"سلامة قلبك" كلمة نرددها في أحاديثنا اليومية، لكن ماذا لو كنت تحمل قلبين بدل واحد؟ حقيقة طبية شهدتها الهند حيث نجح فريق طبي هندي في إجراء جراحة قلبية خطيرة، حصل على إثرها المريض على "قلب إضافي".

وفي التفاصيل لجأ طبيب هندي يدعى كريشنا كوخالي لواحدة من أخطر عمليات جراحة القلب في العالم والتي تُعرف باسم "Piggyback Heart" بعدما دخل مريض إلى المستشفى يعاني فشلاً خطيراً في القلب.

7 ساعات في الجراحة

نقل المريض الذي لم يُكشف عن هويته الى مستشفى "أبولو" في حيدر آباد ، وهو يعاني فشلاً خطيراً في القلب. ووفق ما ذكرت "الدايلي ميل" البريطانية، استغرقت الجراحة سبع ساعات حيث عمل الفريق الطبي على زراعة فورية لقلب إضافي حصلوا عليه من متبرع شاب توفي دماغياً.

تمّ وضع القلب الإضافي بين الرئة اليمنى والقلب الأصلي للمريض، بعد قطع نوع من الأغشية التي تحيط بالقلب وتمنحه مجالاً للنبض دون التسبب بأي أذى له جراء الاحتكاك.

ومن ثم انشغل الفريق في مهمة لا تقل أهمية عن سابقتها تمثلت بجعل القلب الإضافي ينبض بنفس إيقاع القلب الأصلي، علماً أن أياً من القلبين لم يكونا قويين بشكل كاف للعمل على نحو منفرد، فكلاهما كان ضرورياً لنجاة المريض من الموت.

وأكد الطبيب كريشنا "إن العملية التي أجراها من الجراحات النادرة، إذ سجلت 150 حالة منها فقط على مستوى العالم حتى الآن"، مشيراً الى أن "المريض يتعافى حالياً، وإلى أن احتمالات تعرضه لمشكلات في القلب مستقبلاً وارد، ووقتها سيكون التعامل مع الأمر بالغ الصعوبة، لأن الأطباء سيكونون غير قادرين على معرفة أي القلبين مصدر المشكلة".

أسباب زرع قلب اضافي

 تعتبر زراعة قلب إضافي من الحالات الطبية النادرة، وللوقوف أكثر على هذه الحالة كان لنا حديث مع الاختصاصي في أمراض قلب الأطفال والتشوهات الخلقية في مركز بيروت للقلب الدكتور ناصر عودة الذي أكد في اتصال معها ان "زراعة القلب تنقسم الى نوعين:

النوع الأول: من متبرع الى متلقٍ حيث يخضع المريض الى زراعة قلب جديد من خلال إزالة القديم. 

النوع الثاني: من متبرع الى متلقٍ حيث يخضع المريض الى زراعة قلب اضافي كما هي الحالة هنا. لكن هذه الحالة نادرة وأجريت الجراحة الأولى في جنوب أفريقيا منذ أكثر من 40 عاماً".

أما عن أسباب هذه الجراحة وإبقاء القلب الضعيف، يُشير عودة الى انه "تختلف الأسباب لهذا النوع من الجراحة وأبرزها : 

* ارتفاع الضغط الرئوي عند المريض: في حال كان المريض يعاني من ارتفاع ضغط رئوي نلجأ الى هذه الجراحة للتعامل مع الضغط المرتفع من دون تعثر.

* اذا كان قلب المريض ضعيفاً: نضطر في هذه الحالة الى زراعة قلب مساعد للقلب الموجود.

* اذا كان قلب المتبرع صغيراً وقلب المتلقي ضعيفاً، نضطر الى ابقاء القلب الإضافي ليتوزّع الضغط بين قلبين أحدهما صغير، والآخر ضعيف.

وعادة تكون زراعة القلب بين الرئة اليمنى والقلب القديم حيث نوصل الأبهر مع الأبهر حتى ينبض القلب الجديد على نفس الإيقاع والتوقيت مع القلب القديم.  

 

8 جراحات مشابهة و5 ناجين

برأي الإختصاصي في أمراض القلب والتشوهات الخلقية ان "أمراض كثيرة تكون مسؤولة عن زراعة القلب وقد نجحت أميركا في إجراء 8 جراحات لقلبين وعاش بينهم 5 اشخاص، لكن تبقى الأرقام والدراسات قليلة وغير دقيقة لأن هذه الحالات تبقى نادرة".

ومن إيجابيات هذه الجراحة وفق عودة "ان بإمكان القلب الثاني ان يساعد القلب الأصلي في التحسن والعمل من جديد. لكن علينا ان نعرف ان كل زراعة في الجسم يمكن ان تؤدي الى مضاعفات واهمها رفض الجسم لهذا العضو الجديد. ويبقى الأهم متابعة المريض ومراقبته للتأكد من صحته".