لم تستوعب عائلة سامر قانصو هول الفاجعة بعد، لم يصمد أكثر من 24 ساعة. فارق الحياة بعد يوم واحد من دخوله المستشفى، لم تنجح كل الجهود الطبية في إنقاذه، كانت حاله الطبية سيئة جدا ومتدهورة. حسب رواية العائلة كان سامر يعاني من آلام في المعدة من فترة الى أخرى، لكن فحوصاً الطبية كما أكدت الطبيبة المتابعة له في الساعات الأخيرة كشفت انه يعاني إلتهاباً حاداً في البنكرياس نتيجة ارتفاع كبير في التريغليسيريد والسكري ما أدى الى مضاعفات إلتهابات قوية أدت الى توقف في القلب.
أسئلة كثيرة تطرح في هذا المجال، متى يصبح إلتهاب البتكرياس قاتلا؟ وما هي الأسباب التي تؤدي الى التهاب البنكرياس؟ وهل من اعراض تحذيرية تُنذر المريض بوجود خلل ما؟
التهابات قوية...صدمة قاتلة
أكدت الاختصاصية في الأمراض الصدرية والعناية الفائقة الدكتورة شيرين ملائي انه "علينا ان نعرف ان ليس كل التهاب بنكرياس يمكن ان يكون قاتلا، لكن في حالة سامر كان سبب وفاته اشتراكات عديدة أدت الى توقف القلب. إذ كشفت الفحوص المخبرية ان نسبة التريغليسيريد وصلت الى 10000 فيما المعدل الأقصى لا يتخطى 150. كذلك الأمر بالنسبة الى السكري الذي تخطى المعدل الطبيعي بأشواط. المشكلة تكمن في ان سامراً لم يكن على علم بأنه يعاني التريغليسيريد والسكري المرتفع، وهذا ما تسبب بالتهاب حاد في البنكرياس".
إذاً لماذا يلتهب البنكرياس؟ وفق ملائي: "أسباب كثيرة تسبب هذا الالتهاب لكن اهمها وجود بحصة في المرارة او ارتفاع التريغليسيريد كما هي الحالة مع سامر. لقد بذل الأطباء جهودهم وقاموا بكل ما يلزم، لكن الالتهاب كان قوياً ولم يكن الوقت لصالحه. طبياً، تعرض سامر لصدمة او ما يُعرف بالـChoc septique نتيجة الإشتراكات والإلتهابات القوية، ما ادى الى انخفاض في الضغط ونقص في الأوكسجين على الرغم من جهاز التنفس وبالتالي توقف القلب".
برأي الاختصاصية في الأمراض الصدرية والعناية الفائقة "هناك نحو 10-15% من حالات التهاب البنكرياس التي تؤدي الى الوفاة. لذلك من المهم على كل شخص يعاني من جفاف الفم، وكثرة التبول ووجع في البطن او المعدة استشارة الطبيب للتأكد من عدم إصابته بمرض السكري او ارتفاع في التريغليسيريد...".
توفي سامر من دون ان يعلم ان التريغلسيريد والسكري قضيا على جسمه رويدا رويدا. لذلك تكمن اهمية المراجعة الطبية وعدم اهمال اي عارض، لأن مشكلة صغيرة أهملت ولم تعالج قد تؤدي الى مضاعفات خطيرة وقاتلة.