مقاعد حردان وسكريّة ومروان فارس وباتريك فخري... حزب الله ينتظر

من خلال دراسة موضوع الانتخابات فان حزب الله الذي اعلن اسماء مرشحيه يواجه عدة نقاط للدرس في شأن 4 مقاعد نيابية خاصة وان التيار الوطني الحر لم يبلغ بعد حزب الله عن خريطة ترشيحاته في المناطق اللبنانية كلها. وهم في انتظار الوزير جبران باسيل رئيس التيار الوطني الحر بالاتفاق مع العماد ميشال عون ليعلن اسماء مرشحيه والمناطق التي يريد ترشيحهم فيها.
ونبدأ من قضاء مرجعيون حيث ان حزب الله وسوريا عبر اعلى مراجع فيها يريدان ايصال النائب اسعد حردان الى المقعد الارثوذكسي عن دائرة مرجعيون، لكن الوزير جبران باسيل رفض ذلك وطلب المقعد الارثوذكسي في مرجعيون لمرشح في التيار الوطني الحر. لكن حزب الله رفض رفضا قاطعا هذا الطلب. واصر على ايصال النائب اسعد حردان عن المقعد الارثوذكسي في مرجعيون.
ويبدو ان في منطقة مرجعيون ستجري معركة انتخابية حيث ان النائب اسعد حردان ضعيف في الاصوات المسيحية، ويحتاج الى دعم اصوات شيعية كبيرة ليحصل على الصوت التفضيلي، فيما المرشح الارثوذكسي الذي سيرشحه التيار الوطني الحر خاصة اذا اقام تحالف مع تيار المستقبل او قوى اخرى فان مرشح التيار الوطني الحر قد ينال الصوت التفضيلي وعندها سيسقط النائب اسعد حردان. لكن مع اصرار القيادة السورية واصرار حزب الله فانه سيمضي حزب الله بمعركة انتخابية بأسعد حردان ضد مرشح التيار الوطني الحر في قضاء مرجعيون، رغم ان التيار الوطني الحر سيسجل على حليفه حزب الله ان المقعد المسيحي لم يأخذه التيار الوطني الحر في الجنوب رغم ان الجو الحاصل في البلاد هو ان تأخذ القوى وفق طوائفها المقاعد المخصصة لها.
كذلك هنالك مشكلة المقعد السني في دائرة بعلبك - الهرمل، فالنائب وليد سكرية ليس لديه قوة سنيّة قوية، وفي بعلبك 40 في المئة من الطائفة السنيّة، اضافة الى حجم اصوات من الطائفة السنية بنسبة كبيرة في عرسال، اضافة الى الاصوات السنيّة في مدينة الفاكهة وحولها. ولذلك فان حزب الله سيسعى الى استبدال النائب وليد سكرية بمرشح سنّي من عرسال، يكون صاحب قاعدة قوية في عرسال وفي ذات الوقت على تقارب مع حزب الله، لان عدد الاصوات في بعلبك وعرسال والفاكهة ليس عددا بسيطا وتستطيع الطائفة السنيّة ايصال مرشحها عبر اعطائه الصوت التفضيلي.
اما بالنسبة الى النائب مروان فارس، فقد قرر حزب الله دعم النائب البير منصور بالاتفاق مع اسعد حردان على ان يكون النائب البير منصور مرشحا بديلا عن النائب مروان فارس ويدعمه حزب الله انما يكون البير منصور ضمن الكتلة القومية في مجلس النواب.
وهنا رغم الشرح الذي ورد لـ«الديار» عن ان النائب البير منصور سيكون في كتلة الحزب السوري القومي الاجتماعي فان معطيات الديار تعتبر ان الامر ليس سهلا وصعبا، بل يمكن نجاح النائب البير منصور وتحالفه مع الحزب القومي اما ان يكون عضواً في كتلة الحزب القومي، فغير معروف ذلك، لكن يمكن ان يكون النائب البير منصور قد وافق على ان يكون مدعوما من حزب الله وحركة امل ويأتي نائبا عن منطقة رأس بعلبك شرط انضمامه الى كتلة الحزب السوري القومي الاجتماعي.
