أسبوعان عانى خلالهما ابن بلدة الشهابية - صور ألماً في بطنه، ظنّ أن الأمر طبيعي، محاولا متابعة حياته بشكل روتيني، الى ان وصل الوجع الى حد لا يحتمل، عندها توجه مع اخيه الى مستشفى بهمن، ليُصدم هو وعائلته بأن وضعه الصحي خطر، قاوم ساعات على امل ان ينتصر، لكنه في النهاية فارق الحياة... هو الشاب سامر قانصو الذي "انفجر بنكرياسه"، وفق التعبير الذي استخدمه عمه العلّامة الشيخ محمود لـ"النهار".
مرض "مخفي"
لم يُعِر سامر اهمية تُذكر لوجع بطنه، وعندما اطلع الشيخ محمود على حاله طلب منه أكل ثوم علّه يساعد في شفائه. وأشار الشيخ محمود إلى أنه "لم نتوقع ان خلف ألمه سبب خطير، وأن الموت يقترب منه، حتى عندما قصد المستشفى فجر الثلثاء كان يسير على قدميه، أدخله الطبيب إلى غرفة العناية الفائقة، تفاجأ سائلا عن ضرورة ذلك، كما صدمنا جميعنا عندما أطلعنا الطبيب على الدرجة التي وصل اليها التهاب بنكرياسه في الوقت الذي كانت نسبة السكر في الدم مرتفعه من دون ان يعلم سامر بذلك، ومع هذا لم يخطر ببالنا انه سيفارقنا إلى الأبد، لذلك لا يمكنني وصف حالة عائلته عندما تم اخبارها الساعة السابعة من مساء اليوم ذاته، انه أطبق عينيه بعد ان قام الأطباء بكل ما في وسعهم لإنقاذه، الا انه وصل الى مرحلة لم يتجاوب مع العلاج". واستطرد: "كأن مرضاً مخفياً أصابه في بنكرياسه، لم يشعر به حتى استفحل، ولم يعد بالإمكان السيطرة عليه".
فرحة لم تكتمل
26 سنة مرّ فيها سامر على الارض، عانى خلالها قساوة الحياة. ولفت الشيخ محمود: "انفصل والداه في صغره، تربى في احضان والدته في منطقة مار الياس، ظروفه المادية اجبرته على العمل منذ نعومة أظفاره من اجل متابعة تعليمه، وبالفعل نجح في الوصول الى هدفه، حاز على شهادة جامعية في الكومبيوتر، وقبل ستة اشهر فرح بحصوله على وظيفة في شركة محترمة وبراتب جيد، لكن يا للأسف عندما بدأت ظروفه بالتحسن توقف عدّاد زمن عمره".
رحيل العصامي
كل الصفات الجميلة اجتمعت بابن الشهابية، على رأسها كما قال الشيخ محمود "انه شاب عصامي، بنى نفسه بنفسه، وعلى الرغم من المرارة التي اذاقتها له الايام، إلا أن الابتسامة لم تفارق وجهه، فإضافة إلى الظروف الصعبة التي تعايش معها، فقد شقيقه منذ مدة الذي ربما يكون قد خطف، والدته في حالة يرثى لها بعد خسارتها أحد أبنائها وعدم معرفتها شيئاً عن آخر". وأشار: "كان حلمها ان تسعد بسامر وتزفه الى عروسه، لكن يا للأسف زفّ في الأمس الى مثواه الأخير، بعدما شاء القدر أن تكون رحلته في الحياة مريرة وقصيرة".