س - هل تتوقع من الشيعة في لبنان أن ينتخبوا نوابا جُدُداً ويستبدلون النواب بنواب آخرين ؟
ج - إنني أرى الشيعة في لبنان سوف ينتخبون النواب ذاتهم وسيجددون لهم البيعة على السمع والطاعة لأسباب متعددة .
منها :
1- تحالف حزب الله مع الرئيس نبيه بري مصدر قوة كبير للحزب لذلك تفرع من هذا التحالف إلتفاف شيعي بخلفية مذهبية وروحية طائفية أرى بحدود 40 % من الشيعة اللبنانيين يعتقدون - ( كما أقنعهم حزب الله ) - بأن سلاح حزب الله سلاح المقاومة يحميهم من التهديدات الإسرائيلية من جهة ويحميهم من التكفيريين في سوريا من جهة أخرى ، لقد أقنعهم حزب الله بواسطة إمبراطوريته الإعلامية الجبارة المتعددة بأدواتها ووسائلها مع جيش من رجال الدين يتقاضون رواتب مالية شهرية فتحت شهيتهم وشهواتهم لتسخير كل أدبيات الدين ومناسكه وشعائره وطقوسه وفتاواه وأفكاره لتعزيز قوة التحالف وتخويف الشيعة من زحف إسلامي سني قادم من سوريا يريد سبي نسائهم وذبح رجالهم وغنيمة أموالهم كما جرى مع أهل البيت وشيعتهم تاريخيا .
و الإسلامي السني الزاحف نحوهم هم التكفيريون في سوريا هم المعارضة السورية كلها وجميعها !سيزحفون إلى لبنان للقضاء على الشيعة بأوامر أسيادهم الأميركيين والإسرائيليين والسعوديين ، فيما لو انتصروا في الحرب السورية على نظام الديكتاتور بشار الأسد حليفهم !
واقتنع نحو 40 % من الشيعة بهذا الكلام التضليلي المخادع الكاذب فدفعتهم قناعتهم للإيمان بشرعية القتال إلى جانب الديكتاتور بشار الأسد واقتنعوا بضرورة تماسك الشيعة والإلتفاف حول حزب الله .
وذلك لحماية الطائفة من خطر محدق يحيط بمصيرها من الإسرائيليين والتكفيريين فلم يدخر حزب الله ذرة من طاقاته على مدار 5 سنوات لتنشيط الغريزة المذهبية العمياء وإستنفار الروح الطائفية البكماء .
إقرأ أيضًا: الثنائي الشيعي أمام معضلة إنتخابية حقيقية
2 - وأيضا إن حزب الله تنظيم يملك قدرات مالية هائلة ونفوذاً في مؤسسات الدولة وفرت لنحو 40 % من الشيعة مصالح مادية وإدارية إلى حد صارت هذه الشريحة كتلة متماسكة و مرتبطة مع هذا التنظيم بشبكة مصالح مادية وخدماتية ليس من اليسير ولا من السهل عليها التخلي عنها لصالح أي مشروع سياسي شيعي لبناني آخر لا يملك البديل ولا العوض ولا التعويض عن شبكة المصالح المذكورة ولا الإمكانيات المالية كالتي يملكها حزب الله .
3- وأيضاً إن نحو 40 % من الشيعة مؤيدون لحزب الله لأنه تنظيم يملك قوة عسكرية وأمنية أقوى من قوة الدولة والشيعة بشر كسائر البشر الذين يهابون القوة ويتفاعلون معها ويتأثرون بها لأن الناس دائما تقف مع الأقوياء أمنيا وعسكريا وماليا وخدماتيا وتخذل الضعفاء إن لم نقل تحاربهم وفق سيكولوجية الجماهير العجيبة الغريبة المريبة بغبائها في الشرق حصريا .
4 - لا يوجد حزب ولا تنظيم ولا جماعة شيعية لبنانية تملك شيئا من القدرات المالية الهائلة التي يملكها حزب الله حتى يمكن التفاؤل بتخلي الشيعة عن حزب الله والذهاب الى خيارات سياسية أفضل
وإن المال هو عصب الحياة هو الذي يصنع الوسائل التي تغير آراء الجماهير وتنظف عقولهم سياسيا من الأوهام وتأخذهم نحو الخيارات الأفضل وإن المال تفقده كل الجماعات الشيعية المنافسة لحزب الله .
وأية جماعة شيعية لبنانية تفكر بالإستعانة ماليا بأية دولة عربية صديقة للبنان كما يستعين حزب الله بإيران سوف تقع هذه الجماعة تحت التخوين والتهمة بالعمالة لمحور الشر الأميركي السعودي الصهيوني !
5 - إن تحالف الرئيس بري مع الحزب هو السبب الأساسي الذي جعل نحو 40 % من الشيعة مع حزب الله ، لقد أضاف هذا التحالف إلى الحزب مصدر قوة جديد لأن الرئيس بري يملك رصيدا وازنا بالواقع الشيعي بما يملك من نفوذ واسع بمؤسسات الدولة .
6 - ( تشتيت ) وتشتت الشيعة المعارضين للثنائي وعدم وحدتهم في المواجهة يعد مصدر قوة إضافي للثنائي أيضا .