اهتزّ وجدان أهالي بلدة بر الياس - قضاء زحلة، لحادثة خطف الطفلة السورية صالحة علي كتوع ابنة السنوات السبع، صباح اليوم، من تحت المبنى الذي تقطنه العائلة في البلدة، بينما كانت متجهة مع شقيقيها الأصغر منها ليستقلوا الباص الى مدرستهم. استكبر الاهالي ان تشهد بلدتهم مثل تلك الجريمة "الشائنة" التي "لم يسبق لها مثيل" في بر الياس. ففي "عزّ الحرب الاهلية لم تشهد البلدة اعتداء على الناس". أن تخطف طفلة لمقايضتها بمبلغ 250 الف دولار، على ما ابلغ الخاطفون والدها في اتصال هاتفي معه، عدّها جيران عائلة الطفلة المفجوعة اعتداء طال كل واحد منهم، طال اطفالهم، في ديارهم. ثمة من خطف الامان الذي كان سمة الحي السكني، الذي بنى فيه ابناء بر الياس بيوتهم، وبينهم سكنت عائلة كتوع، في منزل بنته وانتقلت اليه من نحو سنة.
في شارع "المئة متر"، في توقيت خروج الأطفال من بيوتهم لينتقلوا الى مدارسهم، ثمة جيب شيروكي فضّي على ما أظهرت كاميرات المراقبة، جاب الشارع، توقف قرب صالحة وشقيقيها البالغين من العمر 5 و 4 سنوات، بينما كانوا متجهين من باب المبنى الذي تقطنه العائلة، امتاراً قليلة الى حيث توقف الباص، بمحاذاة المبنى. ترجل احد ركاب الجيب، وهو يرتدي كوفية، وانتزع صالحة، تحت اعين والدتها الواقفة عند النافذة تراقب وصول اطفالها الى الباص، وامام احدى الجارات التي كانت متجهة الى وظيفتها، وانطلقت السيارة التي اقحمت فيها صالحة في اتجاه تعمل الاجهزة الامنية على رصد مساره عبر تتبع كاميرات المراقبة، فيما واصل شقيقاها طريقهما الى الباص الذي أقلع سائقه غافلاً عما جرى. الى هذا الحد كان الناس يشعرون بالامان، ولا يخطر ببالهم ان يعتدي احد على الطفولة في وسطهم، فعندما علا الصراخ ظنّ احد الجيران ان سيارة دهست الطفلة، لم يخطر بباله ان يكون ثمة من خطف الطفلة، على ما يقول. والدتها كما جدّتها وباقي نساء العائلة في حال من الانهيار، فاذا كان الجيران غير قادرين على تخيّل الوضع النفسي للطفلة، فكيف هو حال عائلتها؟! "الله ينجينا ويصبّر اهلها" يردد الجيران.
اتصالات من الخاطفين
متماسكاً أعصابه، يروي والدها علي، حادثة الخطف، وورود اتصال على هاتفه، من خاطفي طفلته بعد 5 دقائق تقريباً من خطفها. طالبه فيه المتحدث بلهجة لبنانية، بمبلغ 250 الف دولار، وأسمعه صوت ابنته. فيما يقول أحد شهود العيان ان الوالد تلقى اتصالين متتاليين من الخاطفين وبدا رقم المتصل على شاشة الهاتف، راوياً كيف هرع العمّ بملابس النوم راكضاً في الوجهة التي سلكتها السيارة الخاطفة.
انتقلت عائلة كتوع من سوريا الى لبنان منذ 5 سنوات، حيث سكن الأشقاء الخمسة في بر الياس، وتعمل العائلة في مجال مبيع الالبسة الجاهزة تحت اسم شركة مخازن حنين الكبرى، وقد شيّدت أخيراً مبنى يسكنه علي ووالداه وشقيقه، على ما قال الجيران. على كرسي، على قارعة الطريق، مقابل مكان وقوع حادثة الخطف، جلس جدّ صالحة، يدخن السيجارة تلو الاخرى، ولا ينبس بكلمة، يتولى الجيران الكلام عنه. اما والدها علي فاتكاله "على الله وعلى الامن، سائلاً المولى بألا يصيب احد ما حصل لنا".
ووجه رسالة الى كل من لديه معلومة عن ابنته وخاطفيها، التقدم بها. الجيران كذلك كانوا على ثقة بأن الأجهزة الأمنية ستممكن من كشف الخاطفين واعادة الطفل بسرعة، فهل يكون الأمن محل الثقة التي وضعت فيه، ويعيد بعضاً من الأمان الذي خطف، مع صالحة وتعود هي الى حضن والديها، وخاطفيها الى خلف القضبان.
كذلك الجيران كانوا واثقين بأن الأجهزة الامنية ستستعيد الطفلة بسرعة.