اما النقطة الرابعة فهي المقعد الماروني في دير الاحمر، ويبدو ان حزب الله سيتخلى عن النائب اميل رحمة، لانه غير قادر على جلب اصوات مسيحية قوية وبكثرة، وبالنسبة للسيد باتريك فخري فان حزب الله غير متحمس له لا هو ولا حركة امل، كما انه يعتبره غير قوي مسيحيا، رغم ان التيار الوطني الحر طرح اسمه لكن هنا مشكلة كبرى. فالتيار الوطني الحر ابلغ حزب الله انه تخلى عن المقعد الشيعي في جبيل وبالتحديد عن النائب عباس الهاشم النائب الشيعي في جبيل لصالح ان يكون النائب من حزب الله في قضاء جبيل، مقابل هذا المقعد يريد التيار الوطني الحر المقعد الماروني في منطقة دير الاحمر عيناتا شليفا بتدعي.
انما في ظل وضع منطقة دير الاحمر عيناتا شليفا بتدعي حيث هنالك 40 الف ماروني في تلك المنطقة فان القوات اللبنانية هي القوة الاساسية والناخبة في هذه المنطقة، ولا يمكن للعماد ميشال عون وللوزير جبران باسيل ان يطلبا هذا المقعد للتيار الوطني الحر لان الدكتور سمير جعجع قائد القوات سيعتبر هذا الامر مساً اساسيا بوجود قاعدته المارونية الكبرى في مناطق دير الاحمر وعيناتا التي هي عمليا امتداد لمناطق بشري والخزان الشعبي من شبان حزب القوات اللبنانية. حتى لو قرر حزب الله دعم مرشح التيار الوطني الحر فانه اذا وافق العماد ميشال عون او الوزير جبران باسيل على اخذ المقعد الماروني في منطقة دير الاحمر فان ذلك سيؤدي الى قطيعة شاملة بين حزب القوات اللبنانية وحزب التيار الوطني الحر، ولا يمكن للدكتور سمير جعجع القبول في أي شكل من الاشكال في التفاوض حول هذه النقطة.
كما ان حزب القوات الذي قد يتحالف مع تيار المستقبل فان عدد اصوات الموارنة والمسيحيين في منطقة دير الاحمر وكامل محيطها ويصل عددهم حسب لوائح الشطب على 40 الف صوت انما يكون عدد الناحبين بحدود 25 الف صوت، وتحالفه مع التيار الوطني الحر القوي بشعبية سنية في عرسال و40 في المئة من سنة بعلبك، وسنّة الفاكهة، فان ذلك سيشكل خطرا على ايصال مرشح لحزب الله ماروني في منطقة دير الاحمر والقرى المجاورة لها.
هنا تدرس قيادة حزب الله ما سيعلنه حزب التيار الوطني الحر في النتيجة لانها حتى الان لم تتبلغ صورة واضحة من الوزير جبران باسيل عن خريطة ترشيحات مرشحي التيار الوطني الحر في المناطق، وعند ذاك يمكن دراسة المقعد الماروني في دير الاحمر والمقعد الكاثوليكي في مناطق رأس بعلبك والقاع، اضافة الى مقعد اسعد حردان الذي يرفض حزب الله التنازل عنه كليا كذلك القيادة السورية على اعلى المستويات، كذلك المقعد السني البديل عن النائب وليد سكرية، حيث يطلب حزب الله ويفتش عن مرشح سني قوي في عرسال او من بعلبك يكون على لائحة حزب الله وامل ويستطيع تأمين اصوات لان المعركة صعبة في تلك الدائرة بالنسبة الى الصوت التفضيلي.