء الدائم من دون كلل أو ملل.

رفاقه نشروا صوره على صفحاتهم الخاصة رافضين تصديق خبر وفاة صديقهم الخلوق، آملين أن يكون الحادث مجرد كابوس. وعلق أحدهم: "خسارة كبيرة للوطن بفقدان شاب كان يحمل جميع صفات القيادة".

عضوة المجلس السياسي في "الحزب الديموقراطي" ليليان حمزة، اعتبرت "أن الحزب وأهل الجبل والماري خسروا شاباً مهذباً خلوقاً مخلصاً في ربيع العمر، مفعماً بالحياة والحيوية والطموح لبناء مستقبل على قدر الإمكانات في هذا الوطن.. فارق الحياة في حادث سير وهو في طريقه إلى مقابلة بحثاً عن وظيفة، وكأن شباب الجبل كتبت عليهم المعاناة قبل تأمين قوت يومهم... كان خير مثال للشباب النشيط في "منتدى الشباب الديموقراطي". نعزي ذوي الفقيد ورئيس الحزب الأمير طلال أرسلان كما نعزي أنفسنا بخسارته". 

أبناء القرية تناقلوا احاديث مختلفة عن سبب الوفاة. منهم من قال إنها نتيجة ذبحة قلبية اصابت الشاب ففقد السيطرة على سيارته. وما يؤكد النظرية أن الطبيب الشرعي أكد أن الحادث ليس نتيجة السرعة الزائدة، فيما الطبيب المعاين للجثة استبعد في حديثه لـ"النهار" نظرية الذبحة القلبية، لأن عمر الشاب 23 سنة. والنتيجة النهائية تعود للطبيب الشرعي وليس للمستشفى. فيما الأصدقاء رفضوا نظرية تسبب السرعة في الحادث، على اعتبار أن عبد الله معروف عنه قيادته الحكيمة.